21 شهيداً وعشرات الجرحى جراء اعتداءات إرهابية على دمشق وحلب قواتنا المسلحة تحيي ذكرى الجلاء: تلهب جذوة النضال للذود عن العرض وبذل التضحيات في سبيل الاستقلال الوطني
على وقع الانتصارات اللافتة التي يحققها أبطال جيشنا الميامين على عصابات الغدر والإجرام احتفلت جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة بعيد الجلاء لتكون المناسبة تجديداً لرفض محاولات التدخل في شؤونهم والتمسك أكثر من أي وقت مضى بسيادة بلدهم واستقلاله، وتأكيداً على مواصلة النضال حتى دحر الإرهاب عن أرض الوطن.
بالأمس واصلت وحدات من جيشنا الباسل مهمتها الوطنية في ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وسجلت خلال سلسلة عمليات نوعية اتسمت بالسرعة والدقة تقدماً في أكثر من منطقة وعلى عدة محاور حيث واصلت تقدمها في أحياء حمص القديمة، وأوقعت العديد من الإرهابيين قتلى بعضهم مما يسمى “الجبهة الإسلامية” ودمرت لهم آليات وأسلحة وذخيرة متنوعة في الغوطة الشرقية والريف الشمالي والغربي لدمشق، ودمرت أوكاراً لمتزعمي المجموعات الإرهابية وقضت على أعداد منهم في ريفي اللاذقية وإدلب. وخاضت وحدات أخرى اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية مسلحة في منطقة الراموسة بحلب وتمكنت من دحرها على عدة محاور.
وفيما واصل أبناء الوطن ممن غرر بهم تسليم أنفسهم إلى الجهات المختصة حيث سلم 57 مسلحاً أنفسهم في حمص القديمة، تابعت عصابات الغدر والتكفير الوهابي مسلسل إجرامها باستهداف المواطنين الأبرياء وأدت سلسلة اعتداءات إرهابية جبانة على دمشق وحلب إلى سقوط 21 شهيداً وعشرات الجرحى وأضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
وفي التفاصيل، احتفلت قواتنا المسلحة الباسلة أمس بالذكرى 68 لجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن في ملحمة تاريخية كبرى صنعتها بطولات مجاهدينا وتضحياتهم الجسام عبر عروض وتدريبات عسكرية ورياضية.
وألقى قادة الوحدات ومديرو المنشآت العسكرية بهذه المناسبة كلمات نوهوا فيها إلى أن ذكرى الجلاء لا تزال حية خالدة في وجدان شرفاء الأمة وأحرارها تلهب جذوة النضال للذود عن العرض وبذل المزيد من التضحيات في سبيل العزة والكرامة والاستقلال الوطني.
وأشاروا إلى أن ذكرى الجلاء تأتي اليوم ووطننا يتعرض لعدوان سافر تشنه دول الاستعمار القديم الجديد عبر محاولة يائسة لتقسيم سورية وتفتيتها لدويلات إثنية وطائفية للسيطرة على المنطقة وخيراتها، مؤكدين أن الشعب السوري الذي دحر المستعمر الفرنسي في الماضي يواصل اليوم دحر عملائه المأجورين في الداخل عبر تمسكه بوحدته الوطنية وتلاحمه مع قيادته الحكيمة وجيشه الباسل الذي يحقق الانتصار تلو الانتصار في القضاء على الإرهابيين أينما وجدوا.
وفي ختام كلماتهم عاهد قادة الوحدات ومديرو المنشآت العسكرية أبناء الشعب على مواصلة مهامهم الوطنية في ملاحقة فلول العصابات الإجرامية التكفيرية حتى القضاء عليها ليكون الجلاء الجديد انتصاراً على مرتزقة الاستعمار القديم.
ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدمها في أحياء حمص القديمة في إطار سعيها لتخليص المدينة من إجرام الإرهابيين وسيطرت على عدة مبان في أحياء باب هود والحميدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص ودمرت وكراً لمتزعمي المجموعات الإرهابية بمن فيه ومستودعاً للذخيرة، وأوقعت وحدات أخرى إرهابيين قتلى ومصابين في قرى وبلدات الدار الكبيرة والغنطو وعين حسين وأبو حواديت وجرود البريج وتلبيسة وسلام شرقي والوضيحي والتدمرية والرستن في ريف المحافظة، وتصدت لمجموعة إرهابية في الدار الكبيرة كانت تستهدف المواطنين بقذائف الهاون وحققت في صفوفها إصابات مباشرة. في وقت تصدت فيه عناصر حماية معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى شرق حمص في موقع جباب حمد لمحاولة مجموعة إرهابية مسلحة الاعتداء على المعمل وأوقعوا أكثر من 20 إرهابياً قتلى وصادروا كمية من الأسلحة والذخيرة وسيارتين. وتم تفكيك 12 عبوة ناسفة تتراوح أوزانها بين 30 و40 كيلوغراماً في إحدى المزارع القريبة من طريق تدمر دمشق في منطقة العباسية.
وفي ريف دمشق تم تدمير عربة بما فيها من أسلحة ومقتل عدد من الإرهابيين عند بلدة القباضة بينما تم القضاء على آخرين في بلدة المحبة في سهل رنكوس كما تم إيقاع معظم أفراد مجموعة إرهابية مسلحة قتلى في الحارة الغربية للزبداني من بينهم بهاء عصفور وعبدو علوش.
وفي الغوطة الشرقية دكت وحدات من الجيش أوكاراً للإرهابيين ودمرت كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة في المزارع الشمالية لبلدة المليحة وفي محيط شركة تاميكو لصناعة الأدوية وأردت إرهابيين قتلى ومصابين بعضهم من جنسيات غير سورية ترافق ذلك مع عدة عمليات في مزارع عين ترما وزبدين الى الشمال والشرق من المليحة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين ومن بين القتلى محفوظ الشاغوري ومحمد شحادة.
إلى ذلك تم تدمير أوكار وتجمعات للإرهابيين بما فيها من أسلحة وعتاد حربي في مزارع عالية وتل كردي بمنطقة دوما ومقتل العديد منهم من بينهم مروان حاج علي وعبد الله طه في حين تم إيقاع مجموعة إرهابية مسلحة مما يسمى الجبهة الإسلامية مع متزعمها محمد بكرية قتلى في منطقة عدرا البلد.
وفي درعا وريفها أوقعت وحدات من الجيش قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين في كل من كفربلاتا وسرمين ومحيط السجن المركزي بريف المحافظة ودمرت أدوات إجرامهم. فيما دمرت وحدة أخرى آليات للمجموعات الإرهابية المسلحة على طريق إدلب حلب وأوقعت جميع أفرادها قتلى ومصابين.
وفي ريف ادلب قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على إرهابيين وأصابت آخرين في قريتي منيزل ونحلة ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وفي ريف اللاذقية الشمالي أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في قرى وبلدات الزويك وعين الدلبة وجبل اللوز وخان الجوز وبرج القصب ومحمية الفرلق ومخفر النبعين ومجمع دبسة وبرج سيرياتيل.
وتم تدمير آليات للإرهابيين مزودة برشاشات ثقيلة وإن من بين الإرهابيين القتلى متزعم جبهة النصرة بادلب ومتزعمي ما يسمى كتائب أحفاد عائشة وأهل الرباط.
وفي حلب وريفها أردت وحدات من الجيش إرهابيين قتلى ومصابين في أحياء الليرمون والشيخ سعيد والعامرية والراشدين وبعيدين والصاخور ودمرت أسلحة وذخيرة بحوزتهم. وقضت وحدات أخرى على إرهابيين وأصابت آخرين في قرى وبلدات أورم والمنصورة وخان العسل وخان طومان والأتارب والشويحنة وقبتان الجبل وقدراة ومحيط جامعة الخليج والراموسة وكويرس وجديدة وعربيد وحميمة والمنطقة الصناعية ودمرت عدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة.
وخاضت وحدات من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني اشتباكات عنيفة مع مجموعات إرهابية مسلحة في منطقة الراموسة بحلب وتمكنت من دحرها على عدة محاور بعد تكبيدها خسائر فادحة تمهيداً لتأمين الطريق العام. فيما أحبطت وحدة من الجيش والدفاع الوطني محاولة مجموعات إرهابية مسلحة التسلل إلى ثكنة هنانو بحلب إثر تفجيرها ثلاثة أنفاق في محيط الثكنة وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين.
في هذه الأثناء استهدفت وحدة من الجيش العربي السوري تجمعات الإرهابيين في مبنى الخدمات الفنية في الليرمون وقضت على أعداد كبيرة منهم. ودمرت وحدات من الجيش نفقاً في منطقة السكري كان الإرهابيون يستخدمونه كمقر لعملياتهم وقضت على كل من بداخله.
وفي دير الزور أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في أحياء الرشدية والجبيلة والعرفي ونزلة الرديسات بمدينة دير الزور بعضهم من جنسيات عربية ومن بين الإرهابيين القتلى اليمني هارون الشباري والفلسطيني ميلاد العويد والإرهابي ياسر يوسف الحمود وأحمد صالح شحادة وأيمن الحربي وأحمد جاويش وعمار شلاش.
وفي ريف المحافظة استهدفت وحدة من الجيش مجموعة إرهابية في قرية حطلة وأردت معظم أفرادها قتلى من بينهم أحد متزعمي جبهة النصرة في دير الزور فراس الحنادة كما دكت وحدة أخرى من جيشنا الباسل تجمعاً للإرهابيين في قرية المريعية وأردتهم بين قتيل ومصاب ومن الإرهابيين القتلى أحمد مطر وعزو الجلوي.
تسوية أوضاع 57 مسلحاً
وسوت الجهات المختصة في حمص أمس أوضاع 57 مسلحاً ممن تم إخراجهم من حمص القديمة بعد التعهد بعدم القيام بأي عمل يضر بأمن الوطن.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي أن عمليات التسوية بالمحافظة مستمرة في إطار جهود الدولة لإعادة المغرر بهم إلى حياتهم الطبيعية لافتاً إلى تزايد الرغبة لدى الشباب ممن ضلوا الطريق للعودة إلى حضن الوطن وإلقاء السلاح للمساهمة في بناء الوطن وإعماره.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية
من جهة أخرى استشهد 21 مواطناً بينهم طفلان وأصيب 80 آخرون جراء اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على عدد من الأحياء بمدينة حلب. وذكر مصدر في محافظة حلب أن إرهابيين استهدفوا أحياء السليمانية والميدان وميسلون السكنية بمدينة حلب بقذائف صاروخية ما أدى إلى استشهاد 21 مواطناً وإصابة 80 آخرين بجروح حالة بعضهم خطرة وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين.
واستشهد مواطن وأصيب خمسة آخرون بينهم أطفال جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون على أحياء باب شرقي والمزة /86/ مدرسة والعباسيين بدمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن قذيفة هاون سقطت عند معمل الألبان والأجبان في حي باب شرقي ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر وإلحاق أضرار مادية في المكان. وأضاف أن مواطناً وزوجته وطفلتيهما أصيبوا بشظايا قذيفة هاون سقطت قرب مطعم الزين بحي المزة 86 مدرسة ولحقت أضرار مادية جراء سقوط قذيفة ثانية قرب فرن السعادة في الحي ذاته كما وقعت أضرار مادية جراء سقوط قذيفة هاون خلف ملعب العباسيين.
وفي حمص أصيب 7 مواطنين ووقعت أضرار مادية جراء اعتداءات إرهابية بقذيفة صاروخية وقذائف هاون على أحياء النزهة والمضابع وجب الجندلي.
زاسبكين: حل سياسي للأزمة
سياسياً، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن الموقف الروسي ثابت بشأن الحل السياسي للأزمة في سورية عن طريق مواصلة المحادثات في إطار مؤتمر جنيف، مشيراً إلى أن الجولة الثالثة من المحادثات يجب أن تكون مرحلة أخرى بعد جنيف 2.
وقال زاسبكين في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد إن لدى روسيا نفس النهج الذي لا يتغير بالنسبة للحل السياسي في سورية وكذلك المواضيع المطروحة في هذا الحل هي نفسها وتتمثل في تطبيق بيان جنيف، لافتاً إلى أنه “من الضروري معالجة بعض النواقص التي ظهرت سابقاً كتوسيع مشاركة “المعارضة السورية” لأنه لا يوجد حتى الآن تمثيل للمعارضة الوطنية الداخلية فيما يقتصر الأمر على تمثيل “المعارضة الخارجية” التي تمثل جزءاً بسيطاً فقط من “المعارضة” في سورية.
وفي طهران حذر حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية من أن التطرف والإرهاب والفتن المذهبية تهدد أمن المنطقة والعالم في الوقت الراهن لافتاً إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب المقيتة ستستفيد منهما جميع دول المنطقة. وقال عبد اللهيان في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية ارنا إن إيران ترحب بالتعاون الجماعي الشامل مع دول منطقة الخليج، مشدداً على أن إيران شريك قوي وموضع ثقة لجميع دول الجوار.