روسيا تدعو مجلس الأمن إلى اجتماع يناقش جرائم الإرهابيين في كسب
“الكنيسة المشرقية”: لجم الدور التركي الداعم للإرهاب في سورية
دعا غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق سكان مدينة كسب في ريف اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، فيما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو استمرار دول غربية وخليجية بتقديم السلاح وغيره للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، مشيراً إلى أن الوضع في سورية “ما زال متوتراً” جراء ذلك.
وكانت مجموعات إرهابية مسلحة اعتدت الأسبوع الماضي على مدينة كسب شمال اللاذقية بدعم وتغطية من حكومة أردوغان في تركيا التي سهّلت دخول المسلحين إلى ريف اللاذقية الشمالي.
وقال وزير الدفاع الروسي في أعقاب اجتماع وزراء دفاع البلدان الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة خوجاند بطاجكستان: إن “مسلحين قاتلوا في ليبيا يتسللون إلى سورية وهم يقومون بدعم المعارضين في تونس والجزائر ومصر وسورية ما يشير إلى أن القضايا المعاصرة بما فيها مسائل تسوية النزاعات الداخلية لا توجد لها حلول عسكرية”، وأشار إلى وجود أصوات ما زالت تنادي باستخدام “القوة العسكرية ضد سورية”، موضحاً أن التدخل العسكري الخارجي في سورية “يهدد بنتائج كارثية على المنطقة برمتها”، مذكّراً بالنتائج السلبية للتدخل في ليبيا.
وفي سياق متصل استنكر الرئيس الشيشاني رمضان قادروف بشدة الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بحق سكان كسب.
وأشار إلى أن الذين اعتدوا على كسب “ينفذون الأوامر بهدم الدولة السورية وإضعاف البلدان الإسلامية”، وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي انستاغرام: إن “الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة رباهم وأطعمهم وزوّدهم بالأسلحة الغرب، وإنهم ينفذون الأوامر بهدم سورية وإضعاف البلدان الإسلامية”، وأشار إلى أن “الجهاديين” الذين هاجموا بلدة كسب “لا يمتون بصلة إلى الإسلام”.
إلى ذلك أدان المجلس البطريركي الأعلى للطائفة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان ما حصل يوم الحادي والعشرين من آذار الماضي في منطقة كسب السورية المحاذية للحدود التركية من ظلم وتهجير متعمّد للأرمن والمسيحيين وجميع الأبرياء، وناشد المجتمع الدولي الإصرار والعمل على عودة أبناء كسب إلى ديارهم آمنين مطمئنين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الملحة، داعياً إلى الضغط على الحكومة التركية من أجل ضبط الحدود ومنع تكرار ما حدث من تسلل الإرهابيين إلى بلدة كسب.
وأدان لقاء مسيحيي المشرق بشدة الهجمة الإرهابية التكفيرية الجديدة في كسب ومحيطها، وما رافق ذلك من ترويع للأهالي واعتداء على الكنائس وانتهاك حرمة الرموز الدينية ونزوح قسري لمئات العائلات الأرمنية في ظروف عصيبة خوفاً على أرواحها، وجاء في بيان بعد لقاء مسيحيي المشرق في مطرانية الكلدان في بعبدا برئاسة أمينه العام المطران سمير مظلوم: “إننا مذهولون أمام العنف المتمادي والممنهج الذي يحط رحاله كل فترة من الزمن في منطقة سورية معينة في ظل صمت مريب ولا مبالاة العالم أجمع”، مستغرباً “كيف يتحوّل احتلال مدينة آمنة إلى عملية تحرير، إلا إذا كان المقصود تحرير تلك المدينة من أهلها وتجريدها من هويتها بغية نشر فكر ظلامي لم تألفه هذه المنطقة من قبل”.
إلى ذلك نددت الأحزاب الأرمنية في لبنان الطاشناق والهنشاك والرامغافار بالدعم العسكري واللوجستي التركي للإرهابيين وجرائمهم بحق الأرمن وغيرهم من السوريين وممتلكاتهم، خصوصاً في مدينة كسب، داعية المجتمع الدولي إلى لجم الدور التركي الداعم للإرهاب في سورية، والضغط على تركيا للجم دورها في إلحاق الأذى بأبناء كسب، والعمل على تمكينهم للعودة الى ديارهم، وحمّلت في بيان الحكومة التركية مسؤولية حماية “الأرمن وممتلكاتهم وإرثهم الثقافي في كسب”، وأعلنوا إقفال المحال والمدارس في برج حمود ببيروت تضامناً مع الأرمن في كسب وما يتعرضون له هناك، كما استنكرت أيضاً جميع مظاهر العنف والإرهاب التي تمارسها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.