أخبارصحيفة البعث

ناريشكين: الولايات المتحدة تنفّذ عمليات استطلاع في البحر الأسود

موسكو – تقارير:

حذر سيرغي ناريشكين مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي اليوم، من أن الولايات المتحدة تنفّذ بنشاط عمليات استطلاع في منطقة البحر الأسود، باستخدام تقنيات مختلفة.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن ناريشكين قوله في معرض تعليقه على حادث الطائرة الأمريكية دون طيار أمس: “لقد كانوا يستخدمون بنشاط كبير جميع وسائل المراقبة الفضائية والاستطلاع البصري والإذاعي، ونحن نعرف ونفهم بالتفصيل الأهداف التي كان الأمريكيون يسعون إلى تحقيقها، عبر أنشطتهم الاستكشافية واستخدام الوسائل التقنية، بينما نحاول تحديد المنشآت والمناطق التي تهمّهم بشكل أكبر”.

وحسب وزارة الدفاع الروسية، رصدت أنظمة التحكّم في المجال الجوي الروسية طائرة أمريكية دون طيار من طراز (إم كيو-9)، وهي تحلق بالقرب من شبه جزيرة القرم أمس، حيث كانت تحلّق مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال الخاصة بها، منتهكة الحدود المؤقتة المحدّدة للعملية العسكرية الخاصة.

ووفق كبار الضباط الروس، فإنه نتيجة للمناورات الحادة دخلت الطائرة دون طيار في رحلة غير خاضعة للرقابة، قبل أن تفقد السيطرة وتتحطّم في البحر الأسود، وشدّدت الوزارة على أن المقاتلات الروسية لم تستخدم أسلحتها، ولم تتلامس مع الطائرة دون طيار، وأنها عادت بسلام إلى مطاراتها.

من جهته، أكّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن تحليق الطائرة الأمريكية المسيرة التي سقطت أمس في البحر الأسود، يمثل عملاً استفزازياً.

وأشار أنطونوف في حديث لوكالة تاس إلى أن الطائرة كانت تنفّذ التحليق مع أجهزة إرسال إشارات غير عاملة ودخلت منطقة العملية العسكرية الخاصة، مضيفاً: “حذرنا الجميع بهذا الشأن، وأعتقد أن هذا استفزاز حقيقي للتحريض على أعمال معينة ليكون من الممكن اتهام روسيا والعسكريين الروس بعدم المهنية”.

ولفت السفير الروسي إلى أن الطيارين الروس عملوا بشكل مهني للغاية، ولم يكن هناك أي صدام ولم تستخدم مقاتلاتنا السلاح، مؤكداً أن روسيا لا تبحث عن صدام مع الولايات المتحدة، بل تؤيّد بناء علاقات تحقق مصالح الشعبين الروسي والأمريكي.

وأوضح أنطونوف أن المسيّرات الأمريكية تقوم بجمع بيانات استخباراتية تستخدمها كييف لاحقاً لضرب القوات والأراضي الروسية.

وذكر أنطونوف أن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي صرّح بأن المسيّرات الأمريكية تقوم بمثل هذه التحليقات يومياً متسائلاً: “ما الذي تفعله هذه المسيّرات على بعد آلاف الكيلومترات من الولايات المتحدة.. الجواب واضح تقوم بجمع بيانات استخباراتية يستخدمها نظام كييف فيما بعد لضرب قواتنا المسلحة وأراضينا”.

وأضاف: “إذا ظهرت مسيّرة روسية بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو فكيف ستردّ القوات الجوية والبحرية الأمريكية.. إنني على يقين من أن سلوك الجيش الأمريكي سيكون حازماً، والولايات المتحدة لن تسمح باختراق مجالها الجوي أو البحري، لذلك ننتظر أن تمتنع الولايات المتحدة عن المزيد من التكهنات في المجال الإعلامي، وتتوقّف عن الطيران بالقرب من الحدود الروسية”.

وأوضح أنطونوف أن موسكو تعدّ كل الأعمال باستخدام الأسلحة والمعدات الأمريكية عدوانية، لافتاً إلى أن واشنطن زوّدت كييف بمنتجات عسكرية بقيمة 33 مليار دولار، ما يعني أنها “هي التي تقود الوضع إلى تصعيد متعمّد ينطوي على اندلاع صراع مسلح مباشر”.