95 مسلّحاً يسلّمون أنفسهم في حمص القديمة العثور على معمل لتصنيع العبوات الناسفة في حوش عرب.. والتصدي لمحاولة تسلل إلى وادي السايح
بعد أن أدركوا أنهم كانوا مخطئين بحق أنفسهم ووطنهم يواصل أبناء الوطن ممن غرر بهم، أو أجبروا على حمل السلاح تسليم أنفسهم إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم وليساهموا في حماية وطنهم وإعادة بنائه من جديد، حيث بادر عشرات المسلحين في حمص أمس إلى تسليم أنفسهم بجهود من لجان المصالحة الوطنية.. في وقت تواصل وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة مهمتها الوطنية في ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وعثرت على معمل للعبوات الناسفة وإطارات سيارات مفخخة في بلدة حوش عرب بمنطقة القلمون، وتصدت وحدات أخرى لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة التسلل في حي وادي السايح في حمص وأوقعت أفرادها قتلى، وألحقت خسائر كبيرة بتجمعات الإرهابيين وآلياتهم وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين في حلب ودرعا..
في هذه الأثناء أكد مصدر عسكري أنه لم تتحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش العربي السوري باتجاه الحدود الأردنية وبالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع للجيش العربي السوري.
وكان التلفزيون الأردني ذكر أن طائرات أردنية دمّرت عدداً من الآليات المموهة حاولت اجتياز الحدود من سورية إلى الأردن، فيما زعمت بعض وسائل الإعلام أن هذه الآليات تابعة للجيش السوري.
وفي وقت لاحق أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن الآليات التي دمرها سلاح الجو الأردني أثناء محاولتها التسلل إلى داخل الأراضي الأردنية هي سيارات دفع رباعي تختلف عن الآليات التي تستخدمها الجيوش النظامية، مبيناً أنه يعتقد حسب الخبرة في هذا المجال أنها تحمل سلاحاً أو مخدرات.
وقال المومني في اتصال مع قناة بي بي سي: إن القوات الأردنية المسلحة رصدت عدداً من الآليات كانت تحاول التسلل إلى الأراضي الأردنية عبر منطقة جغرافية صعبة ما أدى إلى الاستعانة بسلاح الجو وتدمير هذه الآليات بعد تحذيرها، مبيناً أن الآليات لا تزال موجودة في المنطقة الفاصلة بين الحدود بين البلدين ولا نعرف ما بداخلها وإن كنا نعتقد حسب خبرتنا أنها تحمل أسلحة أو مخدرات.
ميدانياً، عثرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أمس على معمل للعبوات الناسفة وإطارات سيارات مفخخة قرب خزان للمياه في بلدة حوش عرب بمنطقة القلمون وقامت وحدات الهندسة بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في شوارع البلدة ومنازلها وبالقرب من أعمدة التيار الكهربائي، كما تم العثور على مشفى ميداني قرب مبنى البلدية يحتوي غرفة عمليات كاملة وكميات كبيرة من الأدوية الطبية ذات مصدر لبناني وسعودي وأخرى مسروقة.
وفي حمص وريفها تصدت وحدات من الجيش لمجموعات إرهابية مسلحة التسلل في حي وادي السايح بمدينة حمص وأوقعت أفرادها قتلى ومصابين، وكبّدت وحدات أخرى الإرهابيين خسائر بالعتاد وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين في القصور والخالدية والقرابيص وباب السباع وبساتين الوعر.
واستهدفت وحدات من بواسل جيشنا تجمعات الإرهابيين في تل السناسل بالرستن وفي كراج الدرويش والتلة بتلبيسة وفي الغنطو والخالدية والدار الكبيرة وعين حسين والقبان بريف حمص وحققت في صفوفهم إصابات مؤكدة.
إلى ذلك قضت وحدات من الجيش على أعداد من الإرهابيين في جبل النسر ومنطقة الخرافة ودمرت مستودعات للأسلحة والذخائر في ترتياح والقصب بريف اللاذقية الشمالي. وأفاد مصدر عسكري بأن وحدة من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني بسطت سيطرتها على السفوح الغربية للمرتفع /1017/ في منطقة عين تشالما.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين في محيط السجن المركزي وكفرحوت واورم وبابيص والشيخ سعيد والعامرية والمنصورة والليرمون ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد من الإرهابيين وتدمير عدد من الآليات بمن فيها في دارة عزة وكفرحمرة ومحيط المدينة الصناعية.
وفي درعا استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة مجموعات إرهابية مسلحة جنوب شرق القصر بالنعيمة وفي بلدات أم ولد والمسيفرة وعتمان ونوى وداعل واليادودة بريف درعا وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم. وأوقعت وحدات أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في حديقة حي الأربعين وشرق دوار المصري وأردت قناصاً في محيط جامع بلال بالمدينة.
كما أحبطت وحدات من الجيش محاولتي تسلل إرهابيين من الغابة الوطنية إلى تسيل بنوى ومن اتجاه جامع بلال بمدينة درعا وأوقعت أعداداً منهم قتلى و مصابين.
وفي ريف إدلب أوقعت وحدات من الجيش أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في محيط كل من سرمين وجبل الأربعين وأم جرين ومنطف وطلب، وأحبطت وحدة أخرى محاولة مجموعة إرهابية التسلل باتجاه مطار أبو الظهور وقضت على عدد من أفرادها ودمرت أدوات إجرامها.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية
من جهة أخرى استشهد مواطن وأصيب طفلاه بجروح بالغة ووقعت أضرار مادية جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون على مدينة محردة بريف حماة.
كما أصيبت مواطنة جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على أحياء في مدينة جرمانا وكشكول بريف دمشق. وأصيب أربعة مواطنين جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على منطقتي بستان الدور وشرقي التجارة.
وفي حمص أصيب مواطن ووقعت أضرار مادية جراء سقوط قذيفتي هاون أطلقهما إرهابيون قرب الفرن بحي الملعب.
في الأثناء سلم 36 مسلحاً أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة في جب الجندلي وأحياء حمص القديمة. إلى ذلك سويت أوضاع 59 شخصاً من أحياء الخضر والإنشاءات وكرم الشامي بمدينة حمص وقرى المخرم التحتاني وبرابو والفايزية والعزيزة بريف المحافظة بعد أن قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة وذلك بجهود لجان اللقاء الوطني وقيادة فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي. وأعرب الأشخاص الذين تمت تسوية أوضاعهم عن شكرهم وامتنانهم لما تقوم به الجهات المختصة من تسويات تتيح لهم العودة إلى حياتهم الطبيعية وممارسة أعمالهم المختلفة.
تأبين شهداء قناة المنار في دمشق
وفي تصريح للصحفيين خلال مراسم تأبين شهداء المنار بارك رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام لقناة المنار بشهدائها الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء الكلمة التي كانوا يقولونها بكل صدق وموضوعية وجرأة، ولفت الى أن قناة المنار أثبتت مصداقيتها وأعطت للعالم صورة الإسلام الحقيقي والمقاومة الوطنية التي تتعزز وتترسخ يوماً بعد يوم، مشيراً الى أن الإرهابيين يستهدفون الصدق والمصداقية.
وأكد وزير الإعلام عمران الزعبي أننا “نتلقى التبريكات لا العزاء بشهداء قناة المنار ونؤمن أنهم ارتقوا من أجل قضية عادلة”، وقال: إن “التكفيريين والمشروع الصهيوني فريق وطرف واحد والنصر في المحصلة لنا وللمقاومة وللمشروع القومي النهضوي للشعوب في المنطقة”.
من جهتها أكدت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان خلال مراسم التأبين أن شهداء قناة المنار هم شهداء سورية وبارتقائهم سينيرون درب الحرية لهذه الامة التي لا درب فيها غير درب المقاومة، مبينة أن الجسد السياسى والإعلامي في سورية جاء ليتقبل التعازي بهؤلاء الشهداء الذين هم أكرم من في الدنيا وأنبل بنى البشر.
من جهته قال سماحة المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون في كلمة خلال المراسم: إن قناة المنار كانت منارة للحقيقة منذ اليوم الذي بدأت فيه وحتى اليوم، ومراسلوها ذهبوا لينقلوا الصورة من معلولا التي تتحدث لغة السيد المسيح لأنهم أصحاب رسالة.
من جهته أكد رئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد أن استشهاد ثلاثة إعلاميين من قناة المنار على أرض سورية وعلى أرض بلدة معلولا يمثل حالة وجدانية لأنهم قدّموا دماءهم الزكية على هذه الأرض الطاهرة، ووصف الشهداء بالمقاومين لأنهم كانوا يقاتلون بالكلمة، لافتاً الى أن قناة المنار ستبقى مشعلاً الى جانب الإعلام السوري وأن جميع السوريين يدعمونهم.
حضر مراسم التأبين عدد من الوزراء ومن أعضاء مجلس الشعب وعدد من القيادات الحزبية والعسكرية ومديرو ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين وحشد من الإعلاميين والمعزين.
وفي بيان أدان اتحاد الكتّاب العرب بأشد العبارات الجريمة الإرهابية التي اقترفتها المجموعات التكفيرية المسلحة بحق طاقم قناة المنار “التي تشكل منبراً حراً يظهر الحقائق والوقائع ويفضح جرائم الإرهابيين المتواصلة، واعتبر استهداف الإعلاميين، الذي أدى الى استشهاد المراسل حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه والمصور محمد منتش، “جريمة مروّعة بحق الشرفاء والأحرار ومحاولة يائسة لإسكات صوت الحق وتغييب الكلمة الحرة والرأي الصادق والموقف الوطني الملتزم”.
الخارجية: الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهاب
سياسياً، قال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين: اعتمد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم المنعقد هذا الأسبوع في لوكسمبورغ جملة من المواقف حول الأوضاع في سورية تشكل في مجملها استمراراً للسياسة العدوانية التي سار الاتحاد الأوروبي عليها منذ بدء الأحداث في سورية وهي سياسة جعلت منه شريكاً في الحرب التي تستهدف سورية دولة وشعباً ومؤسسات.
وأضاف الناطق في تصريح له: إنه وانطلاقاً من العقلية الاستعمارية المتأصلة عند بعض الدول الأوروبية نصب الاتحاد الأوروبي نفسه ولياً على الشؤون السورية من خلال معارضته لإجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها متجاهلاً أن مثل هذه المواقف المرفوضة هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية السورية واعتداء على حقوق الشعب السوري صاحب الولاية الدستورية والسياسية في تقرير مستقبله وهي ولاية حصرية غير قابلة للمساومة، وتابع: إن الشعب السوري الذي يرفض محاولات التدخل في شؤونه وفرض الوصاية عليه متمسك أكثر من أي وقت مضى بسيادته واستقلاله وهو يرفض النفاق السياسي والأخلاقي الذي يمارسه الاتحاد الأوروبي والذي يتجلى بأبشع صوره بمساعي المتاجرة بمعاناة الشعب السوري الإنسانية في الوقت الذي يعلن فيه الاتحاد الأوروبي عزمه على تشديد الإجراءات العقابية الأحادية غير المشروعة المفروضة على سورية رغم الأضرار التي تلحقها بالأوضاع المعيشية للمواطنين السوريين إضافة إلى استمرار بعض الموتورين داخل الاتحاد الأوروبي في سياستهم الداعمة بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية والسياسية للمجموعات المسلحة المسؤولة أساساً عن نشوء وتفاقم الاحتياجات الإنسانية في العديد من المناطق السورية وكذلك تشريعها لسرقة ثروات الشعب السوري خلافاً لقواعد القانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بتمويل الإرهاب ومكافحته، وقال: إن الادعاء بدعم الحل السياسي في سورية يتناقض مع محاولات قلب الحقائق وتزوير الوقائع عبر تحميل الحكومة السورية المسؤولية عن فشل جولتي التفاوض في جنيف خلافاً لمجريات الأمور خلال المحادثات ويتناقض مع المحاولات البائسة لمصادرة مسار العملية السياسية عبر تحريف بيان جنيف الذي أكد ضرورة أن تكون هذه العملية بقيادة سورية وبشكل تحترم فيه خيارات الشعب السوري ومؤسسات الدولة ودستور البلاد.
وختم الناطق بالقول: إن وزارة الخارجية والمغتربين تؤكد أن ابتعاد الاتحاد الأوروبي عن هذا النهج الخاطئ الذي اتبعه في مقاربته للأوضاع في سورية وضرورة التوقف عن دعم الإرهاب والامتناع عن فرض الإجراءات العقابية الأحادية المخالفة للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة هو الكفيل بتقديم دعم حقيقي للعمل السياسي واحترام مصالح الشعب السوري.
من جانبه أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن ما تشهده سورية من أحداث عبر ثلاث سنوات ونيف هي حرب تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى غير الديمقراطية في المنطقة ضدها وهذا يشمل السعودية وتركيا وإسرائيل التي تقدم الأسلحة لمجموعات إرهابية على غرار القاعدة وجبهة النصرة. واعتبر نائب وزير الخارجية والمغتربين في حديث لصحيفة فوليا دي سان باولو البرازيلية أنه حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي أن عليه إعادة تقييمه لما تشهده سورية ليعلم أنه يحتاج إلى الثقة بالدولة السورية وليس بالإرهابيين. وقال: إن الولايات المتحدة تريد من خلال هذه الحرب ضد سورية استسلام آخر دولة في الشرق الأوسط تطالب بالحل العادل للصراع العربي الإسرائيلي وتغيير طبيعة التحالفات في المنطقة.
وحول تركيبة المجموعات التي تقاتل ضد الدولة السورية قال المقداد إنهم مجرمون ومهربون إنهم الأشخاص الذين يمكن شراؤهم بملايين الدولارات المرسلة من السعودية وحكومات الغرب ..إنهم إرهابيون مسلحون يريدون إقامة إماراتهم والعيش في الماضي على حساب الدولة السورية العلمانية التي عملت على استقرار المنطقة منذ عصور، محملاً الأطراف الخارجية الداعمة للإرهابيين المسؤولية عن تعطيل الوصول لحل سياسي للأزمة في سورية وقال “إن هؤلاء الذين يريدون السيطرة على سورية لم يعطوا الفرصة للحل السياسي.
إلى ذلك دعت روسيا المعارضة السورية إلى الابتعاد الحازم عن الإرهابيين والمتطرفين مجددة تأكيدها أنه لا بديل لحل الأزمة في سورية بطرق سياسية ودبلوماسية.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط مع وفد “للمعارضة السورية” في موسكو أمس تم فيها بحث آفاق استئناف مباحثات جنيف حول سورية. ونقل موقع روسيا اليوم عن الخارجية الروسية قولها في بيان بعد انتهاء اللقاء إنه جرى تبادل الآراء حول تطور الأحداث في سورية وكذلك آفاق استئناف المحادثات السورية في جنيف مضيفة إن الجانب الروسي لفت أنظار “المعارضة السورية” إلى غياب أي بديل لتسوية الأزمة السورية بطرق سياسية ودبلوماسية وضرورة ابتعادها الحازم عن الإرهابيين والمسلحين.