مجلة البعث الأسبوعية

دعم الفلاح !

بشير فرزان

لايخفى على أحد أن الاقتصاد الوطني يمر بأزمة حادة للغاية ولا يمكن تجاوزها إلا بعد الانتهاء من هذه الحرب ورفع العقوبات الاقتصادية واستئناف تصدير النفط والغاز وتوريد الموارد المالية العامة إلى البنك المركزي ووقف كل أشكال العبث والفساد والنهب للموارد العامة والخاصة إلى جانب قيام الحكومة بدورها في تقديم الخدمات العامة للسكان وغيرها من الإجراءات التي تعيد عجلة التنمية الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي وخاصة في القطاع الزراعي الذي تتسع دائرة الجدل فيه حول السياسة الزراعية التي تعمل وزارة الزراعة على تطبيقها في مختلف المجالات وقد تتشعب التساؤلات الباحثة في قدرة الوزارة على تنفيذ خططها التي تبقى حبراً على ورق خاصة فيما يتعلق بالمتابعة وتقييم العمل الذي يعد أمراً في غاية الأهمية بالنسبة لها في إطار التعاطي مع الواقع الزراعي المثقل بالكثير من المشكلات والتحديات التي انعكست مباشرة على الواقع المعيشي وزادت من معاناة الناس وزعزعت كل مقومات الأمن الغذائي و إستراتيجية الاكتفاء الذاتي  .

ولاشك أن تعرض القطاع الزراعي للضرر نتيجة الحرب كان له تداعيات كبيرة على العمل الزراعي إلا أن ذلك لايلغي أيضاً مسؤولية الجهات المعنية في هذا القطاع التي لم تستطع التعاط مع هذه التداعيات نتيجة أدائها الزراعي الضعيف وعدم تنفيذ سياسة الدعم الزراعي بشكل فعلي فما يحكى ويقال شيء ومايتم تنفيذه شيء أخر مغايروبعيد كل البعد عن التصريحات وهذا كان سبباً مهماً في ارتفاع أسعار السلع الزراعية بشكل كبير كونه أدى إلى نقص الإنتاج وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بالإضافة إلى ارتفاع كلفة النقل والتأمين وارتفاع تكاليف المستوردات بشكل كبير وبالتالي اتسعت الفجوة بين الإنتاج المحلي والحاجات الغذائية الداخلية التي تم سدّها عن طريق زيادة المستوردات من أجل تأمين السلع الزراعية التي لم تعد متوفرة بشكل يدين كل الجهات الزراعية “وزارة الزراعة ,الاتحاد العام للفلاحين,اتحاد غرف الزراعة “والتي لم تفلح في تصحيح الواقع الزراعي واستنهاض كافة مقوماته لخدمة العملية الزراعية وتثبيت الفلاحين في أرضهم وتامين حاجة السوق المحلية من المنتجات الزراعية.

ومن المؤسف القول انه رغم كل الضجيج الزراعي والتصريحات السابحة في بحور الانجاز إلا أن الخطط الزراعية بعيدة عن الواقع وتعرّض القطاع الزراعي لانتكاسات كبيرة سواء على صعيد الإنتاج أو استمرار العمل الزراعي بشكل عام خاصة مع تفاقم المشكلات التي يعاني منها الفلاح كالنقص الشديد في مستلزمات الإنتاج الأساسية كالبذار والأسمدة والمبيدات الحشرية والمحروقات وبالتالي إيصال الدعم للفلاح يشكل الحلقة الأولى في الإستراتيجية الزراعية وبداية النهاية لحالة التراجع الزراعي ..فهل من مجيب ؟!.