ثقافةصحيفة البعث

طوني الأمير يضيف إلى المشهد الفني فنّ تركيب قطع البازل في “متحف البازل”

ملده شويكاني

رائعة الفنان العالمي رينوار “شقيقتان على الشرفة” كانت حاضرة بلوحة قطع البازل التي ركبها الفنان والموسيقي عازف الباصون طوني الأمير في معرضه “متحف البازل” الذي أقيم في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- وأضاف من خلاله قيمة فنية جميلة إلى المشهد الفني بلوحات جدارية ومتوسطة وصغيرة ابتداء من خمسمئة قطعة إلى ثلاثة عشر ألفاً ومئتي قطعة، لأجمل معالم الطبيعة في العالم مثل جزيرة سانت لوسيا في البحر الكاريبي وحديقة الورود في هولندا وجبال دولوميت، والأحصنة، والأماكن الأثرية، كما أفرد جانباً لخاصية الفنّ الحديث بلوحات ذات تقنيات خاصة باللون والخطوط. وقد أغنت هذه التجربة الذائقة البصرية، ولاسيما أن فن تركيب قطع البازل غير مألوف بالمعارض، فشدّ انتباه الزائرين إلى هذا الفن الصعب الذي يتطلّب روحاً فنية وجهداً كبيراً. وربما عمل الفنان طوني الأمير الموسيقي ساعده بالتركيز لإنجاز هذه الأعمال الجميلة التي تعدّ هواية بالنسبة إليه.

وقد استعان الأمير بشروحات عن اللوحة ضمن بطاقة خاصة لكلّ لوحة دوّن عليها المعلومات الأساسية، مثل لوحة “تحت الماء”، “عدد القطع: خمسة آلاف، القياس: 153× 102 سم، ودرجة صعوبة التركيب: متوسطة، وفترة إنجاز العمل: مئة يوم، واسم الشركة المصنعة: رافيتزيرغر- ألمانيا، ورقم اللوحة 14” ما ساعد على دراية الجمهور بتفاصيل اللوحة.

“البعث” توقفت مع الموسيقي والفنان طوني الأمير في هذا الحوار:

**من أين استقيت فكرة المعرض؟ وهل متعارف عليه عالمياً؟.

*الفكرة جاءت من الهواية، فأنا أمارس هوايتي بتركيب قطع البازل منذ سنوات، وتمنحني الكثير من الصبر والقدرة على التركيز والدقة بالتركيب المدروس والحكمة، وتفسح أمامي المجال للخيال، والأجمل الشعور بالإنجاز والشغف من خلال التقدم بمراحل العمل والبناء بالقطع، فاقترح أصدقائي من الفنانين التشكيليين المشاركة بالمشهد الفني من خلال إقامة معرض، وأتوقع أن هذا الفن غير موجود في سورية والوطن العربي، ولكن عالمياً رأيت على النت معارض من هذا النوع.

**ما هي مراحل العمل لإنجاز لوحة البازل؟.

*بداية يتمّ تركيب إطار اللوحة كون قطع البازل المؤلفة الإطار تكون على شكل الخط المستقيم، فتحدّد اللوحة وأعرف حجمها، ثم أبحث عن الألوان المتقاربة فأفرزها، وأجمعها ضمن مجموعات، لتأسيس لبنات صغيرة من القطع ذات الخصوصية باللون، وأحياناً أبحث عن الشكل مثل الشجرة أو اليد، أو الجسر وغيرها ضمن عملية تصغير، ثم أبدأ عملية البناء، ومن خلال تجربتي بهذا المعرض استغرق العمل باللوحات مدة سنة، هذا الأمر يعتمد على عدد القطع فكلما ازداد عدد القطع تستغرق اللوحة وقتاً أطول، وعلى موضوع اللوحة التي من الممكن أن يكون عدد القطع فيها أقل، لكنها لا تحتوي على كثير من الألوان، مثل السماء أو البحر فتكون أكثر صعوبة، لأن كلّ القطع بلون واحد.

**هل ساعدك عزف الموسيقا الكلاسيكية المؤلفة من حركات متتالية على إنجاز هذا العمل؟.

*الفنون متصلة ببعضها بالتأكيد، وبرأيي تركيب قطع البازل نوع من الفنون، وكوني عازفاً موسيقياً وأعزف موسيقا كلاسيك، فأنا معتاد على الصفاء الذهني والهدوء وعلى تتالي الحركات والإصغاء بعمق، وتركيب البازل أيضاً يحتاج إلى صبر وعمل لوقت طويل بحالة هدوء.

**كيف استطعت التوفيق بين عملك الموسيقي الاحترافي والفني؟.

*استطعتُ أن أوفق بين عملي الموسيقي والفني، لأنني كنت أتعامل مع البازل كهواية أمارسها في أوقات الفراغ وأشعر بمتعة رغم المكوث الطويل بدلاً من الانشغال بأمور لا فائدة منها، ولم أكن أفكر بإقامة معرض لعرض هوايتي المفيدة، وخاصة في وقتنا الحالي الذي يستنزفُ الهاتف المحمول بتكنولوجياته الكثير من الوقت.

**ما انطباعات زائري المعرض؟.

*فوجئ الزائرون بهذا الفن غير المألوف بصالات العرض، وكانت آراؤهم إيجابية من جميع الشرائح، والجميل حضور الفنانين التشكيليين المعروفين والموسيقيين، وقد أثنوا على هذا العمل وأبدوا إعجابهم باللوحات، إضافة إلى المهتمين، لكن الغريب أن بعضهم لا يعرف شيئاً عن فنّ البازل مع أنه فنّ معروف عالمياً.

**هل اللوحات معروضة للبيع أم فقط للعرض؟.

*سُئلتُ مراراً هذا السؤال، أنا أتجاذب بين طرفين، بين أن تبقى اللوحات لديّ، أو أن تباع وتنتشر من خلال الاقتناء، فأغلب الآراء كانت تشجّع على البيع لنشر هذا الفن بدلاً من أن تبقى داخل منزلي فقط.

**ما هو مشروعك القادم ضمن مجال فنّ البازل؟.

*بعد نجاح هذه التجربة أفكر بإضافات خاصة، ففي هذا المعرض أضفت صورة ابنتي، وصورتي مع زوجتي، وأرسلتهما إلى مقر الشركة في ألمانيا لإنجاز قطع البازل، وبعض اللوحات أضفت لها إطاراً رسمته، ومن الممكن إدخال إضافات وفق الفكرة في التجربة القادمة.