بشارة النصر المؤزّر
بقلم الرفيق: هلال الهلال
الأمين القطري المساعد للحزب
يأتي ترشّح الأمين القطري للحزب الرفيق بشار الأسد لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية تلبية لإرادة جماهير حزبنا المناضل، وشعبنا الصامد التي ترى فيه صمام أمان الوطن، ورمز وحدته وسيادته واستقلاله، ورداً بليغاً على الحملة المعادية الشعواء التي تستهدف هذا الاستحقاق الدستوري الذي يشكّل الخطوة الحاسمة على طريق تحقيق الانتصار الكبير على الإرهاب التكفيري، وداعميه الدوليين والإقليميين.
ونحن في حزب البعث العربي الاشتراكي نرى فيه استحقاقاً وطنياً تاريخياً يُسهم إنجازه، في موعده المحدد، في دحر العدوان الإرهابي الذي تتعرض له سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ويشكّل حجر الأساس للحل السياسي الوطني الذي يريده السوريون، ولمستقبل سورية المتجددة الذي يتوقون إليه. كما نرى في ترشّح الرفيق بشار الأسد استجابة تاريخية لنداء الشعب العربي السوري، والجماهير العربية الناهضة على امتداد الوطن الكبير، في هذا الظرف الدقيق الذي يتوقف فيه المصير العربي برمته على نتيجة المعركة التي تخوضها سورية العروبة والمقاومة ضد الإرهاب التكفيري، والمشروع الصهيوني الأمريكي الذي يقف وراءه. وإنه لفخر عظيم لحزبنا، وشعبنا، وأمتنا، والعالم الحر بأسره، أن يكون أحد المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية هذا القائد البعثي الاستثنائي، والقائد الوطني الفذ الذي تتجسد فيه الكرامة الوطنية السورية، والقائد القومي الذي ترى فيه الجماهير العربية أمل الأمة في النهوض والتحرير والتوحيد، وأحد القادة العالميين الذين يناضلون بلا هوادة من أجل غد جديد للإنسانية خال من الهيمنة الاستعمارية وغطرسة القطب الواحد.
ولأنهم يعلمون أن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، تطبيقاً للدستور، وتكريساً للتعددية السياسية التي نص عليها، وتحت إشراف قضائي كامل، من شأنه أن يفنّد كل مزاعمهم الكاذبة حول «لا ديمقراطية الدولة، وعدم أهليتها»، بل ومن شأنه أيضاً أن يضيف إلى الرصيد الإصلاحي الديمقراطي الذي تكوّن في ظل قيادة الرفيق بشار الأسد، إنجازاً جديداً متميزاً، ولأنهم يعلمون أيضاً أن هذا الاستحقاق الوطني سيدقّ آخر المسامير في نعش مشروعهم التخريبي، لجأ أعداء الدولة الوطنية السورية إلى التصعيد السياسي والإرهابي، وشنّ حملة إعلامية مسعورة عليه، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان ما قاموا به من محاولات شبيهة لعرقلة الدستور، اصطدمت جميعها بإرادة الشعب التي كانت أقوى من تصعيدهم وجرائمهم، ونجحت في تحقيق ذلك الإنجاز الذي تجري عملية الانتخابات الرئاسية اليوم على أساسه. وإرادة السوريين هي الآن أكثر قوة، وأشد تصميماً، ولا شيء مما يلجأ له الأعداء من وسائل التعطيل، والتشويش، والجرائم الإرهابية، ولاسيما قذائف الموت الانتقامية التي تستهدف المدنيين في المدارس، والمشافي، والبيوت، والأسواق، والمؤسسات، وغيرها، يمكن أن يُضعف تلك الإرادة، ويمنع أصحابها من انتخاب الرئيس الذي يحبون ويريدون في الموعد المعلوم.
والمفارقة اللافتة في هذه الحملة هي تباكي رعاة الإرهاب على الحل السياسي، وزعمهم أن الاستحقاق الوطني سينسف الجهود الرامية إلى إنجاح مؤتمر جنيف. وهي مفارقة كبيرة بحجم نفاقهم وكذبهم، لأن الذين يذرفون دموع التماسيح على جنيف 2 هم الذين أفشلوه بإصرارهم على فرض قراءتهم الأحادية لوثيقة جنيف1 ، وهم الذين يدعمون ويسلّحون المجموعات الإرهابية لتستمر في تدمير الدولة السورية، وسفك الدم السوري.
هدف الحملة الحقيقي لا علاقة له بالحل السياسي، وهي إنما تستهدف بالتحديد الحل الوطني الذي تنتجه إرادة السوريين الحرة، والذي يندرج الاستحقاق الانتخابي في سياقه، لأنه يقضي على آخر ما تبقى لأعداء الدولة السورية من أمل في تغيير نهجها الوطني، الاستقلالي، والعروبي المقاوِم الذي يجسّده الرفيق بشار الأسد، ويُفشل نهائياً سعيهم إلى فرض حل خارجي على السوريين يأتي بأدواتهم في المعارضة السورية اللاوطنية إلى السلطة.
لقد ركزت الاستراتيجية السياسية والإعلامية المعادية منذ البداية على استهداف شخصية الرئيس بشار الأسد من خلال المطالبة برحيله، ومحاولة النيل من رمزيته الوطنية، وزعزعة شعبيته الواسعة. فماذا كانت النتيجة بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب النفسية التي لم يعرف التاريخ مثيلاً لدناءتها ولاأخلاقيتها؟.. الجواب هو في تأكيد التقارير الاستخباراتية، واستطلاعات الرأي الغربية بأن الرئيس الأسد ما زال يحظى بحب الشعب وثقته. ونحن من جهتنا نؤكد أن الرئيس الأسد هو اليوم أكثر رمزية وشعبية لدى أبناء شعبه وأمته، وأكثر استحقاقاً للتقدير والاحترام من قوى الحرية والتقدم والعدالة في العالم، وأن سورية هي اليوم أكثر تمسكاً بثوابتها الوطنية والقومية. ما يعني أن الحرب الإرهابية غير المسبوقة التي أذاقت السوريين الويلات، قد حُسمت على الصعيد الاستراتيجي، وأن النهج السياسي السوري الذي استمات الأعداء في محاولة القضاء عليه، باق رغم أنوفهم.
نعم لقد كان على شعبنا أن يدفع ضريبة الصمود كل هذا الدم والدمار، لكنه بدأ يجني ثمار تضحياته العظيمة بشائر نصر مؤزر تلوح في سماء الوطن، مرسومة ببطولات جيشنا الباسل، وصمود قائدنا الشجاع. وما الانتخابات الرئاسية التي تجري لأول مرة في التاريخ السوري المعاصر، والتي بلغ عدد المتقدمين بطلبات ترشيح فيها حتى الآن أحد عشر متقدماً، إلاّ إحدى هذه البشائر التي سيجعل منها شعبنا عرساً وطنياً للديمقراطية السورية السيادية، النابعة من إرادة السوريين، والمعبّرة عن مصالح الوطن، ويُثبت من خلالها للعالم أن إرادة الشعوب قادرة على مواجهة أعظم التحديات، والنجاح في أصعب الامتحانات، مادام فيها قادة وطنيون، شجعان، ومخلصون من طراز الرفيق القائد بشار الأسد.