في ظل المتغيرات المناخية انكفاء خطط التحول للري الحديث يضع زراعتنا أمام تحديات إنتاجية
لن تكون زراعتنا هذا المرسم بمنأى عن آثار التراجع الحاصل في دعم مشروع التحول للري الحديث، في ظل المتغيرات المناخية المترافقة مع شحّ الأمطار، ورغم الانطلاقة النوعية في تنفيذ المشروع الوطني منذ إطلاقه عام 2007، إلا أنها لم تستمر بل راوح التنفيذ في مكانه منذ عدة سنوات، ولأسباب عديدة تتصل بالتمويل والإجراءات وتعميم ثقافة ترشيد الموارد المائية والتوجّه نحو إعادة النظر في هيكلية المشروع وآلية عمله.
كما لم يعد التحول للري الحديث من الأولويات، برغم ما له من أهمية بالغة في تأمين مياه الري للرقعة الزراعية، ولاسيما في السنوات والمواسم غير المطيرة كالتي نمرّ بها هذا الموسم.
فبعد نحو 8 سنوات على إطلاقه لا تزال المساحات المنفذة المشمولة به دون الطموح، لمعوقات تعترض خطة التوسع بمساحات الري الحديث، والتي لا تشكّل حالياً سوى نصف المساحة الزراعية المروية في محافظة اللاذقية، أي ما يقارب 18.5 ألف هكتار، وبنسبة 51 % من المساحة المروية التي تتوزع على مختلف المناطق، علماً أن الكثير من التسهيلات تمّ منحها للمزارعين، بعد حزمة قوانين وتشريعات وقرارات طالت التمويل والملكية وآلية إنجاز المعاملات والأضابير وغيرها.
وفي المقابل هناك العديد من الصعوبات التي حالت دون التوسع بالمساحات المخطط لها على مستوى المشروع بحسب التقارير التخطيطية والإحصائية الزراعية ومناقشات المؤتمرات الفلاحية، وهذه الصعوبات حالت دون وصول شبكات الري الحديث إلى أوسع المساحات، ومنها تراجع التمويل والإقراض وعدم الاستمرار في دعم المشروع وتأمين مستلزماته، وأيضاً تزامن انطلاق المشروع مع وجود شركة مصنّعة واحدة تعمل دون انقطاع منذ بداية خطة عمل فرع المشروع ولم يكن بوسعها إنجاز جميع الخطط المقررة.
وأيضاً هناك صعوبات تتعلق بعدم توفر الضغط والغزارة أثناء موسم الري وتباعد فتحات السقاية عن البساتين والحقول، إضافة إلى صعوبات قانونية كالملكيات على الشيوع وصغر الحيازات الزراعية وتشتتها ووجود المدرجات والمنحدرات والطبيعة التضاريسية لبعض الأراضي، الأمر يزيد من كلفة الشبكة وعدم تمويل الخزانات والبرك من قرض المشروع ووجود إشارة استملاك سياحي ومشكلات تتعلق بالإرث، إلى جانب صعوبات تتعلق بفرع المشروع كضيق المبنى المستلم وعدم استكمال الكادر الفني والإداري والمالي وقلّة عدد الآليات وعدم تطبيق نظام الحوافز.
اللاذقية- مروان حويجة