مجلة البعث الأسبوعية

عودة ميسي إلى أسوار برشلونة تواجه متطلبات شبه مستحيلة وأموالاً بالجملة

البعث الأسبوعيّة-سامر الخيّر

تكثر التوقعات والتكهنات كثيراً مع اقتراب الدوريات الأوروبية من نهايتها بشأن رحيل بعض الأسماء واستقدام آخرين وخاصة نجوم الصف الأوّل، فمنذ انتقال أفضل لاعب في العالم 7 مرات الأرجنتيني ليونيل ميسي من ناديه الإسباني برشلونة إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وشائعات عودته مرة أخرى إلى صفوف ناديه المفضل لا تفارق سوق انتقالات اللاعبين وخاصة الميركاتو الصيفي، لكن هذا العام تبدو الأمور أكثر جدية وخاصة مع تسريبات من داخل النادي الكتالوني هذه المرة، فهل سيعود الابن الضال وتكتمل فرحة أنصار برشلونة؟ أم سيخيب ظنهم ويرحل بعيداً على مبدأ ما كسر من الصعب إصلاحه؟

نهاية الشهر الماضي شهدت تصريحاً مهماً جداً حول هذه المسألة، حيث غازل نائب رئيس نادي برشلونة رافا يوستي (ميسي) ومعلناً بشكل غير مباشر وللمرة الأولى من مسؤول في النادي بعد رحيل الأرجنتيني بأن هناك احتمالية لعودته، فالفريق يبحث عن سبل لتدعيم تشكيلته تحسباً لتحديات الموسم المقبل، إذ دخل في مفاوضات مع عدد من اللاعبين، رغم إدراك إدارة لابورتا صعوبة المهمة من الجانب المادي، وسيلتقي أعضاء مجلس إدارة البلوغرانا مع نظرائهم في الهيئة الكروية الإسبانية بهدف إقناعهم بقبول عودة ميسي وتسهيل مهمة حسم الصفقة.

وسيعرض مسؤولو برشلونة مخططاً على “الليغا” يشرح المراحل التي سيتخذها النادي للتخفيف من قيمة الرواتب، بما أنها أصبحت تعيق حالياً نشاط النادي في سوق الانتقالات وكسرت حواجز لوائح اللعب المالي النظيف، ويرى مجلس الإدارة أن حظوظه في نيل رضا رابطة كرة القدم كبيرة خاصة أن المخطط يتضمن قائمة اللاعبين الذين سيرحلون عن النادي، وتعاملات تجارية من شأنها أن تدر على خزينته قيم مالية إضافية، وسيحدد هذا اللقاء بشكل نهائي مستقبل ميسي مع برشلونة، لكن موافقة “الليغا” لا تعني بالضرورة حسم الصفقة رسمياً، فهناك عدة عقبات كراتبه العالي الذي يبلغ 40 مليون يورو سنوياً.

وهناك طبعاً موافقة ميسي الذي قد لا يرغب في العودة إلّا وفق شروط محددة، وأولها كما أصبح واضحاً للجميع تنحي خوان لابورتا رئيس النادي، حيث قوبل سعيه لعقد صلح مع الأرجنتيني خلال حفل جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم بالرفض، وأكد ليونيل لمقربيه أنه لن يتحدث معه ثانيةً، فهو يحمله مسؤولية مغادرته للنادي وعدم الوفاء بوعده بتجديد عقده رغم أن ميسي كان أحد أكثر الداعمين للابورتا، والغريب أن لابورتا وباستثناء محاولته الأخيرة من أجل التقرب من ميسي لم يحاول خلال السنوات الماضية مصالحة ميسي الذي كانت تجمعهما علاقة طيبة جداً في ولايته السابقة، فكيف يتوقع أن تحلّ أزمتهما بلقاء وكأن شيئا ًلم يكن؟

إذا تركنا الموضوع العاطفي الذي قد يلعب دوراً كبيراً في فصل هذه القضية، نظراً لتعلق عائلة ميسي بالمدينة والنادي، واستقال لابورتا، لا يزال أمام ميسي أمور أخرى تعيق عودته فهناك شرط في عقده مع باريس سان جيرمان، يسمح له بتجديد تعاقده لموسم إضافي بشرط موافقته، وحقيقةً يرفض النادي الباريسي رحيل نجمه الأرجنتيني دون أن يتقدم له بعرض جديد، باعتباره اسماً مهما في التشكيلة رغم المطالب الجماهيرية برفض بقائه على ضوء غياب تأثيره على النتائج في اللقاءات المهمة، وفي الوقت نفسه لا يوجد حتى الآن عرض رسمي ولو تحت الطاولة من برشلونة، والأمر محصور باتصالات هاتفية ولقاءات مع والده فقط، وارتبط اسم ميسي أيضاً بالانتقال للدوري الأمريكي من بوابة إنتر ميامي بقيادة الأسطورة الإنكليزية ديفيد بيكهام، كما ترددت أنباء عن اهتمام عملاقي السعودية الهلال والاتحاد بخدماته.

وكان ميسي قد رحل عن برشلونة في صيف عام  2021، وانضم لباريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، بسبب عدم التوصل لاتفاق حول تجديد عقده، في ظل الأزمة الاقتصادية التي عانى منها النادي الكتالوني، وينتهي تعاقده في حديقة الأمراء بختام الموسم الجاري، بينما لم يتوصلا لاتفاق بشأن تفعيل بند التمديد حتى الآن.

وكان وداع ميسي حزيناً ومفاجئاً وخاصة له فقد كان الاتفاق بينه وبين النادي قوياً جداً من أجل فعل كل ما يلزم من أجل إبرام صفقة تضمن بقاءه لعدة سنوات أخرى، وكان ميسي على استعداد لتخفيض راتبه بشكل كبير، ومع ذلك حالت الصعوبات الاقتصادية المعقدة جداً دون استمراره في “الكامب نو” حتى بعد تخفيض راتبه إلى النصف، وصرح وقتها أنه لم يرغب أبداً في المغادرة، وكشف عن رغبته في العودة إلى برشلونة بشكل ما مع تفضيل دور المدير الرياضي في النادي.

ويقود حالياً فيكتور فونت -المرشح الرئاسي الذي خاض انتخابات 2021 وحل ثانياً بعد خوان لابورتا-حملةً قويةً من أجل عودة ميسي، وطبعاً هناك بوابة مفتوحة حالياً بعد تذليل كل الصعوبات التي ذكرناها، تجعل ميسي يفضل العبور منها على البقاء في فرنسا أو الهجرة للخليج أو الدوري الأمريكي، وهي بوابة تشافي هيرنانديز مدرب البارسا فلطالما تقاسما علاقة رائعة داخل الملعب وخارجه.