الصفحة الاولىمن الاولى

أبحاث في عهدة المؤسسات المعنية أنظار الباحثين تتجه إلى إعادة تدوير الأطنان الهائلة من مواد الهدم

دمشق-سامر حلاس:
تقدّم عدد من الأكاديميين المختصين في الهندسة المدنية والعمارة بأبحاث متعلقة بالاستفادة من مواد الهدم الضخمة جداً، وإعادة تدوير هذه المواد الناتجة عن عمليات تخريب وتدمير ممنهجة للأبنية والبنى التحتية مارستها العصابات المسلحة على مدى ثلاث سنوات.
وطالب جندب محمد زعرور، رئيس قسم هندسة النقل والمواصلات في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، المؤسسات المعنية الاطلاع على هذه الأبحاث، والتي تمّ بعضها في كلية الهندسة المدنية، ولاسيما بعض المسائل المتعلقة بالمقاومة والديمومة،  مبيناً في تصريح لـ”البعث” ضرورة تشديد الرقابة الفنية على دراستها وتقييمها من قبل هيئات علمية مختصة، وإعداد إرشادات للاستفادة منها.
وأوصى زعرور بتصميم قاعدة بيانات مركزية لإحصاء وتقدير كمية الأضرار والنفايات الناتجة عن المباني في المرحلة الحالية، مشيراً أن هذه المسألة ملحة من الناحية البيئية والاقتصادية معاً، كما أوصى بتقييم أضرار البنى التحتية ولاسيما شبكات مياه الشرب والصرف الصحي ومحطات المعالجة، وأكد إمكانية إقامة ورش في أماكن الهدم لتدوير أطنان هائلة وطحنها من جديد ومن ثم استخدامها كحصويات ورمال، وإضافة مواد عليها تحسن من مقاومتها، بحيث تصلح في مجالات بناء مختلفة وتعبيد الطرقات، موضحاً إيجابيات أخرى لهذه الإجراءات، إن طبقت، كمنع التلوث البيئي في عدم ترحيلها من مكان إلى آخر، وفي استعمالها نقلل من إجهاد آليات المقالع.
إن عملية إعادة التأهيل ستؤدي بالضرورة إلى استعمال مواد ترتبط بالمنشأ الأساس، ويجب على القطاعات المعنية التحقق أن هذه المواد تحقق الهدف والديمومة وبالتالي الاقتصادية في الاستثمار، من هنا يجب توجيه البحث العلمي لمثل هذه الدراسات والأبحاث المرتبطة بعلم المواد.
وبيّن عميد كلية الهندسة المدنية الدكتور محمد غريب أن الكلية تهدف إلى إشراك مختلف الخبرات الهندسية لوضع رؤية أولية مشتركة لمرحلة إعادة الإعمار بغية وضعها على مسارها الصحيح، مشيراً إلى أن الجميع معنيون بعملية إعادة الإعمار عبر تقديم الرؤى الخاصة سواء في مجال البحث العلمي أو تقييم وتأهيل المنشآت الهندسية.