أعاد الأمن والاستقرار إلى رنكوس وأنهى معركة القلمون جيشنا الباسل يقضي على مجموعات إرهابية بكامل أفرادها في حلب ودرعا.. ويدمر نفقاً للمرتزقة في دير الزور 25 شهيداً و107 جرحى بينهم نساء وأطفال جراء تفجيرين بـ "مفخختين" في كرم اللوز بحمص
24 ساعة كانت كافية للجيش العربي السوري حتى يعيد الأمن والاستقرار إلى مدينة رنكوس بعد أن قضى على آخر تجمعات الإرهابيين فيها. وبهذا الإنجاز يكون الجيش قد استكمل إغلاق طرق الإمداد للمسلحين من قواعدها الخلفية الكبيرة في البقاع اللبناني وقلبها عرسال وجرودها المتصلة بالقلمون بعد السيطرة على رأس المعرة وفليطة، وإغلاق ممرات تلكلخ، باتجاه حمص، والسيطرة على قلب المنطقة الوسطى من القصير وصولاً إلى دمشق هذا من الناحية العسكرية.
أما سياسياً فإن ما حدث في رنكوس أسقط ورقة أخرى مما تبقى في جعبة المتآمرين من أوراق عول عليها الغرب وأذنابه في المنطقة ممثلاً بعصابة أردوغان ومرتزقة آل سعود وآل ثاني والذين كانوا يحلمون بأن مجموعات من شذاذ الآفاق قادرة على إسقاط الدولة السورية وإذا بها تنهار انهياراً دراماتيكياً تحت نعال جنودنا البواسل وبالتالي فإن ما تبقى منها في كسب ومناطق أخرى لن يطول الوقت حتى تعود إلى الدول التي صنّعتها لاستكمال مشروعها “الجهادي”..
وإزاء الانتصارات اللافتة لجيشنا الباسل وضرباته القاصمة للإرهابيين لجأ هؤلاء المرتزقة لصب أحقادهم على المواطنين الأبرياء فبعد يومين من اغتيال الأب فرانس فاندر في حمص القديمة والذي ندد بقتله بابا الفاتيكان أمس، قامت عصابات الغدر والتكفير بمجزرة جديدة يندى لها جبين الإنسانية عندما فجر إرهابيان سيارتين مفخختين في سوق مكتظ بالمواطنين بحي كرم اللوز في حمص أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بينهم نساء وأطفال.
وسط هذه الأجواء تتكشف يوماً بعد آخر معلومات عن أعداد الإرهابيين القادمين من دول بعيدة للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة حيث أقرت أستراليا أمس بأنها باتت تشكل أحد أكبر المصادر من خارج منطقة الشرق الأوسط لتدفق الإرهابيين الأجانب إلى سورية.
وفي التفاصيل، أنجزت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملياتها في بلدة رنكوس بريف دمشق وأعادت الأمن والاستقرار إلى البلدة بعد أن قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين.
وفي بلدة عربين دمرت وحدات من الجيش وكراً للإرهابيين عند المدخل الغربي للبلدة وقضت على 25 إرهابياً وأوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في محيط جامع غبير في البلدة.
وفي دير الزور أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في عدد من أحياء المدينة وقرية المريعية، واشتبكت وحدات أخرى مع مجموعات إرهابية مسلحة في أحياء الحويقة والرشدية والعرفي والمطار القديم والعمال وشارع بورسعيد وأوقعت عدداً من الإرهابيين بين قتيل ومصاب ومن الإرهابيين القتلى أحمد خميس وفراس الرسلي وعبد المنعم إبراهيم. ودمرت وحدة من الجيش نفقاً بطول 67 متراً في حي الجبيلة بالمدينة كان الإرهابيون يستخدمونه في نقل الأسلحة والذخيرة وقضت على جميع الإرهابيين بداخله، ودمرت وحدة أخرى تجمعاً للإرهابيين في قرية المريعية بريف المحافظة وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ومن بين الإرهابيين القتلى محمد كمال النمر.
وفي حمص وريفها أحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة محاولة مجموعات إرهابية مسلحة التسلل من السعن باتجاه قرية المشرفة في ريف المحافظة الشرقي وأوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين.
من جهة أخرى تمت تسوية أوضاع 32 مسلحاً من أحياء الحميدية وباب تدمر وباب التركمان والقرابيص في مدينة حمص القديمة بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة وتعهدوا بعدم العودة إلى ما يمس أمن الوطن والمواطنين.
وفي درعا وريفها أوقعت وحدة من الجيش والقوات المسلحة مجموعة إرهابية بكامل أفرادها قتلى خلال محاولتها الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية بدرعا البلد ودمرت عربة مزودة برشاش ثقيل، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات للإرهابيين في بلدة سملين والنعيمة وكحيل وأم المياذن وحققت في صفوفهم إصابات مباشرة كما أوقعت أفراد مجموعة إرهابية كانت تقوم بأعمال القنص عند تقاطع سملين زمرين بين قتيل ومصاب. إلى ذلك دمرت وحدات من الجيش خمس سيارات بمن فيها من إرهابيين على طريق أم العوسج جاسم وشرق بلدة الحارة وشمال غرب كودنة بريف المحافظة.
وفي حلب وريفها أحبطت وحدات من الجيش محاولة مجموعة إرهابية مسلحة الاعتداء على الأهالي في منطقة كروم بيت برو وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
وأردت وحدات من الجيش أعداداً من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين في سلسلة عمليات بمحيط السجن المركزي والمدينة الصناعية والليرمون وضاحية الراشدين 4 وخان العسل وحميمات.
كما استهدفت وحدات من الجيش أوكار وتجمعات الإرهابيين في قرى بعيدين والجديدة وعربيد وكويرس ودارة عزة وقبتان الجبل وخان طومان واورم الكبرى والشويحنة وضهرة عبد ربه والمنصورة والجمعية السكنية للصحفيين في ريف حلب وحققت إصابات مباشرة بين صفوفهم.
وفي ريف إدلب دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أوكاراً للإرهابيين بالقرب من جفتلك حاج حمود على طريق جسر الشغور الجانودية وقضت على العديد من الإرهابيين من بينهم محمد ميليش وقتيبة الجندي ورغبان صوفي وعبد الحمدي مزوق، وأوقعت وحدات أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين خلال عمليات في خان السبل وقرع الغزال وغربي مطار أبو الضهور وطريق حلب سراقب.
شهداء وجرحى جراء تفجيرات إرهابية في حمص
من جهة أخرى استشهد 25 مواطناً بينهم نساء وأطفال وأصيب أكثر من 107 آخرين جراء تفجيرين إرهابيين بسيارتين مفخختين في شارع الخضر بحي كرم اللوز في مدينة حمص.
وذكر مصدر في المحافظة أن إرهابيين فجروا سيارة مفخخة ركنوها بالقرب من حلويات البدر في شارع الخضر الذي يشهد حركة مرورية كثيفة من قبل المواطنين وبعد حوالي نصف ساعة فجروا سيارة أخرى في الحي نفسه لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين المواطنين. وأضاف المصدر إن التفجيرين ألحقا أيضاً أضراراً كبيرة بممتلكات المواطنين والمنازل والمحال التجارية والسيارات في الحي.
وأصيب في التفجير الارهابي الثاني مصور الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أثناء تأدية مهامه في نقل الحقيقة واعتداءات المجموعات الإرهابية على المواطنين الآمنين.
وفي دمشق أصيب مواطنان بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذيفتي هاون أطلقهما إرهابيون على حي الكباس السكني. وألحق الاعتداء أيضاً أضراراً مادية بعدد من السيارات والمحلات التجارية. وفي حلب سقطت قذيفة هاون أطلقها إرهابيون على مبنى القصر البلدي بالمحافظة تسببت بأضرار مادية دون وقوع إصابات بين المواطنين.
مسيرات..في حماة والسويداء
في هذه الأثناء نفذت فعاليات أهلية واجتماعية ورسمية وقفتان تضامنيتان في حماة والسويداء دعماً للجيش العربي السوري والقوات المسلحة في تصديهم للإرهاب واحتفاء بالذكرى السابعة والستين لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي.
ففي حماة “منير الأحمد” أقامت قيادة فرع الحزب وقفة تضامنية واحتفالاً جماهيرياً بمشاركة فعاليات أهلية وشعبية ورسمية ونقابية، وأكد المشاركون في الاحتفالية الذين رفعوا الأعلام واللافتات الوطنية تمسكهم بقيم ومبادئ الحزب وأهدافه ومواصلة النضال على دربه حتى تحقيق النصر ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري.
وقال أمين فرع حماة للحزب الرفيق محمد العمادي: إن المسيرات الشعبية التي يشهدها الوطن هي تعبير طبيعي عن نبض الشارع في الوفاء لبواسل جيشنا وللحزب، وأكد محافظ حماة الدكتور غسان خلف أن الاحتفالية تعبر عن مدى تلاحم السوريين في مواجهة المحاولات الفاشلة لتفتيت الوحدة الوطنية التي يعيشونها وأن حزب البعث يمثل آمال وطموحات الأمة.
وفي السويداء، نظمت الفعاليات الأهلية والاجتماعية والحزبية والشبابية في بلدة المزرعة وقفة تضامنية، ورفع المشاركون في الوقفة اللافتات والأعلام الوطنية التي تعبر عن ولائهم للوطن ووفائهم لدماء شهدائه وتمسكهم باستقلالية القرار الوطني ورفضهم لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية ووقوفهم في خندق واحد مع الجيش والقوات المسلحة في مواجهة المؤامرة التي تستهدف سورية.
وندد أبناء الجاليتين السورية والأرمينية في رومانيا خلال وقفة احتجاجية نظموها أمام السفارة التركية في بوخارست بالإرهاب الذي تتعرض له سورية، وخصوصاً ما تعرضت له منطقة كسب والقرى المجاورة لها خلال الفترة الأخيرة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة بشكل مباشر وسافر من حكومات دول عربية وأجنبية وفي مقدمتها حكومة رجب طيب أردوغان.
وعبر أبناء الجاليتين خلال الوقفة عن رفضهم القاطع واستنكارهم الشديد للجرائم الإرهابية التي يرتكبها تنظيم القاعدة وفروعه في سورية. ورفع المشاركون في الوقفة الأعلام السورية والأرمينية والرومانية واللافتات المنددة بالاعتداءات على الأراضي السورية ولاسيما منطقة كسب وما تعرضت له ممتلكات السكان ودور العبادة من نهب وانتهاك وعمليات القتل والتهجير والتنكيل بالأهالي. وكان في مقدمة هذه الوقفة الاحتجاجية مطران الكنيسة الأرمنية في رومانيا داتيف عاغوبيان ومطران الكنيسة القبطية في رومانيا وعدد من رجال الدين المسيحي.
وكانت السفارة السورية في بولندا نظمت بالتعاون مع جامعة وارسو فعاليات عدة ضمن يوم سوري في الجامعة لتسليط الضوء على الأزمة في سورية والأثر السلبي للتدخل الخارجي في الشؤون السورية، إضافة إلى ما تقوم به عصابات القتل والإجرام من جرائم بحق الشعب السوري. واعتبر المشاركون أن هذه الأحداث التي تجري الآن تذكر أيضاً بالأحداث المأساوية التي وقعت عام 1915 والتي تم فيها إعدام الآلاف من سكان كسب الأرمن وقتل آلاف آخرين منهم وهم في طريق هجرتهم القسرية نحو مدينة دير الزور والأردن.
البابا فرنسيس يعبر عن ألمه لاغتيال الأب فرانس
وعبر بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أمس عن ألمه العميق لاغتيال الأب اليسوعي فرانس فاندر لوخت أول على يد مجموعة إرهابية مسلحة في حمص، داعياً إلى إسكات صوت السلاح ووقف الحرب والدمار في سورية. ونقلت ا ف ب عن البابا فرنسيس قوله في كلمة أمام عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس: إن الأب اليسوعي الهولندي البالغ من العمر 75 عاماً والذي قتل يوم الاثنين الماضي في المدينة القديمة في حمص كان محبوباً ويحظى بتقدير المسيحيين والمسلمين مندداً بقتله الفظيع.
ووجه البابا نداء ملحاً من أجل إسكات صوت السلاح ووقف العنف والحرب والدمار واحترام القانون الإنساني وأن يتمكن الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدة إنسانية من تلقي العلاج وأن نصل إلى السلام المرغوب عبر الحوار والمصالحة.
أستراليا المصدر الأكبر للإرهاب
في أستراليا أقر المدعي العام الفيدرالي جورج برانديس أن استراليا باتت تشكل أحد أكبر المصادر من خارج منطقة الشرق الأوسط لتدفق الإرهابيين الأجانب إلى سورية للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة فيها.
وقال في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: يؤسفني أن اضطر للقول إن أستراليا تعد واحدة من أكبر مصادر تدفق المقاتلين إلى سورية من خارج المنطقة. وأضاف: إن مشاركة الاستراليين في مناطق الصراعات في العالم ليست ظاهرة جديدة فبين عامي 1990 و2010 كان هناك 30 شخصاً على الأقل من الاستراليين قاتلوا أو تلقوا تدريبات مع الجماعات المتطرفة في مناطق الصراع النائية مثل باكستان والصومال، مشيراً إلى أن عدد الاستراليين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة كان أعلى مما كان عليه في المناطق الأخرى حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 120 و150 استرالياً سافروا إلى سورية للانضمام إلى صفوف الإرهابيين، موضحاً أنه حصل على معلومات تفيد بأن هؤلاء الاستراليين يتزعمون مجموعات مسلحة في سورية.
بدورها أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن أشرطة الفيديو التي نشرت على شبكة الإنترنت وتظهر أنظمة أسلحة أمريكية مضادة للدبابات في أيدي “مسلحين” في سورية تشكل مؤشراً على أن إدارة باراك أوباما قد تكون وعن علم تقدم هذه الأسلحة الثقيلة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقلت الصحيفة عن شركة المعلومات العالمية “اي اتش اس” جينز قولها: إن العديد من أشرطة الفيديو أظهرت نظام أسلحة ثقيلة مضادة للدبابات أم 220 تي او دبليو في أيدي عناصر مجموعة مسلحة في سورية تطلق على نفسها حركة حزم. وأشارت الشركة إلى أن هذا النظام من الأسلحة تم تصديره إلى السعودية وتركيا ما يعقد قدرة المحللين على تحديد كيفية حصول تلك المجموعات عليها لاسيما أن كلا من نظام ال سعود وحكومة رجب طيب أردوغان يدعمان تلك المجموعات فمن منهما قد يكون قدمه إليهم.