ليس لأجل المال..
“لقد كنتُ أملك أكثر من مليون دولار في سن الـ 23، و10 ملايين في الـ 24 و100 مليون في الـ 25..، لكن لم يكن لكل ذلك أي أهمية لأنني لم أكن أفعلها من أجل المال..”. التوقيع ستيف جوبز صاحب التفاحة السورية الثالثة التي غيّرت العالم.
للحقيقة لم أكن لأستشهد بقول ذلك، الإنسان قبل كل شيء، الذي أحدث ثورة جذرية هائلة في عالم تقنيات الاتصالات البشرية، لو لم يكن هذا المبدع ورجل الأعمال يحمل الجينات السورية والنسب السوري.
أما الأهم فهو عبارته، التي ستصبح دون أدنى شك مأثورة من مآثره، التي يشهد عليها القرن الحادي والعشرون، ألا وهي: “لم أكن أفعلها من أجل المال”.
اليوم وبعد ما يزيد عن الثلاث سنوات من تكالب جهالة الأرض وإرهابييها على الإنسان السوري وحضارته وآثاره وتراثه وفكره وعقله، أجد نفسي أمام تجسيد غاية في العطاء والفداء، ترجمه ولا يزال يترجمه إنساننا العامل في أعظم ملحمة، لا أبالغ إن قلت: لم يكتبها إنسان وشعب من قبل كما يكتبها السوريون.
أسطورة معمّدة بالدم والطهر يخطّها عمالنا -وكلنا عامل وعاملة– بيراع من عمل عنوانه الصمود والتحدي والأمل بالخلاص والانتصار.
الجندي في جبهته والموظف في عمله والفلاح في أرضه والمدرّس ووو.. والأم وحتى طفولتنا، كلهم عمال علّموا وهاهم يعلّمون العالم كيف يكون العمل، ويؤكدون قول ذلك عالم الآثار والتاريخ الفرنسي: “لكل إنسان على هذه البسيطة وطنان سورية ووطنه الذي يعيش فيه..”.
ليست شوفينية سورية مطلقاً ولا أساطير، بل حقائق مادية ملموسة فوق أرضنا وفي رحمها، الأبجدية الأولى وحبة القمح الأولى والنغمة الأولى كلها وغيرها سورية، عنوانها عمل عامل سوري.
طاقة من القوة والإبداع.. قدمها السوريون للبشرية، إنها قوة الحضارة التي يصنعونها ولم ينتظروا أجرها كما لم يتوقعوا قبالتها حضارة قوة!!.
وصدق جوبز، ها هم السوريون يفعلونها ليس لأجل المال، فهل وصلت يا من تحسبونها بالدرهم والريال واليورو والدولار؟!.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com