رغم ضجيج داعمي الإرهاب.. سورية تمضي في تعزيز استقلالية قرارها السياسي والسيادي المحكمة الدستورية العليا جاهزة لاستقبال طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية
رغم الضجيج الذي افتعلته الدول المشاركة في الحرب الإرهابية على سورية، ممثلة بأمريكا وبريطانيا وفرنسا، والضخ الإعلامي الهائل الذي تزامن مع إعلان مجلس الشعب السوري فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فإن سورية ماضية في إنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة بما يحقق آمال وتطلعات شعبها ويعكس في الآن ذاته ملامح انتصار سورية بشعبها وجيشها وقيادتها على الحرب الكبرى التي شنت ضدها، وإصرارها حكومة وشعباً على تفويت الفرصة مرة أخرى على من يضمرون الشر وينصبون الفخاخ والمكائد لها للنيل من سيادتها واستقلالية قرارها.
لقد سعت الدول المشاركة في سفك الدم السوري، وبعد كل خطوة إصلاحية أو مبادرة مصالحة وطنية، إلى التشكيك بصدقيتها ونزاهتها، وهذا حصل عند الاستفتاء على الدستور الجديد والذي يعد من أفضل دساتير العالم، وحدث الأمر ذاته عندما دعت الحكومة السورية إلى حوار وطني شامل تحت سقف الوطن يقرر مستقبل سورية السياسي، وقتها تدخلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، داعية المسلحين إلى رفض رمي السلاح والاستمرار في القتال ضد الجيش السوري.. جملة ذلك كان في محاولة منهم للحصول على مكاسب سياسية عجزوا عن تحقيقها في ميدان المواجهة.
إن ما تريده أمريكا وحلفاؤها من محاولة تعطيل الانتخابات الرئاسية هو الوصول إلى مرحلة الفراغ في منصب الرئاسة ليعيدوا الملف السوري إلى مجلس الأمن كمقدمة لوضع سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يتيح للدول الكبرى التدخل العسكري المباشر، وهذا ما لا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل به الشعب والدولة السورية الذين دفعوا ثمناً باهظاً للحفاظ على وحدة وطنهم واستقلالية قراره وهم ماضون في إنجاز الاستحقاقات الدستورية ضمن المهل التي حددها الدستور، وبالتالي إنجاز الاستحقاق الرئاسي هو دليل على “أن الشعب السوري مصمم على الحياة والبقاء وبناء دولته الحديثة المتطورة”.
بالأمس أكد رئيس المحكمة الدستورية العليا القاضي عدنان زريق أن المحكمة جاهزة لاستقبال طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ضمن المهلة المحددة قانونياً.
وبحسب قانون الانتخابات العامة رقم 5 يعد باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية مفتوحاً من اليوم التالي للدعوة إلى فتح باب الترشح.
وكان رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أعلن عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في سورية تطبيقاً لأحكام الدستور الجديد الذي أقره الشعب في استفتاء عام وختم بإرادته وموافقته عام 2012.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الوزراء خلال جلسة المجلس الأسبوعية أن قرار مجلس الشعب تحديد موعد انتخابات رئاسة الجمهورية دليل على أن الشعب السوري مصمم على الحياة والبقاء وبناء دولته الحديثة المتطورة، وقال: إن تحديد موعد الانتخابات يحمل مضامين تعزيز سيادة الدولة واستقلالية قرارها السياسي والسيادي تنفيذاً لمضامين الدستور وتأكيداً على أن الشعب السوري هو صاحب القرار الوحيد على أرضه وأنه لن يسمح لأي جهة بالتدخل في شؤونه الداخلية، وشدد على أن الشعب السوري يحارب الإرهاب بيد ويبني مستقبل سورية باليد الأخرى دون تدخل خارجي.
وفي سياق متصل شدد عدد من أعضاء مجلس الشعب خلال جلسة المجلس التي عقدت أمس أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر محطة مهمة في تاريخ سورية المعاصر ودليل انتصار الشعب السوري في حربه على المؤامرة الإرهابية الكونية التي تستهدف سورية ودورها العروبي والقومي.
ورأى عضو المجلس محمود دياب ضرورة مشاركة جميع أبناء الشعب السوري في انتخابات رئاسة الجمهورية وقطع الطريق على أعداء سورية وفكرهم الظلامي الحاقد على كل ما هو حضاري وإنساني، فالشعب السوري يجب ألا ينتظر إملاءات أو شهادات من أحد من أجل إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد.
واعتبر عضو المجلس عمر حمدو أن الاستحقاق الرئاسي يمثل أمل السوريين جميعاً ويشكل قاعدة أساسية على جميع الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في حين أشار عضو المجلس علي الشيخ إلى أن الشعب السوري وحده القادر على تحديد رئيسه القادم الذي استطاع حماية سورية والدفاع عنها ومواجهة جميع الضغوط الخارجية.
ولفت عضو المجلس حماد السعود إلى أن الشعب السوري يعيش الآن لحظة تاريخية لاختيار من يمثل طموحاته وتطلعاته وينسجم مع عراقة وتاريخ سورية ويكون قادراً على التمسك بنهج العروبة والقومية والوحدة الوطنية ورفض جميع أشكال التخلف والوقوف في مواجهة المشاريع الغربية والامبريالية والصهيوأمريكية ورفض التبعية والهزيمة.
ورأت عضو المجلس إيمان بابلي أن ممارسة الشعب السوري لحقه الانتخابي واجب وطني ومحطة وطنية تحتاج إلى الحكمة والعقلانية وعلى عاتقه اختيار المرشح القادر على بناء مستقبل سورية، في حين أشار عضو المجلس ماهر قاورما إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية في وقتها المقرر دليل قوة الدولة السورية وقدرتها على الصمود ومواجهة جميع التحديات الخارجية.
ورأى عضو المجلس اسكندر جرادة أن الاستحقاق الرئاسي القادم بانتخاب رئيس للجمهورية العربية السورية هو رد من الشعب السوري في وجه المؤامرة التي تحاك ضد وطننا، في حين اعتبر عضو المجلس ماهر الجاجة أن الانتخابات الرئاسية في سورية ستحدد مستقبل سورية ومصير المنطقة بأكملها، لذلك علينا بذل الجهود حتى تأتي نتائجها ملبية لتطلعات الشعب السوري الصامد.
إيران تعلن دعم إجراء الانتخابات الرئاسية
وفي طهران، أكد الدكتور علي أكبر ولايتي المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية دعم بلاده لإجراء الانتخابات الرئاسية في سورية وتعبير الشعب السوري عن إرادته عبر صناديق الاقتراع لاختيار رئيسه بشكل حر ومستقل، وقال: “إن إيران تقف دائماً مع ما يقرره الشعب السوري لبناء مستقبله”.
وأضاف الدكتور ولايتي خلال استقباله سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود: إن “الأصوات المعادية في الغرب والمنطقة للانتخابات الرئاسية السورية هي نفسها التي تدعم الإرهاب فيها وتنتهك كل الأعراف والمبادئ الأخلاقية والإنسانية من أجل إضعاف سورية ومحور المقاومة لصالح الكيان الصهيوني، وإن التصريحات الأمريكية والغربية والإقليمية تجاه الانتخابات في سورية هي جزء من الحرب النفسية التي تستهدفها منذ ثلاث سنوات ولن تنال من إرادة الشعب السوري”، ولفت إلى أن الدول التي تغذي الإرهاب في سورية تعيش مأزقاً حقيقياً على الصعيدين الميداني والسياسي نتيجة صمود الشعب السوري وتوحده في مواجهة الإرهاب، وقال: إن “سورية ستبقى مرفوعة الرأس بفضل تضحيات وصمود شعبها”، مضيفاً: إنه “رغم دعم الغرب وإسرائيل للمجموعات الإرهابية، إلا أنها لم تحقق أهدافها والعالم يقر بأن المعادلة هي لصالح الشعب السوري والدولة السورية”.
من جانبه أكد السفير محمود أن الشعب السوري اليوم يسير نحو مرحلة جديدة ترسم ملامحها الإنجازات الميدانية والسياسية والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري ودماء الشهداء في مواجهة هذه الحرب الإرهابية المستمرة منذ ثلاث سنوات.