ذهبنــا الأبيــض على طاولــة البحــث تحذيرات من اعتماد بذار القطن المهرب.. تترافق مع تأكيدات توفر المعتمد أصولاً

لم تخلُ ورشة العمل الخاصة بمناقشة البرنامج الإرشادي لتطوير زراعة القطن من الخوض بدقائق الأمور المتعلقة بهذا المحصول الاستراتيجي، وتناولها بجدية بعيداً عن التنظير، إذ أكد المشاركون بالورشة على ضرورة منع دخول بذار القطن المهربة، وتأمين مستلزمات الإنتاج، مشيرين إلى أن الحكومة تحاول إيجاد طرق لإيصالها إلى مراكزها في المحافظات، ووضع الخطط البديلة للزراعة في حال عدم القدرة على تنفيذ الخطة المقترحة.

الطبيعي وغير الطبيعي
خيّم هاجس بذار القطن المهرب على أجواء الورشة، إلا أن المهندس ركان العيسمي معاون مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار وحاول تبديد هذا الهاجس من خلال تأكيده على أن بذار القطن مؤمن، لكن المطلوب– حسب ما ذكر – هو وضع خطة مع الجهات ذات العلاقة لتأمين نقله إلى المحافظات المنتجة للقطن، وتأمين المحروقات اللازمة لسير العملية الإنتاجية، مشيراً إلى أن تجاوز أرقام الخطة بنسبة 5 – 10% هو أمر طبيعي.
في حين طلبت المهندسة هدى عبسة رئيسة قسم التقانة في الهيئة العامة للبحوث الزراعية تحديد المناطق التي تزرع البذار المهرب وتكثيف النشاطات الإرشادية لحثّ الفلاحين في هذه المناطق على استخدام البذار المعتمد، إلى جانب ضرورة إبراز أسباب ارتفاع الإنتاجية لدى بعض الفلاحين.

عضوي ولكن..
لم يكن القطن بمنأى عن توجه وزارة الزراعة نحو الزراعة العضوية، إذ بيّن المهندس فادي عبد الحميد من مديرية الإنتاج العضوي، أن إنتاج القطن العضوي  بتدأ الترويج له مع مديرية الإرشاد الزراعي وكان هناك مساحات لا بأس بها، علماً أن استمرار عملية الإنتاج العضوي تتطلب تأمين كافة مستلزمات الإنتاج العضوي، مشيراً إلى ارتفاع نسبة استخدام المبيدات في منطقة الغاب.

مواءمة
الوضع المائي ومدى مواءمته مع حيثيات العمل الزراعي كان حاضراً في الورشة، حيث أوضح المهندس جهاد كنعان مدير المكتب الفني في وزارة الموارد المائية أن الخطة الإنتاجية يتم وضعها بحسب المتوفر المائي، وكانت الأولوية هذا العام لاستكمال ري المحاصيل الشتوية، وعليه تتم وضع خطة زراعة المحاصيل الصيفية، والأمر متروك للجان المحلية في المحافظات لتقدير كميات المياه المتوفرة للمحاصيل الصيفية، حيث تقدم الحكومة كافة المستلزمات والخطط لكافة مناطق القطر على حدّ سواء، منوّهاً ببيانات الإرشاد الزراعي كونها الجهة الوحيدة القادرة على جمع هذه البيانات على نطاق واسع ومن خلال توزع الوحدات والمرشدين في المحافظات.

ما نُفذ وما سُلّم
المهندس أحمد قباني مدير الإنتاج النباتي قدم لمحة عن المساحات المنفذة بالقطن والكميات المسلّمة، إذ بلغت المساحة المزروعة/62339/ هكتاراً عام 2013، المسلّم منها /39534/ طناً، وذلك مقارنة بالعام 2009، حيث كانت المساحة المزروعة/163713/ هكتاراً والمسلّم منها / 628260/ طناً، ما يعني تراجعاً في المساحات المزروعة بالقطن مقارنة بين العامين المذكورين مقداره/ 101374/ هكتاراً، وكذلك تراجعاً في المسلّم من المحصول مقداره /588726 / طناً.

توصيات
وبهدف مواجهة  التغيرات الطارئة على واقع المساحات والإنتاج والمتطلبات التي يحتاجها ذهبنا الأبيض توصلت الورشة إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات الآنية، أبرزها تأمين المحروقات اللازمة للفلاحين من أجل إرواء حقولهم وتشغيل المحالج، وإيجاد مراكز أومخابر حيوية بديلة في الأماكن الآمنة لإنتاج الأعداء الحيوية، وتأمين مستلزمات الإنتاج بالموعد المناسب، إضافة إلى الدعوة لعقد اجتماع وتشكيل لجنة لدراسة موضوع مكافحة آفات القطن وتأمين المبيدات الحيوية /BT/ ومانعات الانسلاخ.

دمشق– حسن النابلسي