تحقيقاتصحيفة البعث

قبل يوم من حلول رمضان.. لا رقابة ولا رحمة في أسواق طرطوس!

طرطوس – البعث

لم تعد الأسواق ولا الأسعار تنتظر مناسبة أو نشرة تموينية لتتقلب وتتغير وتتعدل – صعودا طبعا – لأنها باتت بحكم الأمر الواقع سمة السوق الذي يفرض شروطه وتقلباته السعرية على مدار الساعة بحكم ظروف ومعطيات ليست خافية على أحد!

ورغم أن شهر رمضان المبارك لم يبدأ بعد لكن وكما هي العادة  بدأ “تسونامي” الأسعار الشرس دون أن يقيم أصحاب التجار وأصحاب المحال أي وزن لرقابة حماية المستهلك ولا لمقدرة المواطن على الشراء ولو اقتضى الأمر أن يتلف البعض بضاعته!.

“البعث” جالت واستطلعت أسواق طرطوس ريفا ومدنا وخرجت بالريبورتاج التالي…

التمور تحلق! 

في جولة على أسواق المدينة وبعض أسواق القرى لاحظنا استقراراً بأسعار بعض الخضار والفواكه، لكن كان اللافت الارتفاع الملحوظ بأسعار التمر، حيث وصل سعر الكغ في بعض الأماكن لـ 40 ألف ليرة للصنف الأول، وبين 12- 25 ألف ليرة بالنسبة للأصناف المتوسطة والعادية الأخرى، مع ملاحظة فقدان بعض الأصناف، وربط الياس داهود تاجر خضار في سوق الهال ومستورد سابق للمادة ارتفاع الأسعار الكبير بارتفاع أسعار الصرف مؤكدا أن أسعار المادة تتأثر بأسعار الصرف ولا علاقة لبداية أو قرب شهر رمضان بالارتفاع الحاصل.

توقف الحركة الخارجية 

نزار بشارة عضو تجار لجنة سوق الهال في محافظة طرطوس علل استقرار الأسعار بالنسبة للخضار والفواكه في سوق الهال وأسواق الخضار داخل المدينة وفي الريف بتوقف حركتها الخارجية وباتجاه أسواق المناطق الشرقية، مشيراً إلى ثبات واستقرار في أسعار عدة أصناف من كالبطاطا والبندورة، والحمضيات، وقرب أسعارها من أسعار العام الماضي، في حين ارتفعت أسعار أصناف أخرى مثل البصل متأثرة بعدة عوامل، وتأخر موسم زراعتها، وأشار بشارة إلى أن هذا الأمر يراه المستهلك جيدا نتيجة ضعف قدرته الشرائية، لكن المنتج يراه سيئاً، فاليوم تكلفة كغ البندورة تصل لـ 2000 ليرة، وهو سعر غير منصف له.

وطالب بشارة بالعمل لتحريك الأسواق الخارجية وفتح باب تصدير بعض المواد، فاليوم الهدف الأساسي استمرارية عمل الفلاح وإنتاجه، موضحاً أن هناك منتجات خضار وفواكه تباع أقل من كلفتها بكثير نتيجة كثرة العرض، لكن ما يحدث أن المستهلك لا يملك القدرة الشرائية لشرائها، فالمطلوب العمل تجاه المستهلك والفلاح معا في نفس الوقت.

عزوف عن الشراء! 

كان واضحاً في الأسواق ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وحتى تجار المفرق فهي في حدودها الدنيا مع حلول الشهر الفضيل، متأثرة بسوء الأوضاع الاقتصادية، وبين عمار محمد تاجر مفرق في سوق الخضرة اقتصار شراء حاجاته من السوق على الخضار والفواكه الأساسية  فمثلا هناك عزوف عن شراء اللوز الأخضر الذي يتصدر الواجهة حاليا بسعر 10000 ليرة للكغ الواحد، وبالرغم من أن اللوز الأخضر ليس مادة أساسية، وهناك الكثير من المواطنين يشترون المادة بالأوقية، وبشكل عام فمتوسط أسعار الخضار الأساسية سجلت الأرقام التالية البندورة 2500 ل.س، البطاطا 2000، البصل 6000، الكوسا 3000 ل.س.

كثرة بالمعروض وقلة بالطلب!

تتشابه أسواق كل من بانياس والقدموس والشيخ بدر مع غيرها من أسواق المحافظة لجهة توفر تشكيلة واسعة وكبيرة من المواد الغذائية والخضار والفواكه إلا أن ارتفاع أسعار العديد من السلع الضرورية ومنها اللحوم والبيض والأجبان والألبان ومشتقاتها والخضروات والفواكه يحول دون قدرة المواطن البسيط ولاسيما الموظف على توفير أقل ما يمكن من هذه السلع..

وخلال سبر لأسواق تلك المناطق كان لافتا زيادة أسعار معظمها مع قدوم شهر رمضان المبارك وهذا ما أكده العديد ممن التقيناهم حيث شكوا معاناتهم من فوضى السوق وضعف الأجهزة الرقايية وعدم قدرة دوريات حماية المستهلك فرض واقع يعكس قدرتها على التدخل المنشود بإتباع آلية مختلفة في مراقبة السوق ومخالفة المتلاعبين والتجار المحتكرين، وقال بعضهم أن عددا من أصحاب المحلات في مدينة الشيخ بدر مثلا يجاهر بعدم الإعلان عن التسعيرة…!؟

ضحية الابتزاز!

ولفت البعض للدور السلبي لأصحاب شاحنات البضائع والمنتجات من وإلى سوق الهال التي يقع ضحيتها المزارع، زد على ذلك استغلال تجار الجملة ومستلزمات الإنتاج والأدوية والمبيدات وصناديق الفلين والتحميل والشحن والسمسرة وصولا في نهاية المطاف للمواطن المستهلك الذي يقع ضحية ابتزاز تاجر المفرق، ويبرر أحد تجار سوق الهال في مدينة بانياس هذه الزيادات غير المنضبطة بسبب كون بضاعة المحافظة بما فيها الخضار والفواكه أنها من نتاج محافظات أخرى!، وبالتالي يتعذر التقيد بسعر ثابت وواحد علما أن سعر أي مادة في سوق هال بانياس أقل من سوق طرطوس وهذا متعارف عليه في منطقة بانياس حيث يتم يوميا شحن مئات الشاحنات من سوق الهال من البندورة واللوز  إلى أسواق المحافظات بسعر مناسب،  وعزا أحد التجار ارتفاع أسعار المواد تحكم سائقي السيارات وما يتم فرضه من ضرائب ورسوم بشكل غير عادل وارتفاع أسعار الطاقة وعدم توفر الكهرباء ورسوم النظافة والبلدية وغيرها إضافة لأجور المحلات التي تحمل في نهاية المطاف على المواطن وهناك ركود وحركة خجولة في السوق رغم كوننا في شهر رمضان!.

حتى ساعة متأخرة!

نديم علوش مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس قال: إن دوريات حماية المستهلك تعمل حتى ساعة متأخرة من الليل لضبط الأسواق وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وسيتم تعزيز عمل الدوريات في كافة المناطق والتشدد في قمع أي حالة تقاضي زيادة في السعر وعدم الإعلان عن الأسعار ولاسيما مع قدوم شهر رمضان المبارك، ولفت إلى أنه سيتم بالتنسيق مع المحافظة تنظيم سوق خيري خلال الأيام الأولى لشهر رمضان بتخفيضات تصل لحدود التكلفة الحقيقية وتأمين وسائط النقل للأهالي في المناطق الأخرى.