البعث أونلاينالصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

المقداد: الوضع العربي واعد.. ولقاءات جدّة على مستوى الطموحات

دمشق – سانا

أكّد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن الوضع العربي الراهن واعد على صعيد تعميق العلاقات بين الدول العربية، مشيراً إلى أن اللقاءات في جدّة وخاصة مع القيادة السعودية كانت على مستوى المسؤولية والطموحات.

وقال المقداد في مقابلة مع قناة “آر تي”، الأحد: إن العواطف التي وجدناها في القمّة العربية في جدّة عواطف دائمة ومستمرة تجاه الشعب السوري وتجاه القيادة في سورية، ونحن شعرنا دائماً وما زلنا بأن الدول العربية قياداتٍ وشعوباً تبادلنا المحبة لأننا من أكثر الملتزمين بأهداف أمتنا العربية، ومن أكثر من يحب ويحترم ويبذل ويضحّي من أجل قضايا الأمة العربية، ولذلك أنا لم أستغرب هذا الترحيب في كل الاجتماعات التي عقدناها مؤخراً.

وأضاف المقداد: إن اللقاء بين السيد الرئيس بشار الأسد والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية كان حاراً جدّاً ومعبّراً عن العلاقات التاريخية التي ربطت بين البلدين، وشعرنا من الكلام المهم جداً الذي قاله ولي العهد بأن المستقبل واعد وبأن العلاقات قد عادت إلى طبيعتها، فعلى مختلف المستويات وخلال الفترات الماضية لم تصل العلاقات إلى حدّ القطيعة.

وتابع المقداد: إن المملكة أحاطتنا بكل المحبة التي يتوقّعها المواطن السوري من أخيه وشقيقه سواء في القيادة السعودية أم بين المواطنين، ففي كل المملكة سادت الفرحة بوجود سورية في هذه القمّة، كما هي فرحة المواطن السوري في دمشق، فاللقاء كان على مستوى المسؤولية والطموحات التي يعلقها أبناء الشعبين العربيين في المملكة وفي سورية.

وحول العلاقة مع قطر لفت المقداد إلى أنه “يجب علينا ألا نعود إلى الماضي فنحن كما أكّد الرئيس الأسد أبناء الحاضر ويجب أن نتطلّع إلى المستقبل، وقد تكون هنالك ملاحظات وتقييم مختلف للأوضاع التي تمرّ بها أمتنا العربية والعلاقات بين الدول العربية، ولكن نأمل أن تزول كما زالت هذه الغيمة من أجوائنا العربية”.

وحول العلاقة مع مصر أوضح المقداد أن الهدف هو المضيّ في استعادة العلاقات الكاملة لكن في بعض الأحيان تأخذ الأمور الدبلوماسية حيّزاً من الزمن.

وأردف المقداد: إن السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحادثا هاتفياً بعد الزلزال الأخير وهنالك اتصالات مستمرة بينهما، وعلى هذا الأساس لا يمكن النظر فقط إلى الصور التلفزيونية أو المعلومات الإخبارية، ففي العلاقات الدبلوماسية هنالك الشيء الذي يقال والشيء الذي لا يُعلن، ولكن نحن أمام وضع واعد على صعيد تعميق العلاقات بين الدول العربية آخذين بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة لكل بلد عربي.

وشدّد المقداد على أن الإجراءات الأمريكية القسرية الأحادية الجانب ضدّ سورية منافية للقانون الدولي وكل الأعراف الدولية، فالولايات المتحدة تدّعي أنها تقود الحرب على الإرهاب لكنها في الحالة السورية وفي حالات أخرى كثيرة جزء لا يتجزّأ من الإرهاب، فهي التي تنقل وتغيّر مواقع هؤلاء الإرهابيين تبعاً لمصالحها، وهذا سبب وجود قواتها في منطقة التنف، حيث تحمي المجموعات الإرهابية المسلحة مثل “داعش”، وتدرّبها وتقدّم لها الأسلحة لكي تمارس الإرهاب ضدّ الشعب السوري، وضدّ علاقات سورية مع دول الجوار سواء كان الأردن أم العراق.

وأشار المقداد إلى أن بيان الاجتماع الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان في الأول من أيار تحدّث عن حل تدريجي للأزمة، وهذا شيء صحيح لأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب ولا يمكن إنعاش الأوضاع الاقتصادية ولا يمكن للاجئين أن يعودوا مباشرة بين يوم وليلة إذ يجب تهيئة الظروف لهم.

وأضاف: “لم نتحدّث عن خطوة مقابل خطوة، بل تحدّثنا عن اتخاذ خطوات في الوصول إلى حلول للأوضاع التي مرّت بها سورية نتيجة تصدّيها للهجمة الإرهابية التي تعرّضت لها المدعومة من بعض الدول الأوروبية والحكومات الإرهابية التي ما زالت تصرّ على مقاطعة الشعب السوري حتى هذه اللحظة”.

وأضاف المقداد: “منذ اعتماد القرار الدولي 2254 الذي ساهم الأصدقاء في صناعته قلنا إننا سننفّذ ما يهمّ سورية منه، وعلى هذا الأساس نسعى إلى الحل السياسي الذي يستلزم القضاء على الإرهاب وإعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية وإزالة العقوبات غير الأخلاقية وغير المبرّرة المفروضة من الدول الغربية”.

وأكّد المقداد أنه “لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تعاقب 22 دولة عربية، ومن يمكن أن يعاقب الولايات المتحدة وغيرها ممن يدعو للعقوبات على سورية هي الـ22 دولة عربية، ولذلك نحن متفائلون بموقف عربي يعاقب الولايات المتحدة إذا أرادت الاستمرار بهذه العقوبات”.

وشدّد المقداد على أن الدول الغربية هي السبب في عدم وجود البيئة أو الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، كما أنها تتحمّل مسؤولية تدمير البنى التحتية والمصانع والأحياء والمؤسسات الاقتصادية في سورية من خلال دعمها وتسليحها للإرهابيين.

وجدّد وزير الخارجية والمغتربين دعوة سورية لكل أبنائها في الخارج من أجل العودة في ظل إصدار كل القرارات والمراسيم التي تضمن لهم الحياة والعودة الكريمة.

ونوه بأن “لجنة مناقشة الدستور عقدت عدة اجتماعات ثم توقفت نتيجة أوضاع خارجة عن إرادتنا، وعندما تُهيّأ الظروف من أجل إعادة واستئناف أعمال هذه اللجنة فنحن جاهزون، ولكن يجب توفير مناخات وظروف مواتية لعودة هذه الاجتماعات”.

وشدّد المقداد على أن استهداف سورية بهذه الحرب الإرهابية جعلها ممراً لتهريب المخدرات إلى الأردن ودول الخليج، حيث استغل ضعاف النفوس بشكل أو بآخر انشغال الجيش العربي السوري وقوى الأمن بمكافحة الإرهاب، وقاموا بتهريب المخدرات التي هي أكبر خطر على الشعب السوري أيضاً، مضيفاً “نحن نعاني من مشكلة المخدرات ونأمل من الدول الأخرى التعاون معنا بشكل مخلص من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وقد اتفقنا في اجتماعات عمّان على تأليف لجنة سورية عراقية ولجنة سورية أردنية للتعاون في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة جداً، والتي يجب أن نحاربها بكل ما نستطيع من قوة وهذا هو قرار الدولة السورية”.

كذلك، شدّد المقداد على أن سورية لن تطبّع علاقاتها مع بلد يحتل أرضها مثل تركيا وهي تقوم بالتشاور وعقد بعض الاجتماعات للوصول إلى إنهاء الوضع الشاذ على الأرض السورية.

وبيّن المقداد أن “التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة لانسحاب القوات التركية من سورية، ونحن نقدّر عالياً الجهد الذي بذله الأصدقاء الروس ونقدّر كذلك انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى المحادثات التي تمّت على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، ونحن متفائلون دائماً إذ يجب على الاحتلال أن ينتهي سواء كان في الشمال الغربي أم الشمال الشرقي والتنف”.

وأكّد المقداد أن سورية تتطلّع إلى أفضل العلاقات بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لأن من يريد الشر للمنطقة والدول العربية هي الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” وأدواتهما.

وأشار المقداد إلى أن سورية رحّبت بالاتفاق الذي تم التوقيع عليه في بكين برعاية صينية بين السعودية وإيران، وهي مرتاحة جداً لهذه الصفحة التي فتحت والتي يجب أن تضمن علاقاتٍ قائمة على الاحترام وعدم التدخل كما هي العلاقات السورية الإيرانية.

وجدّد المقداد تأييد سورية الكامل للعملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها القوات الروسية لحماية سكان دونباس، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، هي التي صعّدت الأوضاع في أوكرانيا ودفعت روسيا لبدء العملية، ومضيفاً: إننا مع الأمن والاستقرار في تلك المنطقة ونعتقد أن ما قام به الرئيس فلاديمير بوتين والقيادة الروسية في هذا المجال يستحق كل التقدير والاحترام.

ولفت المقداد إلى أن العالم الجديد بدأ يتشكّل وهناك قوى جديدة على الساحة العالمية ستسعى وستبذل الجهد الممكن من أجل أن يكون عالم اليوم وعالم الغد متعدّد الأقطاب لا تتحكّم به إسرائيل والولايات المتحدة والبعض ممن ما زالوا يحلمون ويعيشون في العصور الوسطى للسيطرة والهيمنة على كل أنحاء العالم.