مجلة البعث الأسبوعية

مؤتمر متأخر لكادر منتخبنا الشاب.. والمدرب يعترف بالإخفاق ولا يدري السبب!

البعث الأسبوعية- سامر الخير

أحد عشر يوماً مرت على خروج منتخبنا الشاب لكرة القدم من منافسات كأس آسيا تحت 20 عاماً والتي أقيمت في أوزباكستان التي توجت باللقب بعد مشوار قوي في البطولة، الغريب أنه بعد وصول منتخبي البلد المضيف والعراق إلى المباراة النهائية خرج من يقول أن المجموعة التي وقع فيها منتخبنا والتي ضمت المنتخبين المذكورين إضافةً إلى منتخب إندونيسيا هي أقوى المجموعات، وعلى رأس المتبنين لهذه الفكرة المدير الفني الهولندي لمنتخبنا مارك فوته، الذي صرح بذلك علانية خلال مؤتمر أقامه الاتحاد أمس الأول للوقوف على أسباب خروجنا المبكر بعد كل الآمال التي عقدت عليه وخصوصاً بعد التحضير الممتاز بحسب اتحاد اللعبة.

مؤتمر جاء متأخراً في وقته وفي تبريراته، ولم يخف مارك ذلك حيث عبر عن خيبة أمله لعدم الوصول إلى الدور الثاني رغم أن المنتخب كما يرى لم يلعب بشكل سيء جداً وخصوصاً أمام العراق وأوزباكستان، مؤكداً أن خوض بطولة بهذا الحجم يعدّ تجربةً جيدة جداً للاعبين لينضجوا أكثر، فالعديد منهم لم يلعبوا مع أنديتهم لأكثر من ستة أشهر.

وأشار مارك إلى أن البعض نظر لخسارتنا على أنها النهاية، لكنه يرى أنها بداية مرحلة جديدة وخاصة للاعبين الذين تعلموا دروساً قيمة في الكأس.

وكما كان متوقعاً بعد عقد مؤتمر خاص بمدرب منتخبنا الأول الأرجنتيني هيكتور كوبر ومضي وقت على كل تلك الشائعات والأقاويل عما حصل مع شبابنا دون رد رسمي أو مؤتمر مبكر، كان الحضور الإعلامي خجولاً جداً نتج عنه سؤالين فقط، الأول تساءل عن الحالة الهجومية للمنتخب والتي اختلفت كثيراً بين المباريات الودية وبين البطولة وكأننا شاهدنا منتخبين مختلفين.

فوته أجاب ببساطة ومباشرة أننا واجهنا عدة مشاكل في الناحية الهجومية، فنحن أساساً ليس لدينا مهاجم صريح، وزكريا رمضان  لاعب الأهلي الذي تناوب مع محمود الأسود لاعب الكرامة على قيادة هجومنا في البطولة، كان استعداده سيئاً جداً فهو بقي لفترة طويلة خارج معسكرات المنتخب، وحتى الأسود دخل المباراة الأولى وهو يعاني من إصابة في الركبة تعرض لها قبل يومين من مباراة الافتتاح، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نقارن بين أي مباراة ودية ومباراة رسمية فالأولى تلعب دون ضغط على اللاعبين أما الثانية فيكون الضغط كبيراً جداً وخاصة إذا كنت تلعب ضد الجمهور أيضاً وهو ما حصل معنا في أول مباراة، فهي المرة الأولى التي يلعب فيها لاعبونا أمام أكثر من 32 ألف مشجع، ومع ذلك كان أداؤهم رجولياً.

السؤال الثاني الذي وجه لمارك كان عن الأنانية التي ظهرت واضحة بين اللاعبين في المباريات الثلاث في البطولة، وحسب ما تناقلته مواقع التواصل في الفترة الأخيرة حول قضايا سمسرة وفساد ضمن المنتخب، ليردّ فوته بذكاء ويعترف أن اللاعبين كانوا مشغولين بمستقبلهم، وأن بعض العقود والتواصل مع الوكلاء قبل البطولة لتأمين عقود للاعبين في دول الخليج كأن له أثر كبير على عقلية لاعبينا، وكأنه اعتراف ضمني بما جرى تداوله أو بأغلبيته، لكنه أوضح أنه لا يعرف ما يدور في ذهن اللاعب لكنه لم يرى أياً منهم أنانياً عن قصد.

وطبعاً هذا الكلام مردود عليه فاللاعبون أنفسهم اعترفوا لوسائل إعلامية غير رسمية أن تواجد مدرب منتخب الرجال هيكتور كوبر على المدرجات في مباراة إندونيسيا كان له أثر سلبي جداً على أدائهم، فهم يعلمون أنه يدرس ملفات جميع لاعبينا لانتقائهم من أجل الوديتين المعلن عنهما، والمضحك أن الأرجنتيني لم يتواجد في الأصل من أجل المنتخب وإنما أتى من إسبانيا مع مساعده اليوناني من أجل قبض باقي مستحقاته المالية من الاتحاد الأوزبكي والذي كان متعاقداً معه سابقاً، وتلقى دعوة من المنتخب بطبيعة الحال بسبب تواجده هناك.

لم نرد اليوم تناول ما أثير في الفترة الماضية على أن نفند في مرة قادمة كل التفاصيل التي وصلتنا عن الوقائع التي حدثت مع شبابنا سواء في معسكراتهم أو في البطولة، لكن مؤتمراً متواضعا كالذي جرى حتّم علينا فتح أحد ملفات إخفاقات كرتنا الجديدة، وخاصةً أن الهولندي نفسه انتقد توقيت المؤتمر، لكن المعلوم أن مارك لم يتواجد في سورية إلا قبل يومين فهو لم يرافق المنتخب في رحلة العودة، لتأتي الردود الرسمية على أداء المنتخب عن طريق التصريحات الجانبية من قبل رئيس الاتحاد ونائبه وأغلبها كان يزكي قصة السمسرة ويبرئ مارك من سوء الإدارة الفنية للمنتخب سواء على أرض الملعب أو خارجه، وبذكر عدم تحميل مارك أو الحكم عليه من بطولة واحدة، تحدث في لقاء مع أحد الوسائل الإعلامية بعد المؤتمر أن المنتخب قدم كل طاقته في مباراتي أوزباكستان والعراق أما في المباراة الثانية أمام إندونيسيا فهو يتحمل المسؤولية وهو لا يعرف ما حصل!

وهنا نطرح إشارة استفهام كبيرة على المدرب، فما حصل يمكن أن يتكرر في كل البطولات القادمة وخاصة أننا أمام استحقاقين بقيادة مارك للمنتخب الأولمبي هذه المرة في شهر حزيران مع بطولة غرب آسيا وفي شهر أيلول مع التصفيات المؤهلة للأولمبياد، فهل من المجدي الإيمان بقدرات مدرب اعترف بنفاذ الحلول عنده؟