أخبارصحيفة البعث

مدفيديف: ممارسات الاستعمار الجديد يجب أن تزول للأبد

موسكو – مابوتو- تقارير

أكّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي رئيس حزب روسيا الموحّدة ديمتري مدفيديف أنه يجب الابتعاد عن الممارسات النيواستعمارية وتركها للماضي، وإفساح المجال لعالم متعدّد الأقطاب، واصفاً حال العالم اليوم بـ”البعيد عن العدالة”.

وخلال الاجتماع الثاني للجنة المنظمة لتوحيد القوى السياسية والاجتماعية المنعقد تحت عنوان “منتدى أنصار محاربة الممارسات الحديثة للاستعمار الجديد”، دعا مدفيديف إلى ضرورة زوال الممارسات الاستعمارية الجديدة الضارة والمستمرة إلى الأبد، وذلك لإفساح مجال لبناء عالم أكثر عدالة.

وشدّد مدفيديف على ضرورة العمل باسم أمن ورفاهية الشعوب عبر السعي الحثيث لجعل العالم أقرب للعدالة، معرباً عن أسفه لما آل إليه حال العالم اليوم.

وفي شأن آخر، أعلن مدفيديف اليوم أن بريطانيا تضع نفسها في حالة حرب غير معلنة مع روسيا، وهذا يترتّب عليه الكثير من النتائج الخطيرة العائدة عليها.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن مدفيديف قوله عبر تويتر: إن “هذه الحرب غير المعلنة تتمثل بتحالف بريطانيا مع أوكرانيا ومساعدتها بمعدات عسكرية ومتخصّصين، لذا فإن أيّاً من مسؤوليها المساهمين في هذه الحرب عسكرياً ومدنياً يمكن اعتباره هدفاً عسكرياً مشروعاً لروسيا”.

وأضاف مدفيديف: “إن على المسؤولين الأغبياء في بريطانيا عدوّنا الأبدي أن يتذكروا أنه بموجب القانون الدولي وما يتضمّنه من اتفاقيات لاهاي وجنيف وبروتوكولاتها التي تحكم الحروب الحديثة، ستأخذ روسيا موقفهم بالحسبان”.

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى التزام حدودها، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وانتقد لافروف في مؤتمر صحفي اليوم بموزمبيق تصريحات السفير الأمريكي لدى جنوب إفريقيا ومزاعم إدارته بشأن توريد جنوب إفريقيا أسلحة إلى روسيا، وقال: “إذا بدا شيء ما من السفير الأمريكي أو أي سفير آخر في الخارج من وراء المحيط أو من وراء البحر، فهو بحاجة بشكل عام إلى معرفة حدوده وعدم التدخل في العلاقات بين موسكو وبريتوريا”.

وجدّد لافروف التأكيد أن روسيا لا تنتهك المعايير الدولية أبداً في موضوع إمدادات الأسلحة كما يفعل الغرب، عبر قيامه بضخّ كميات هائلة من الأسلحة الحديثة البعيدة المدى وغير الآمنة، بما في ذلك تلك التي يستخدمها في أوكرانيا.

وكان السفير الأمريكي لدى بريتوريا روبن بريغيتي ادّعى في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي بأن جنوب إفريقيا تقوم بإمداد الجيش الروسي بالأسلحة والذخيرة، في إشارة إلى وصول سفينة روسية إلى القاعدة البحرية سيمونستاون في جنوب إفريقيا وبقائها يومين خلال الفترة الممتدة من الـ6 حتى الـ8 من كانون الأول 2022، لتعود بعد ذلك إلى روسيا، بينما اعتذر بريغيتي عن تصريحاته وأقرّ بتجاوزه الخطوط الحمراء عقب تلقيه احتجاجاً رسمياً في هذا الشأن من وزارة خارجية جنوب إفريقيا.

من جهة ثانية، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف عدم الثقة بتصريحات الممثلين الأوروبيين بشأن تنفيذ الاتفاقيات حول كوسوفو.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم: إن الكرملين يرحّب بأي إجراءات لتسوية الوضع حول كوسوفو، لكنه لا يثق بتصريحات الممثلين الأوروبيين بشأن تنفيذ الاتفاقيات، مشدّداً على أن أي أعمال وأي إجراءات وأي نشاط لإخراج الوضع من مرحلته الحرجة وضمان حقوق جميع الأطراف المعنية سيكون موضع ترحيب.

وأشار بيسكوف إلى وثيقة وقّعها الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش ووزراء خارجية أوروبا عام 2014، وقال: إن كل هذه الالتزامات ظلت على الورق، وإنه علاوة على ذلك أصبحت هذه الوثيقة أساساً بمنزلة شاشة للانقلاب اللاحق في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الكرملين كان يراقب الوضع من خلال الاتفاقيات الخاصة بكوسوفو عن كثب.

وفي سياق منفصل، أعلن بيسكوف أن تنسيق مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمّة المقبلة لمنظمة شنغهاي للتعاون، المزمع عقدها في الهند هذا الصيف قيد المراجعة حتى الآن.

وقال بيسكوف: يجري النظر في خيارات مختلفة لمشاركة الرئيس الروسي في أنشطة بهذا الشكل المهم، وسيتم تقديم روسيا بالمستوى المناسب على أي حال.

وتعليقاً على مسألة تطبيق الأحكام العرفية والتعبئة العامة في البلاد على خلفية هجوم المسيّرات الأوكرانية على موسكو أمس، قال بيسكوف: لم يتم اتخاذ قرارات لفرض الأحكام العرفية في روسيا.

وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف دعا أمس إلى إعلان الأحكام العرفية في روسيا في أعقاب هذا الهجوم، كما دعا مؤسّس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين إلى التعبئة العامة، وقال: التعبئة العامة للروس مطلوبة من أجل إنهاء الصراع سريعاً.