صيادلة سورية يطالبون بإلغاء خدمة الريف مؤقتاً الـهـلال: المنظمـات والنقـابـات ستبقى رديفـاً حقيقياً للحزب
دمشق-بسام عمار:
عقدت نقابة صيادلة سورية مؤتمرها السنوي تحت شعار “قدر سورية أن تصيبها الملمات ولكن قدرها أيضاً أن تكون عزيزة قوية مقاومة ومنتصرة” أمس في فندق الداماروز، وناقش الصيادلة التحديات التي تواجه المهنة في ظل الظروف الراهنة وسبل تجاوزها وتطوير العمل النقابي، ورفع المستوى الاقتصادي للصيدلي عبر إطلاق مشاريع استثمارية جديدة تدعم موارد النقابة وخزانة التقاعد.
الأمين القطري المساعد للحزب الرفيق هلال الهلال أكد أن المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ستبقى عنواناً لتطوّر الحزب وحيويته ورديفاً حقيقياً له، وستظل مؤتمراتها مصنعاً لرفدها بكوادر نقابية قادرة على العطاء والتميز واختباراً لقدراتها على البقاء والإنتاج، مضيفاً أن انعقاد المؤتمر ونحن نواجه أشرس مؤامرة حيكت ضد دولة لهو خير دليل على أننا قادرون على مواجهة كل التحديات والصعوبات، وعلى الإنتاج والتميّز وفي أصعب الظروف، وهو رسالة للغير بأننا شعب نعشق الحياة وأننا مصممون على إعادة بناء وطننا بأيدينا وخبراتنا الوطنية، فالآخرون يتآمرون ونحن نسقط مؤامراتهم ونجيّرها لتجاوز نقاط ضعفنا إن وجدت، وهذا هو قدرنا.
وقال الرفيق الهلال: إن القيادتين الحزبية والسياسية تقدران عالياً الدور الكبير الذي لعبته نقابة الصيادلة، كغيرها من النقابات المهنية خلال الفترة الماضية، حيث إن كوادرها لعبت دوراً كبيراً في إسقاط المؤامرة علينا، وساعدت في صمود البلاد من خلال تأمين حاجاتنا من الدواء، كما أن استمرارهم في عملهم وفتح مصانعهم وفر أموالاً كبيرة على الخزينة العامة، وأسقط الحصار المفروض على هذا القطاع، الذي كان من أوائل القطاعات المستهدفة، حيث خسر عشرات المعامل الدوائية وعدداً من كوادره المتميزين، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع وتوفير كل مستلزمات البقاء له ودعمه وتذليل الصعوبات التي تواجهه، وهذا الأمر مسؤولية الحكومة والنقابة معاً، وإعادة ترميم ما تمّ تخريبه وتدميره بعد التطور الكبير الذي شهده، حيث إن الصناعة الدوائية في سورية وصلت إلى مراحل متطورة جداً وغطت معظم احتياجاتنا ووصل الدواء السوري إلى عشرات دول العالم واستطاع المنافسة من حيث السعر والجودة.
ونوّه الأمين القطري المساعد إلى ضرورة أن يكون المؤتمر نقلة حقيقية في عمل النقابة لجهة مناقشة كل الموضوعات التي تهم الأعضاء، ومعالجة المشكلات والصعوبات بقدر عال من المسؤولية والشفافية، وأن يتمّ التركيز على نقاط الضعف لتجاوزها وتعزيز نقاط القوة وزيادتها، وإيجاد طرق وأساليب عمل جديدة للتخلص من الترهل والروتين في العمل، ومساعدة الزملاء الذين تضرروا من الأحداث الجارية، وزيادة التواصل مع الفروع والزملاء للوقوف على حالها، والمشاركة بالأنشطة والفعاليات، لأننا نريد أن يكون التنظيم النقابي يداً واحدة وقراراً واحداً، وبالوقت ذاته تعزيز موارد النقابة بمشاريع ذات قيمة اقتصادية عالية، وطرح خدمات جديدة تعزز من مكانة الصيدلي في المجتمع.
وشدد الرفيق الهلال على ضرورة أن تقوم النقابة بتشديد رقابتها على الأدوية المطروحة بالصيدليات وجودتها ومدى مطابقتها للمواصفات والسعر، وأن يكون لها دور كبير في تطوير الصناعة الدوائية من خلال إيجاد عقاقير جديدة نحتاج إليها وتسجيلها عالمياً لحمايتها، وتطوير الأنواع الموجودة، وتعزيز البحث العلمي الدوائي مع الجهات المعنية، وإقامة الندوات والمؤتمرات التي تزيد من خبرة الأعضاء، مؤكداً ضرورة أن تلعب النقابة من خلال انتشارها الكبير دوراً بشرح أبعاد المؤامرة والتعريف بأهمية الاستحقاقات الدستورية القادمة، ولاسيما الانتخابات الرئاسية، وضرورة المشاركة فيها، لأنها الاختبار الحقيقي لحرية قرارنا السياسي، وبنجاحها نكون قد أسقطنا المؤامرة علينا وأثبتنا للعالم بأننا شعب نعرف كيف نحافظ على بلدنا وأن نختار الرئيس الذي يلبي مصالحنا ويحمي حقوقنا.
وقارب الرفيق الهلال بين ما ترسله جامعاتنا ومنها كليات الصيدلة من خبرات وكوادر علمية إلى العالم وما يرسلونه لنا من إرهابيين، مشدداً على أن الجامعات السورية ومراكز أبحاثها ستظل تخرّج الكوادر العلمية المؤهلة، ولن يستطيع إرهاب العالم كله منعنا من بناء وطننا وسنظل ندعمها بكل ما تحتاجه من كوادر وبنى تحتية.
رئيس مكتب المنظمات والنقابات الرفيق عبد المعطي مشلب قال: نقابة الصيادلة من النقابات المهنية الهامة والتي لعبت دوراً كبيراً في تطوير القطاع الدوائي وتأمين احتياجاته، وقد استطاعت الارتقاء بعملها وتقديم الكثير من الخدمات لأعضائها، والمكتب على تواصل دائم معها، وقد استطعنا حل الكثير من الصعوبات وخلال الفترة القادمة سنعالج ما تبقى منها والتوصيات التي تنبثق عن المؤتمر.
وزير الصحة الدكتور سعد النايف قال: إن كل الطلبات المقدّمة من قبل الصيادلة مجابة وفق الأنظمة والقوانين، والوزارة مستعدة للتعاون مع أي مشروع يقدّم من قبل النقابة طالما أنه يخدم الصالح العام والصيادلة، مضيفاً: إن الجهود التي بذلت من قبل الصيادلة خلال الفترة الماضية كبيرة جداً وساهمت بتأمين الدواء وكسر الحصار المفروض على قطاع الصناعات الدوائية، مشيراً إلى أن القطاع الصحي قوي ومستقر ويؤدي مهامه رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها، كما أن الوزارة تواصل عمليات إعادة تأهيل بعض المؤسسات الصحية لتعود إلى الخدمة مجدداً، مشيراً إلى أن الوزارة أحدثت خلال الفترة الماضية عدداً من المشافي والمراكز الصحية في محافظات حلب والسويداء وريف دمشق لتخفف العبء الكبير الملقى على عاتق المؤسسات القائمة وتلبي الاحتياجات المتزايدة للمرضى.
نقيب الصيادلة الدكتور فارس الشعّار بيّن أن إحصائيات النقابة المركزية أظهرت أن 86 % من الصيادلة المزاولين يمارسون المهنة في صيدليات المجتمع، ومن المتوقع أن تزداد أعدادهم باطراد ملحوظ، ويأتي الصيادلة العاملون في الصناعة الدوائية بالمرتبة الثانية وبنسبة 4 %، والباقي يعملون في المؤسسات التعليمية والمكاتب العلمية ومستودعات الأدوية، وهذه الإحصاءات ترتب علينا كنقابة وضع خطط مستقبلية وتقديم الدراسات لتحسين واقع ومستقبل المهنة، من خلال وضع خارطة صيدلانية تراعي التطور الديموغرافي والاقتصادي، وتفعيل دور الصيدلي ورفع سويته المهنية ومكانته المجتمعية ودراسة وتحديث العديد من الأنظمة والتشريعات بما يتلاءم مع تطوّر المهنة وأدائها وإعطاء دور فاعل للنقابة.
ودعا الصيادلة إلى إلغاء خدمة الريف بشكل مؤقت مراعاة للظروف الراهنة، ورفع شريحة الربح للصيدلاني، ومساعدة الصيادلة المتضررين، وتأجيل الرسوم النقابية ولاسيما للصيادلة الجدد والمتضررين، وطالبوا بتشميلهم بمشروع التأمين الصحي وتحديث القوانين والأنظمة الخاصة بالعمل النقابي والتأكيد على دور النقابة المركزي في منح وسحب تراخيص الصيادلة في مختلف المنشآت الصحية، والعمل مع وزارة الصحة لمراقبة محلات التجميل التي تبيع الأدوية الهرمونية دون ضوابط أو خبرة علمية، ووضع لصاقة النقابة على كل الأدوية كونها تعطي الأمان لاستخدامها من قبل المواطنين وتمنع دخول الأدوية المزورة والمجهولة المنشأ.
بعد ذلك تم تقديم درع النقابة إلى السيد الرئيس بشار الأسد تسلمه الرفيق الهلال وتمّ تقديم دروع تقديرية للرفيق الهلال ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مكتب المنظمات والنقابات وتكريم عدد من الصيادلة المتميزين في العمل.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية والقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمناء فروع الحزب ورؤساء الاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية والمهنية.