إحراق مقر "العدالة والتنمية" في أورفة جديد أردوغان.. قانون يجيز التنصت داخل تركيا وخارجها
أنقرة– وكالات:
بعد فوزه في الانتخابات البلدية التي شهدت عملية تزوير، وعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان باستخدام “البلطجة” للانتهاء من عدوه فتح الله غولن وسط مناخ سياسي ما زال متوتراً مع الاعتداء بالضرب على معارضه الرئيسي كمال كيليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض.
فعند استئناف الجلسة البرلمانية أمس شن أردوغان أمام نواب حزبه هجوماً جديداً على جمعية الداعية غولن “خدمة” متوعداً بإخضاعها لسطوة القضاء، وقال: إن شعبنا جدد ثقته في حكومتنا، شعبنا أمرنا بمكافحة البنية الموازية. وكان أردوغان أعلن الحرب على جمعية غولن، الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ الكشف في منتصف كانون الأول الماضي عن فضيحة فساد واسعة النطاق تطال حكومته الحاكمة منذ 2002، ويتهم أردوغان الجمعية الواسعة النفوذ في جهازي الشرطة والقضاء بالوقوف وراء هذه الاتهامات وبالعمل منذ أسابيع على إغراق الانترنت بتسجيلات أحاديث هاتفية محرجة “حسب زعمه”.
هذا وناقش البرلمان التركي أمس مشروع قانون مثير للجدل يعزز بشكل كبير صلاحيات الاستخبارات والتي يعتبر مديرها هاكان فيدان من أخلص داعمي أردوغان، وتوقع مصدر برلماني في تصريح لفرانس برس أن تتم مناقشة النص وأن يقر سريعاً، هذا المشروع الذي أبدى الرئيس عبد الله غول تحفظات عليه، يجيز لجهاز الاستخبارات إجراء عمليات تنصت في تركيا والخارج من دون إذن قاض، وحيازة جميع الوثائق المتعلقة “بالأمن القومي”.
إلى ذلك ندد أردوغان الذي ما زال مستاء من شبكات التواصل الاجتماعي بقرار المحكمة الدستورية الذي ألزمه رفع الحجب عن موقع تويتر، وصرح: هذا لا يخدم العدالة، ينبغي تصحيح هذا القرار، الجميع أدرك أن الشركات العالمية على غرار تويتر ويوتيوب وفيسبوك استخدمت كأدوات لمهاجمة تركيا. في حين ما زال موقع يوتيوب للفيديو محجوباً في تركيا، لكن يتوقع أن تصدر المحكمة الدستورية قراراً بهذا الخصوص قريباً.
وبالانتقال إلى صوت الشارع التركي الرافض لحكم “العدالة والتنمية”، أضرم شخصان النيران بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم فرع بلدة “فيران شهير” التابعة لمحافظة أورفة بجنوبي تركيا ولاذا بالفرار من موقع الحادث، فيما شنت قوات الشرطة عملية تفتيش واسعة النطاق في المنطقة في محاولة لإلقاء القبض على المتورطين، وتشهد بلدة فيران شهير توتراً حاداً بين أنصار الحزب الحاكم وحزب السلام والديمقراطية على إثر التلاعب في نتائج الانتخابات البلدية التي جرت مؤخراً. يشار إلى أن زعيم الحزب الرئيسي للمعارضة في تركيا كمال كيليتشدار أوغلو كان تعرض يوم أمس الأول لهجوم في البرلمان من قبل مجهول وجه إليه لكمتين في الوجه وقدم على أنه مقرب من الأوساط القومية، وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري (وسط يسار): “لن نتراجع بسبب لكمة” قبل أن يدعو أنصاره إلى “ضبط النفس”.