على هذه الأرض..”سورية يوسف” أم الشهداء الأربعة
إيماناً منها ومن أولادها بقدسية الشهادة وعظمة الشهداء ومكانة الشهيد عند ربه، قدّمت السيدة سورية يوسف “أم الشهداء الأربعة” خيرة أبنائها الشباب الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم الثلاثين ربيعاً لتبقى سورية الوطن الأم عزيزة كريمة منتصرة بشهدائها.
“البعث” زارت أم الشهداء الأربعة في منزلها المتواضع الذي تمّ تشييده من قبل فاعلي الخير بالتعاون مع محافظة طرطوس في بلدة المحيلبة قضاء وادي العيون وتحدثت لنا لتقول: لم أتوقع في حياتي وأنا بنت الثمانين ربيعاً أن أفقد أولادي الأربعة رحمهم الله مع باقي شهداء الوطن بهذه الطريقة على يد أبناء بلدهم هؤلاء الذين وضعوا أيديهم بأيدي الغرباء القتلة من غير بلدنا والذين دخلوا البلد ليدمروها ويقتلوا أهلها بحجة شعارات براقة تمّت تعريتها للقاصي والداني فيما بعد.
لقد فقدت أولادي الأربعة رحمهم الله وهم في ريعان شبابهم، وهم حسام محمد يوسف– موسى محمد يوسف– عيسى محمد يوسف– حسام يوسف يوسف، هؤلاء الأبطال الذين لبّوا نداء الوطن وقائد الوطن للدفاع عن الأرض والعرض.
لقد كان أولادي رمزاً للبطولة والشجاعة التي يمتاز بها المقاتل في جيشنا العربي السوري الباسل في ميادين القتال، متمنية من الله أن تنتهي الأزمة وتتوقف إراقة الدماء لأبناء البلد الواحد، وأن يعمّ السلام سائر أصقاع الوطن لينعم أبنائه بكل خير وسعادة وحياة كريمة.
أم الشهداء الأربعة تعرّضت للعمى بسبب توالي خبر استشهاد أولادها الأربعة الذين كانوا سنداً لها ولزوجها الذي أصيب أيضاً بالشلل بعد سماعه خبر استشهاد أولاده الأربعة، وتابعت تقول: نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، ولا مردّ لحكم الله وإرادته على البشر.
يُذكر أن بلدة المحيلبة في قضاء وادي العيون، كما باقي البلدات، قدّمت أكثر من ثلاثين شهيداً لعزة وكرامة سورية الأبية، وأهلها على استعداد لتقديم المزيد من الشباب المجاهدين لحماية سورية الأم.
البعث– محسن عبود