أخبارصحيفة البعث

الإحصاء الفلسطيني: الاحتلال يسيطر على أكثر من 85 بالمئة من الأراضي الفلسطينية

الأرض المحتلة – تقارير:

كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85 بالمئة من الأراضي الفلسطينية، ويواصل توسيع عمليات الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم قسراً، بهدف إلغاء الوجود الفلسطيني وتنفيذ مخططاته التهويدية.

وأوضح الإحصاء الفلسطيني في بيان أصدره اليوم بمناسبة الذكرى الـ 47 ليوم الأرض ونقلته وكالة “وفا” أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية، لافتاً إلى أن العام الماضي شهد زيادة كبيرة في وتيرة إقامة وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، حيث أعلن الاحتلال عن 83 مخططاً لإقامة أكثر من 22 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية المحتلة.

ولفت التقرير، إلى أن الاحتلال يعمل على مضاعفة أعداد المستوطنين لتغيير الوضع الديموغرافي لصالحهم، حيث وصل عدد المستوطنين في نهاية عام 2022 إلى 7.1 ملايين، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر 5.4 ملايين، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وصل إلى 1.7 مليون، فيما بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في دول الشتات أكثر من 7 ملايين.

وذكر التقرير، أن عدد المواقع والقواعد العسكرية للاحتلال في الضفة الغربية وصل إلى 483 موقعاً حتى نهاية عام 2021، مبيناً أن قواته وعصابات المستوطنين شنوا خلال العام المنصرم 8724 اعتداء، 6847 منها على الفلسطينيين، و1515 على المقدسات الإسلامية والمسيحية، و362 على الأراضي والثروات الطبيعية.

وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال هدمت خلال العام الماضي 953 منشأة ومنزلاً في الضفة الغربية تركزت بمعظمها في مدينة القدس المحتلة، موضحاً أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” وثق قيام قوات الاحتلال بهدم 9353 منزلاً ومنشأة منذ العام 2009، ما أدى لتهجير 1031 فلسطينياً وتضرر 28446 بمصادر رزقهم.

وأفاد التقرير بأن عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال وصل إلى 4700، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت العام الماضي 7 آلاف فلسطيني بينهم 882 طفلاً و172 سيدة.

وبين التقرير أن عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 100 ألف شهيد منذ النكبة عام 1948، فيما وصل عدد الشهداء خلال العام الماضي إلى 231 بينهم 56 طفلاً، فيما أصيب الآلاف.

ويحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض تعبيراً عن تمسكهم بأرضهم وهويتهم الوطنية، وتعود أحداث هذا اليوم إلى العام 1976 عندما عمت المظاهرات مختلف المدن والقرى الفلسطينية احتجاجاً على استيلاء سلطات الاحتلال على 21 ألف دونم من أراضي مدينة الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وقمعتها قوات الاحتلال بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح واعتقال المئات.

من جهة ثانية، أكّدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى الفلسطينيين، أنَّ تدهوراً مفاجئاً طرأ على صحة الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم 53 على التوالي رفضاً لاعتقاله التعسفي.

وقال الأسير خضر عدنان: إنَّ وضعه الصحي تدهور بشكل خطير، حيث أصبح يعاني من غباش في الرؤية وتشنج في اليدين، وحالات إغماء لأكثر من مرة، ويعاني من تقيئ دائم  وقلة النوم، ولا يقوى على الحركة ودوخة مستمرة.

من جهتها، حملت مؤسسة مهجة القدس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير خضر عدنان بسبب مماطلتها في الاستجابة لمطالبه العادلة في إنهاء اعتقاله التعسفي والحرية.

كذلك ناشدت جميع المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتكثيف جهودها لإنقاذ حياته والضغط على دولة الاحتلال بإطلاق سراحه قبل فوات الأوان.

في الأثناء، وثّقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال واقع عدد من الأطفال في جنين، المدينة الأكثر استهدافاً من قبل قوات الاحتلال من حيث الاقتحامات وعدد الشهداء.

وأشارت الحركة إلى أنّ من بين 17 طفلاً شهيداً منذ بداية العام الجاري، هناك 6 أطفال من جنين، إضافةً إلى استخدام أطفال دروعاً بشرية، واحتجاز آخرين لساعات طويلة في منازلهم واستخدامها ثكنات عسكرية ونقاط قنص ومراقبة خلال اقتحامات المدينة ومخيمها، الأمر الذي أثر في الأطفال بشكل كبير.

وأكّدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أنّ ممارسات قوات الاحتلال من قتل واعتقال واقتحامات وإقامة حواجز عسكرية وغيرها الكثير من الانتهاكات، أدت إلى تدهور واقع الأطفال في فلسطين، وأثرت بشكل سلبي في حصولهم على حقوقهم، إضافةً إلى أنَّ الآثار النفسية للانتهاكات الإسرائيلية تظل باقية في نفوس الأشخاص الذين تعرضوا للأذى أو الضرر المباشر.

ميدانياً، أصيب فلسطينيان واعتقل ثلاثة عشر آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق بالضفة الغربية المحتلة.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس ومخيم عسكر شرقها وبلدة تلفيت جنوبها، وسط إطلاق الرصاص، ما أدى لإصابة فلسطينيين اثنين، بينما قامت باعتقال ثلاثة آخرين.

وداهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في القدس وبلدات عجة في جنين وبيت ريما في رام الله والعوجا في أريحا وبيت ساحور في بيت لحم وإذنا في الخليل، واعتقلت عشرة فلسطينيين.

من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى، حيث أنه ومنذ الصباح الباكر كثفوا انتهاكاتهم لحرمة المسجد، واقتحموه على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، بحماية قوات الاحتلال التي كثّفت وجودها داخل الأقصى وعند أبوابه، وضيّقت على الفلسطينيين الوافدين إلى المسجد منذ صلاة الفجر بعد أن أخرجت المعتكفين من داخله ليلاً.