ملتقى الحوار القومي يواجه التطرف ويفنّد الثورات المزعومة المفتاح: نواة حراك فكري سياسي يلبي تطلعات الأمة
دمشق – البعث:
برعاية الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب هلال الهلال، ودعوة من مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري، أقام اتحادا الكتاب العرب والصحفيين السوريين أمس في مكتبة الأسد الوطنية ملتقى الحوار القومي بعنوان«الفكر القومي العربي في مواجهة التطرف». وحضره الرفيق الهلال، والرفاق يوسف أحمد، عبد الناصر الشفيع، عبد المعطي المشلب، محمد شعبان عزوز، خلف المفتاح، وأركان الشوفي أعضاء القيادة القطرية. وشارك فيه كل من الدكتور الهاني ادريس من المغرب، والدكتور مجدي معصراوي من مصر، والأستاذ وسيم بزي من لبنان وأداره الدكتور حسين جمعة.
الدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري رأى أن حضور المفكرين العرب الى سورية في هذا الظرف أمر بالغ الدلالة، وأن الملتقى سيكون نواة حراك قومي فكري سياسي يلبي تطلعات جماهير الأمة ونخبها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها. وأوضح أن الفكرة الأساسية للمشروع كان قد طرحها السيد الرئيس بشار الأسد في حديثه لصحيفة البعث منذ أشهر حين أكد أننا نواجه مشروعاً ظلامياً تكفيرياً ولابد لنا من مواجهته بمشروع ثقافي تنويري. وقال المفتاح: إننا اليوم أحوج مانكون الى المشاريع العربية الفكرية والثقافية النقدية التي تتصدى بعمق ومنهجية للنزعات الإرهابية التكفيرية الهدامة التي تجتاح وطننا العربي والمنطقة، وتمثل خطراً كبيراً يستوجب استنهاض كل مايختزنه مثقفو ومفكرو الأمة المخلصون من طاقات لمواجهته، موضحاً أن هذه العملية تتكامل مع الجهود العسكرية المتميزة التي يبذلها الجيش العربي السوري باقتدار لاجتثاث شأفة الإرهاب والقضاء عليه.
الأكاديمي الدكتور ادريس تناول بالتفنيد ما سمي «الثورات العربية»، مؤكداً أن علاقتها بالرجعية الخليجية التي تشرف عليها هي من أعاجيب الدنيا. وأوضح أنها ثورات ملتبسة وجبانة لم تنتج أياً من المفاهيم التي تنتجها الثورات الحقيقية. وتطرق الأكاديمي المغربي الى الموضوع السوري كاشفاً أن كل ماحدث فيه هو من قبيل المغالطات. وثمّن الصمود الوطني السوري، وركز على دور الرئيس الأسد الذي رأى فيه فيلسوف الممانعة وقال: لم أر رئيساً يتحدث بالمفاهيم أكثر منه. وشنّ ادريس هجوماً كاسحاً على الفيلسوف المنافق برنارد هنري ليفي الذي يزعم أنه يتحدث لغة إنسانية، لكنه لايرى جرائم الصهاينة وجرائم الإرهاب الذي يطلق عليه اسم«الثورة».
من جانبه تناول المعصراوي نائب رئيس حزب الكرامة التجربة المصرية وتقاطعاتها مع مايجري في سورية. وأبرز البعد التعبوي للقومية العربية معتبراً أن الشعب العربي قومي بالضرورة وبالمسلك الذي ينتهجه الآن ماعدا شواذ الأمة. وأشاد المعصراوي بالإصلاحات التي قام بها الرئيس الأسد، مشدداً على أن يتشارك كل الوطنيين السوريين في بناء سورية المتجددة، وتعزيز نهجها الوطني والقومي الذي يتصدى للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
وأعرب الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي عن إيمانه بأن الأمة العربية لايمكن أن تكون بخير إلا إذا كانت سورية بخير لأنها أخذت على عاتقها حمل راية مكافحة التطرف والإرهاب. وأشاد بدور الجيش العربي السوري الذي يخط اليوم تاريخاً ناصعاً ليس فقط في التصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف سورية، بل وفي إسقاط كل الأخطار التي تهدد الأمة، وقال: إن السوريين يمثلون اليوم إرادة النهوض العربي في مواجهة الإرهابيين الذين يمثلون إرادة الغرب والصهيونية والرجعية العربية.
مداخلات الحضور التي أعقبت أوراق المشاركين دارت عموماً حول ماجاء فيها من رؤى وأفكار، وحمل بعضها نفساً نقدياً عميقاً بما أبرزه من ضرورة إعادة الاعتبار لـ«الفكري»، وتخليصه من سطوة الـ«سياسي»، وتوجيه النقد لأنماط التفكير القومي العربي السائدة.