بيانات وخطابات الدعم لا تحصّن الفلاح من “وجع الزراعة” ومخاوف من التحوّل إلى طوابير العاطلين؟
صدعت رؤوسنا بيانات وتصريحات وخطابات دعم الفلاح الذي طالما تُرِكَ وحده يواجه تقلبات الطقس وارتفاع أسعار الأسمدة لتضعف عزيمته أمام غلاء تكاليف الإنتاج، فالمشكلات التي تحاصره من كل جانب عديدة تصبّ كلها في خانة الإرباك والخوف من المستقبل لئلا يفقد مصدر رزقه الوحيد.
هذا الواقع يدفعنا إلى تساؤلات عريضة مفادها مصير الفلاحين الذين سيكونون حكماً في سوق العمالة لينضموا إلى فريق العاطلين؟
رئيس الرابطة الفلاحية في الزبداني عدنان بقاعي يستطرد في الحديث عن الصعوبات التي تواجه الجمعيات الفلاحية دون إيجاد حلول لها، وأهمها وصول الصناديق والعبوات البلاستيكية والخشبية متأخرة وغير منتظمة فضلاً عن نوعيتها السيئة والتأخر في تسديد قيمة المحاصيل الذي غالباً ما يمتد إلى ما يقارب العام.
في الوقت الذي يصر الفلاحون في ريف دمشق على إيجاد أسواق داخلية وخارجية لتصريف إنتاجهم من الفواكه ومكافحة العيوب التسويقية الكثيرة التي تحمّل الفلاح نفقات باهظة وأعباء ثقيلة، وهذه مطالب محقّة لتمكين الفلاح من رفع إنتاجه وتسويقه، بالتوازي مع تأمين أسعار منافسة بالنسبة إلى المزارع والمستهلك على حد سواء شرط وضع خطة مستقرة لاستيعاب الإنتاج، في وقت تتعالى فيه الأصوات مطالبة بمكافحة الصقيع والحشرات التي تضرّ بالمحصول، وإعادة النظر بأسعار مادتي المازوت والزيت والأدوية الزراعية التي تعدّ جزءاً أساسياً من عملية الإنتاج التي يتوقف عليها تحقيق الربح للمنتجين والنفع والفائدة للمستهلكين والاقتصاد الوطني.
وأمام الجهد والتعب ترى شريحة الفلاحين أن هناك حاجة لإعداد دراسات للسوق والمستهلك لتذليل الصعوبات المتعددة في تسويق الإنتاج الزراعي من التفاح وغيره، وإيجاد مراكز متطورة للفرز والتوضيب قادرة على فرز منتجات الخضار والفواكه حسب الاحتياجات ومتطلبات الأسواق الخارجية وضرورة توفير الوقاية الزراعية في حينها، وأن تكون الوقاية الزراعية كافية ومتوفرة والأسعار مقبولة للوصول إلى إنتاج وفير ومضمون.
دمشق – عبد الرحمن جاويش