مجلة البعث الأسبوعية

“مهرجو الصف” هم الطلاب الأكثر ذكاء في الفصل

“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدره

غالباً ما يتمتع المهرجون في الصف بسمعة طيبة كونهم يبحثون عن الاهتمام، وغير ناضجين، ومزعجين أثناء الصف. ومع ذلك، وفقاً لدراسة أجريت على أطفال المدارس في تركيا، فإن الأطفال الذين يتمتعون بمستويات أعلى من المعرفة العامة والتفكير اللفظي هم الأكثر مهارة في الفكاهة، أي

أن مهرجي الصف قد يكونون أذكى الطلاب.

ولطالما اعتُبرت الدعابة علامة على الذكاء، وبينما تُظهر العديد من الدراسات بعض الارتباط بين الذكاء والفكاهة لدى البالغين، هناك القليل من الأبحاث حول هذه الظاهرة عند الأطفال. ولكن طبيعة الفكاهة تختلف لدى كل من البالغين والأطفال، ففي حين يستخدم الكبار الفكاهة في أحيان كثيرة للترفيه عن أنفسهم، فإن الأطفال يستخدمونها في الغالب للحصول على قبول أقرانهم.

وتضمنت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الدولية لأبحاث الفكاهة عرضاً لحالة 217 طفلاً في سن المدرسة المتوسطة من مدارس مختلفة في المنطقة الوسطى الغربية من تركيا. وخلال التجربة، كان على الأطفال جميعاً ملء فراغات 10 رسوم كاريكاتورية تم رسمها للتّو بنكاتهم الخاصة. ثم قام سبعة خبراء بتصنيف التعليقات المضحكة ومدى صلتها بالرسوم المتحركة.

وأظهرت التقييمات أن الطلاب الذين يتمتعون بمهارات تفكير لفظي أفضل ودرجات ذكاء عامة أعلى يميلون أيضاً إلى كتابة أطرف تعليق.

 

 

الارتباط بين الذكاء والفكاهة أكثر وضوحا عند الأطفال

وجد الباحثون، لدى المقارنة بين ذكاء هؤلاء الأطفال وأداءهم الفكاهي، أن الذكاء العام مرتبط بقوة بالفكاهة. وقد فسّر الذكاء 68٪ من الاختلاف في القدرة على الدعابة، وعلى وجه الخصوص، فإن الأطفال ذوي المعرفة العامة الأفضل، والتفكير اللفظي الأفضل، لديهم قدرة أفضل على إنتاج الفكاهة.

وإذ أظهرت الدراسة اختلافات في قوة العلاقة بين الذكاء والفكاهة لدى كل من الأطفال والبالغين، قال واضعو الدراسة إن السياق الثقافي مهم أيضاً. وقد أُجريت الأبحاث السابقة حول الفكاهة والذكاء في المقام الأول في الثقافات الغربية، بينما استكشفت الدراسة الجديدة هذه العلاقة في الثقافة التركية، والتي هي في بعض النواحي توليفة من الثقافات الغربية والشرقية. وتظهر الدراسة أيضاً أن الرابط بين الفكاهة والذكاء يبدو أقوى بكثير لدى الأطفال منه لدى البالغين.

وتتشكل الفكاهة والذكاء من خلال المعايير والمعتقدات والقيم الثقافية. وقد لا تكون النكتة التي تعتبر مضحكة في ثقافة ما مضحكة في ثقافة أخرى. وبالمثل، فإن سلوكاً معيناً قد يعتبر علامة على الذكاء الفائق في ثقافة ما، لكن ثقافات أخرى قد تجده غير مناسب. وبالتالي، فإن تأثير الذكاء على السلوكيات المرحة يحتاج إلى تقييم في ثقافات معينة، كما يقول مؤلفو الدراسة.

 

الأطفال والفكاهة

ولا توجد علاقة قوية بين الفكاهة والذكاء لدى البالغين، ربما لأن الكبار يستخدمون الفكاهة بشكل مختلف عن الأطفال. تقول الدراسة: “في حين أن الفكاهة تستخدم بشكل متكرر للترفيه من قبل الكبار، إلا أن الأطفال يستخدمونها في المقام الأول للفوز بقبول أقرانهم”. “لذلك، تختلف طبيعة فكاهة الكبار والأطفال”.

وللفكاهة استخدامات عديدة للأطفال. إذ يمكنهم استخدامها لجذب الانتباه واكتساب الموافقة والقبول من أقرانهم. ويمكن أن تكون أيضاً آلية دفاعية مفيدة للأطفال لصرف الانتباه السلبي والموضوعات غير المريحة. ولكن يمكن إثبات الذكاء بناءً على مدى جودة استخدام الطفل للفكاهة لصالحه.

 

لا تنس

ليس معنى ذلك أن الطفل إن لم يكن مضحكاً فهو غير ذكي. علاوة على ذلك، يمكن تشجيع المهارات التي يستخدمها المهرجون في الصف وصقلها، وهي المهارات اللغوية والخيال والفهم العاطفي والملاحظة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز ذكاء الأطفال من خلال الأنشطة التي تحفز نصف المخ الأيسر من الدماغ، والذي يرتبط بالتفكير المنطقي. هناك أيضاً العديد من العلامات الأخرى للذكاء عند الأطفال، بما في ذلك المفردات المتقدمة، والفضول، والاستقلالية، والاحتفاظ بالمعلومات، والفرح في اكتشاف اهتمامات جديدة.