غزة على شفا كارثة إنسانية.. “الصحة العالمية” تطالب بممر إنساني
عواصم – سانا
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والأطراف كافة بتحمل مسؤولياتها في وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وإلزامه برفع الحصار وجميع أشكال العقوبات الجماعية، وتأمين وصول الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.
وأدانت الخارجية في بيان، نقلته وكالة وفا بأشد العبارات تشديد الاحتلال حصاره على القطاع وقطعه المياه والكهرباء عنه، ومنعه دخول المواد الغذائية والطبية والوقود في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف.
واستنكرت الخارجية تفاخر عدد من الوزراء الإسرائيليين بهذه المواقف العنصرية بما في ذلك تصريحات وزير الحرب التي تعكس استخفافاً فاضحاً لمبادئ حقوق الإنسان بغطاء غير محدود من عدد من الدول التي تشجع الاحتلال على ارتكاب مجازر وحشية بحق الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى والصحفيون والطواقم الطبية والإسعافية.
في وقتٍ أكدت الأمم المتحدة أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: “الحصار يهدد بتفاقم الوضع الحقوقي والإنساني المتردي في غزة بشكل خطير، بما في ذلك قدرة المرافق الطبية على العمل، وخصوصاً في ضوء الأعداد المتزايدة من الجرحى ويجب احترام كرامة الناس وحياتهم”.
وأكد تورك أن فرض الحصار يعرض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية، وهذا الأمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
بدورها، حذّرت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” جولييت توما من أن قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية على خلفية العدوان الإسرائيلي المستمر عليه.
وقالت توما: إنه “مع نزوح الناس من منازلهم نخشى أن تتفاقم الأزمة كثيرا، وأن نصبح على شفا كارثة إنسانية في غزة”، لافتةً إلى وجود عشرات الآلاف في المدارس التابعة للأونروا.
واعتبرت توما أن “أي تشديد للحصار على غزة سيجعل الوضع سيئاً للغاية بما في ذلك بالنسبة للمدنيين وخصوصاً النساء والأطفال”.
وفي شأنٍ متصل، طالبت منظمة الصحة العالمية بفتح ممر إنساني إلى قطاع غزة المحاصر، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وقال المتحدث باسم المنظمة: “إن فتح ممر إنساني أمر ضروري لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية للفلسطينيين”، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل على تحقيق ذلك.
وتعاني مشافي القطاع نقصاً كبيراً في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، نتيجة الحصار الإسرائيلي، كما أن استمرار العدوان وقطع الاحتلال للكهرباء والمياه، ومنعه دخول المواد الطبية يشكل تحدياً أمام المنظومة الصحية وخطراً على حياة آلاف الجرحى والمرضى.
من جهتها، حذّرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من تفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الرابع على قطاع غزة المحاصر، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار.
وقالت الجمعية في بيان نقلته وكالة وفا: إن الاحتلال يواصل انتهاكاته للقانون الدولي الإنساني باستهدافه منازل الفلسطينيين والمشافي والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، وتدمير البنية التحتية بشكل كامل في بعض مناطق القطاع الأمر، الذي يعيق تأدية الجمعية لمهمتها الإنسانية.
وأشارت الجمعية إلى خطورة تشديد الاحتلال حصاره على القطاع وقطعه الماء والكهرباء عنه، ومنعه إدخال المواد الغذائية والطبية والوقود إليه، لافتة إلى أن ذلك يشكل عقاباً جماعياً متواصلاً لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، موضحة أنها والمؤسسات الإنسانية الأخرى تعاني من شح المواد الأساسية واللازمة لاستمرار تقديم خدماتها نتيجة هذا الحصار الظالم.
وحذّرت الجمعية من خطورة ارتفاع وتيرة انتهاكات قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، مبينةً أنها سجلت 23 انتهاكاً بحق طواقمها في الضفة الغربية والقطاع منذ يوم السبت الماضي نجم عنها إصابة 5 من طواقم إسعاف الجمعية أحدهم بحالة حرجة إضافة إلى إلحاق أضرار في 6 سيارات إسعاف وأضرار جسيمة في مقر الجمعية شمال القطاع، وفي غرفة عمليات الطوارئ في مقر الجمعية الرئيسي جنوبه نتيجة القصف المتواصل للاحتلال.
وطالبت الجمعية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع وفتح ممر إنساني آمن لدخول الوقود والمواد الأساسية لاستمرار عمل المنشآت الإنسانية، وخروج المصابين والمرضى الذين هم بحاجة إلى تلقي العلاج خارج القطاع وبوضع حد لإفلات الاحتلال من العقاب على جرائمه التي تصل إلى مستوى جرائم حرب.