أخبارصحيفة البعث

موسكو تحذّر: روسيا والولايات المتحدة في مرحلة ساخنة من الحرب

موسكو – بكين – تقارير:

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده والولايات المتحدة في المرحلة الساخنة من الحرب، حيث تزود واشنطن كييف بالأسلحة.

وقال لافروف: “نحن بالفعل في المرحلة الساخنة من الحرب لأن النازيين الأوكرانيين يقاتلون بالأساس بالأسلحة الأمريكية”، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تهدد في كل مرة بتزويد أوكرانيا بالمزيد والمزيد من الأنظمة الفتاكة بعيدة المدى.

ووفقاً للافروف فإنه رغم كل ذلك يجب الحفاظ على العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، أو على الأقل ألا نفقد الأمل في أن يستيقظ الأمريكيون ويستأنفوا نوعاً من الحوار، لكن لم يتبق الكثير من الانتظار.

وفي وقتٍ سابق اليوم، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا والولايات المتحدة اجتازتا بالفعل مرحلة الحرب الباردة في علاقاتهما، وهما الآن في مرحلة صراع ساخن.

وقال ريابكوف في تصريح له: “أعتقد أننا تجاوزنا بالفعل هذه الفترة، أي ما تسمى الحرب الباردة تقريباً، ونحن الآن في مرحلة صراع ساخن مع الولايات المتحدة”، مضيفاً في ردٍ عن سؤال ذي صلة: “إننا نشهد انخراطاً مباشراً لواشنطن في حرب هجينة مع روسيا الاتحادية بطرق متنوعة”.

من جهة ثانية أشار ريابكوف إلى أن “فرص استئناف العمل بمعاهدة (ستارت 3) الموقعة عام 2010 بين موسكو وواشنطن ليست كبيرة، ومحكوم عليها بالفشل”، مضيفاً: “ما لم تظهر الولايات المتحدة استعدادها لتغيير مسارها العدائي بشدة تجاه روسيا فإن المعاهدة محكوم عليها بالفشل”.

وكانت روسيا أعلنت في الـ21 من شباط الماضي تعليق المشاركة في معاهدة (ستارت 3) رداً على احتمال قيام الولايات المتحدة بإجراء بعض التجارب النووية.

بدوره، أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أنه بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها، تخطط كييف لتعزيز نشاطها الإرهابي في مناطق روسيا الجديدة وخاصة الجرائم الخطيرة والمؤثرة.

وقال باتروشيف للصحفيين عقب اجتماع مجلس الأمن الروسي، الذي عقد برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “هناك عمل على مستوى عال لتنفيذ جرائم وخاصة الخطيرة منها، والتي يرتكبها المتواطئون مع نظام كييف. ومن جانب الأجهزة الأمنية الأوكرانية بغية ترهيب السكان، وهناك حملة إعلامية ذات تأثير نفسي تجري على نطاق واسع.”

من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في شأن أمريكي آخر: إن “محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي أعلن صراحة عن ترشحه للانتخابات المقبلة يعبر عن أزمة بالأيديولوجية الليبرالية”، مضيفةً: “هذا ما يسمى بأزمة الليبرالية، يحدث هذا عندما يكون النظام الذي من المفترض أنه قائم على أفكار الحرية والمساواة ويمنع أي أمر من شأنه تقييد حرية التعبير أو تقييد الحقوق، لينتهي أخيراً إلى إنكار الذات، وتخطي مبادئه، واللجوء إلى القمع”.

ووجهت محكمة مانهاتن الجنائية أمس لوائح اتهام ضد ترامب بـ 34 تهمة، في سابقة للرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي سياق إنضمام فنلندا إلى حلف الناتو، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” يخلق تهديداً إضافياً لبلادنا، ما لا يساهم بتحقيق الأمن والاستقرار في أوروبا.

ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله في تصريح: “إن انضمام فنلندا إلى الناتو لا يساهم في تعزيز الاستقرار والأمن في القارة الأوروبية، وهذا يشكل تهديداً إضافياً لنا ويلزمنا باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة التوازن إلى النظام الأمني بأكمله”.

وفي سياقٍ متصل، حذر محللان صينيان من مغبّة انضمام فنلندا إلى الحلف، معتبرين أن هذا التحرّك من شأنه أن يزيد من المخاطر الأمنية بالنسبة لفنلندا نفسها وللاتحاد الأوروبي على حد سواء.

ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الصينية عن كوي هينغ الباحث في مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين قوله:” بالنسبة للدول التي تجد نفسها بين القوى الكبرى سيكون الخيار العقلاني هو عدم الانحياز إلى أي جانب”، معتبراً أن التخلّي التام عن حيادية فنلندا ونقلها إلى جبهة المواجهة بين “الناتو” وروسيا سيزيد بلا شك المخاطر الأمنية على فنلندا بدلاً من تقليلها.

بدوره أشار لي هايدونغ الباحث في الجامعة الصينية للشؤون الخارجية في بكين إلى أن “انضمام فنلندا إلى (الناتو) من شأنه أن يلقي بظلال من الشك على الأمن في أوروبا ككل”، موضحاً أن “فنلندا فقدت وظيفتها كجسر بين روسيا وأوروبا وانحازت، وهو ما أثبتته حقيقة أن صانعي القرار في هذا البلد يفتقرون إلى رؤية استراتيجية تماماً مثل السويديين”، ومشيراً إلى أن تصعيد الحلف ضدّ روسيا أمر خطير وغير مسؤول.

وكانت فنلندا انضمت أمس رسمياً إلى حلف الناتو لتصبح العضو الحادي والثلاثين فيه.

وحذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن انضمام فنلندا للحلف يعزز مخاطر توسع المواجهة مع روسيا، مشيراً إلى أن كتلة شمال الأطلسي تعمل على تعزيز مسارها المناهض لموسكو، حيث تزيد من استعدادها القتالي وتكثف أنشطتها بالقرب من حدود روسيا وبيلاروس ما يخلق خطراً لتوسيع الصراع في أوكرانيا.