نقطة ساخنة مثبّط حركي..!؟
تدعو حالة الركود والخمول الحركي التي تحوّلت إلى سمة عامة اكتسبتها مظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية في بلدنا خلال الأزمة إلى الذهول، رغم أن هذه الحالة لا يمكن سحبها على مختلف مكوّنات المجتمع، على اعتبار أن هناك استثناءات تمثل العصب الحركي الذي لا يزال ينبض بالحياة ويضخّ الدم إلى الشرايين.
وانطلاقاً من أن حال العباد من حال البلاد اكتسبت تفاصيل الحياة اليومية هذا الملمح، ليس بسبب الأزمة فقط، وإنما بسبب ضعف أغلب المسؤولين التنفيذيين بمن فيهم بعض الوزراء، وبدل أن يكون هؤلاء المسؤولون التنفيذيون في قمة نشاطهم بناء على أن الأزمة لها تبعات هائلة تفتح معها جبهات عمل ضخمة، تحوّلت إلى “مبرر” تقاعس فَرَزَ مثبّطاً حركياً مزمناً.
في المقلب الآخر هناك مسؤولون تنفيذيون على مستوى وزراء ومديرين “يشكلون خلية عمل” ونلمح أنشطتهم أينما اتجهنا وفق المتاح، ولا نستطيع رغم “قلة الثقة” التي نشرها غيرهم، إلا الاعتراف بأنهم “رواد” ومقدامون ولا يتركون فرصة إلا استفادوا منها وجيّروها لمصلحة البلد، وإن لم تنجح يكفِهم شرف المحاولة، في حين يرتع القاعدون في امتيازاتهم التي لم تقترب منها الأزمة، ويضعون ما هو مطلوب منهم على الرف، فقد تحوّلت مكاتبهم إلى علاقات عامة فقط لتمرير ما لم يمرّر لهم قبل وصولهم إلى الكرسي، أما عملهم فتمّت تنحيته إلى آخر القائمة والتفعيل بحدوده الدنيا.
وما يدعو إلى الاستهجان والاستغراب أن بعض الوزراء أو المديرين حالياً لا يجدون ما ينشطون فيه سوى العمل الإداري، وهل يعقل أن يكون هناك حتى الآن مواطن سوري لم يدرك كارثية الأوضاع التي وصل إليها معظم القطاعات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية وغيرها، وهول التحديات القائمة والقادمة التي يمكن التأسيس لحلحلة عقدها منذ الآن، فكيف بهؤلاء المسؤولين الذين يرحِّلون المشكلات ويكتفون بالسقوف الدنيا للعمل على مبدأ “أنا ومن بعدي الطوفان” بعد أن سطَّرها معظمهم كشعار لمرحلة تنصيبهم.
وللعلم هناك وزراء ومديرون لم يسجّل لهم منذ بداية العام الحالي أيُّ نشاط يذكر، رغم الاختناقات التي وصلت إلى حدّ الإغماء في قطاعاتهم، ولم نلمحهم إلا في مناسبات للاستعراض، لكن للأمانة “للإعلام من جهدهم نصيب”، فهو على رأس أولوياتهم وخاصة الكاميرات التلفزيونية التي تسجّل مواقفهم للذكرى فقط وليس للتاريخ!.
سامية يوسف
samiay@gmail.com