الصفحة الاولى

موسكو قلقة من تهديدات الإرهابيين لعملية نقل "الكيماوي": وقـــف العنـــف ومكافحـــة الإرهـــاب أبـــرز عناويـــن "جنيـــف3"

يسعى نظام آل سعود إلى استمرار الحرب على سورية بمختلف الطرق والوسائل، ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة بجميع صنوف الأسلحة، ومنها الكيماوي، وآخرها ما تسرب من معلومات عن تهديدات من قبل الإرهابيين لعملية نقل الأسلحة الكيميائية من سورية، الأمر الذي نظرت إليه موسكو بعين القلق، وفيما أقر باحث سعودي بتورط النظام السعودي في الأزمة وتوظيف كل المسلحين للقتال ضد الدولة السورية، تتواصل المخاوف الأوروبية من عودة الإرهابيين إلى بلدانهم، فبعد بريطانيا وفرنسا تقوم هولندا بتعزيز إجراءاتها لتمييز دلائل “التطرف” بين الشباب الهولنديين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعادوا منها.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى بلاده معلومات من مصادر مختلفة عن تهديدات تأتي من قبل الإرهابيين لعملية نقل الأسلحة الكيميائية من سورية، وهي تأخذ على محمل الجد هذه المعلومات، إذ إن هناك مخططات حقيقية مؤكدة لمحاولة القيام بعمليات ضد نقل هذه الأسلحة إلى السفن لتنقل بعد ذلك إلى مراكز تدميرها.
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا في موسكو أمس إلى أن روسيا تهتم بشكل جدي بالمعلومات التي كشفت عنها الحكومة السورية حول نية المجموعات الإرهابية استخدام مواد كيميائية، مبيناً أن موسكو تعمل كل يوم مع الأمريكيين لحماية هذه العملية ولكي يؤثروا من طرفهم على المعارضة لعدم السماح بمثل هذه الاستفزازات، وأكد أن روسيا حريصة على الحل السلمي للأزمة في سورية، مشدداً على أن القرارات التي اتخذت في مجلس الأمن، والتي أكدت عليها عملية جنيف تتطلب من “المعارضة” والحكومة ومن دول الجوار عدم السماح لأي أعمال يمكن أن تؤدي إلى استفزاز.
ورأى لافروف أن هناك الكثير من الراغبين باستخدام أي ذرائع ويبحثون عنها أيضاً كي تستخدم كأساس للتدخل في سورية، مشيراً إلى أنهم “يستخدمون الآن الوضع الإنساني الصعب لاتهام القيادة السورية بعدم النشاط والعمل بشكل فعال وبمنع هذه الكارثة الإنسانية”، وأكد أن هناك العديد ممن يحاول أن يوجد الذرائع فيما يخص الشأن الإنساني، مشيراً إلى التعاون الفعال من قبل الحكومة السورية لتطبيق البرامج والمساعدات الإنسانية في حين تضع “المعارضة” العوائق لمنع وصول المساعدات الإنسانية، محاولةً بذلك جعل الوضع أكثر تفاقماً للضغط على الحكومة، ونحن نرى أنها هي من يقف خلف هذه الأمور.
وأوضح لافروف أن الموقف الروسي فيما يتعلق بالأزمة في سورية ينطلق من ضرورة وضع حد لمظاهر الإرهاب فوراً، لكن روسيا لا ترى حتى الآن إجراءات فعالة من قبل اللاعبين الخارجيين تهدف إلى قطع دابر خطر الإرهاب في سورية.
في سياق آخر أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو تطالب بالإسراع في استئناف المحادثات بين السوريين في جنيف، وقال إن “جدول الأعمال للجولة الثالثة من جنيف جاهز من حيث المبدأ وهو ينظر في مناقشة مجموعة من الأسئلة أهمها وقف العنف ومكافحة الإرهاب وتشكيل الهيئة الانتقالية بمشاركة ممثلي حكومة الجمهورية العربية السورية والعناصر المختلفة من المعارضة السياسية السورية بالإضافة إلى مهام أخرى منبثقة عن وثيقة جنيف في الثلاثين من حزيران عام 2012″، وأضاف: “إننا ندعو إلى استئناف العملية التي لا بديل عنها في المحادثات والتي أطلقت في مونترو في 22 من كانون الثاني الماضي، ونعتبر أن المحادثات السورية-السورية التي انتهت جولتان منها في جنيف لم تستنفد أبداً كل إمكاناتها وينبغي السعي في أقرب وقت ممكن إلى استكمالها”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن أمس الأول بدء التحضير لمؤتمر “جنيف 3” لحل الأزمة في سورية، وقال: “نحن بحاجة إلى حث الإرادة السياسية للمجتمع الدولي لأن مؤتمر جنيف “2” لم يؤد إلى نتائج كثيرة ونحن نبذل قصارى جهودنا لعقد مؤتمر جنيف 3″.
ولفت لوكاشيفيتش إلى أن أي اتفاق بين السوريين يجب “ألا يتم عن طريق إملاءات بل يجب أن يبنى على أساس توافقات الأطراف السورية المشاركة في المحادثات”، وقال: في هذا السياق من الضروري أن “يتحلى وفد المعارضة بأقصى تمثيل له لأن ذلك يكتسب أهمية بالغة ما يرفع من مستوى إمكانية التوافق بين الأطراف السورية ويضمن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المحادثات”، ولفت إلى عدم وجود حتى الآن موعد محدد لمؤتمر “جنيف 3” لدى روسيا، على الرغم من أن العمل جار في هذا الاتجاه، وقال إن “العنصر الأهم والحاسم في هذا العمل قد يكون اللقاء الثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة”.
في هذه الأثناء أكد الباحث والناشط السياسي السعودي فؤاد إبراهيم أن المعطيات والوثائق تثبت تورط نظام آل سعود بالأزمة في سورية وتقدّم أدلة دامغة على قيامه بتحريض وتجنيد وإرسال السعوديين للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بداعي “الجهاد والشهادة”، وقال: إن خطب التحريض على القتال في سورية كانت ولا تزال تغمر مواقع التواصل الاجتماعي، بما يقطع الريب في دور النظام السعودي والغطاء الواسع والسميك الذي وفره لخطباء المساجد والدعاة الذين ما كانوا لينخرطوا في “مشروع الجهاد” إلا بعد أن “أشعل المولجون به الضوء الأخضر، ليصار كل ما يتعلق بالقتال في سورية يبدو عادياً بل من مستلزمات الخطة المعتمدة من رئيس الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان ورفيقه ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سابقاً في توظيف كل المسلحين للقتال ضد الدولة السورية، مشيراً إلى ضلوع وزارة الداخلية السعودية نفسها في التحريض على القتال في سورية، كما كشفت وثيقة بتاريخ 19 نيسان 2011 عن اتفاق بين الداخلية السعودية و1334 سجيناً من جنسيات عربية وإسلامية “على إعفائهم من إقامة الحد الشرعي عليهم وصرف معاشات شهرية لعائلاتهم وذويهم الذين سيتم منعهم من السفر خارج السعودية مقابل تأهيل المتهمين وتدريبهم من أجل إرسالهم إلى الجهاد في سورية بحسب نص الوثيقة.
ولفت الكاتب إلى أن التقديرات حول أعداد المسلحين السعوديين في سورية تتفاوت وبلغ أقصاها نحو عشرة آلاف مقاتل سعودي مدني وعسكري وأدناها نحو 2500 مسلح ووصل معظمهم بهويات مزورة أو أسماء حركية ورمزية وهم اليوم بين قتيل وأسير إضافة إلى أعداد منهم وردت أسماؤهم في قوائم القتلى وآخرين لا يعرف مصيرهم.
إلى ذلك، كشفت صحيفة ايه دي الهولندية أمس أنه يجري تعزيز التدريبات لنحو خمسة آلاف شخص من بينهم مدرسون وضباط شرطة لتمييز دلائل “التطرف” بين الشباب الهولنديين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وعادوا منها، واستندت الصحيفة في تقريرها إلى وثائق سرية حصلت عليها من هيئة مكافحة الإرهاب الهولندية “ان سي تي في” وخدمة الأمن “ايه أي في دي”، مشيرة إلى أن نحو مئة رجل وامرأة هولنديين يعتقد أنهم تسللوا إلى سورية وانضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة فيها ويمكن أن يكون الرقم أكبر بكثير ليصل إلى مئات الهولنديين.
وقالت الصحيفة: إن “أمستردام ولاهاي والميرا من بين مدن عدة ينطلق منها معظم الأشخاص الذين ذهبوا الى القتال في سورية من الشباب وحيث سيتم تعزيز المراقبة”، إضافة إلى مدن روتردام ودلفت وزويتيرمير وجودا وأرنهيم وزيست التي تعتبر “مدن جهاد” محتملة، وأفادت إحدى الوثائق السرية أن “ضباط شرطة مدربين سينفذون عمليات المراقبة وسيكونون مكلفين بمراقبة العائدين علناً وتعطيل خططهم حيث سيبقى كافة “الجهاديين” العائدين خاضعين لمراقبة السلطات الهولندية”، وقالت الصحيفة: إن “الشرطة العسكرية تعمل على تكثيف إجراءات الأمن الواسعة حيث تمّ سحب جوازات سفر 13 شاباً حتى الآن فيما خسر العشرات استحقاقات الضمان الاجتماعي أما في أربع حالات فتمّ تجميد الموارد المالية”.
من جهة ثانية أقر فتى تونسي يبلغ من العمر 16 عاماً بانضمامه إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بعد تلقيه أموالاً من قبل متطرفين أقنعوه بالذهاب إلى سورية لـ “الجهاد”، وأضاف الفتى، وهو من ولاية القصرين وتلميذ بإحدى المدارس الإعدادية، إنه اتصل مع شابين تونسيين عبر شبكة الإنترنت ودارت بينهم أحاديث تعلقت بالجهاد وبناء خلافة إسلامية ومحاربة أعداء الإسلام.
وفي بيروت، تمكّن الجيش اللبناني أمس من قتل إرهابي وإصابة اثنين آخرين ينتميان لجبهة النصرة الإرهابية، بعد تبادل لإطلاق النار في وادي حميد ببلدة عرسال شمال شرق لبنان عند حاجز مقفل، حين حاولوا اجتياز الحاجز ورفضوا الامتثال لأوامر الجيش، وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن هؤلاء الإرهابيين سوريو الجنسية وهم الإرهابي القتيل زياد عيسى والجريحان إياد سمرا وإبراهيم حسيان، مشيرة إلى أن التحقيقات كشفت أن الإرهابيين الثلاثة ينتمون إلى جبهة النصرة الإرهابية.
كما أوقف الجيش اللبناني أربعة سوريين قرب مسجد الإيمان في بلدة أبي سمرا بطرابلس، أثناء قيامه بمداهمات بحثاً عن المطلوبين عمر بكري وحسام الصباح، ونفذ انتشاراً واسعاً في البلدة وأقام الحواجز على كافة مداخل البلدة.
يذكر أن الجيش اللبناني ينفذ حملة واسعة ضد المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تقوم بعمليات إرهابية من قتل وتفجير ونهب وتدمير في كل من سورية ولبنان تنفيذاً لأوامر مموليها وداعميها في المنطقة في سياق تنفيذ أجندة مفضوحة لا يستفيد منها إلا إسرائيل وعملاؤها.