إغراءات وأساليب ملتوية في التسويق الخداع.. في تجربة المنظفات “الشركات تأكل الحلاوة في عقل الزبون”!
ما تشهده أسواقنا المحلية من تنافس شديد بين ما هو محلي ومستورد، لم ينعكس بتاتاً على مستوى انخفاض أسعار المواد كما هو متعارف عليه، بل استمر سعار الغلاء بشكل جنوني يوماً بعد يوم بل ساعة بعد ساعة بالتوازي مع تدني مستوى الجودة بشكل لا يوصف على الرغم من أن أسواقنا أصبحت في تخمة كاملة.
وتعدّ شركات تصنيع المنظفات إحدى هذه الشركات التي لم تتوانَ أبداً عن اقتناص الفرص المواتية بطريقة أو بأخرى، مستغلة أن هذه المادة من ضروريات الاستعمالات اليومية التي لا غنى عنها.
لا نستطيع إحصاء الأساليب الملتوية المتّبعة من قبل هذه الشركات لجذب المواطنين وإدخالهم في براثن شباكها، لأننا إن بدأنا إحصاءها لن ننتهي أبداً، أو بالأحرى قد ننتهي عندما تتكرم علينا رقابتنا الفاضلة وتستفيق من سباتها الطويل.
البدعة الأولى في هذا المضمار والذي تحتضنه أغلب شركاتنا المصنّعة للمنظفات، تقديم منتج جديد بمواصفات وامتياز عالمي بمقياس الآيزو وبنسبة تركيز فعالة جداً، وطبعاً يترافق ذلك مع حملة إعلانية واسعة الطيف يصرف عليها مبالغ طائلة تكفي بمقياس آخر أن تعيل على الأقل ثلاثين عائلة عند الضرورة، كأن توزع عينات مجانية من هذا المنتج تختلف بنسبة 100% عما يباع بعد ذلك في الأسواق، لنكتشف ولكن بعد فوات الأوان أن هذا المنتج كان مطروحاً سابقاً في الأسواق لكن الاسم تبدل فقط ورافق ذلك رفع السعر أضعاف ما كان سابقاً.
أما الأدهى من ذلك ما تعمد إليه بعض الشركات من استخدام أسلوب المراوغة العلنية داخل العبوة كهدية مجانية (عرض) والحقيقة لا تتعدى ذلك الإطار الخارجي للعبوة والكمية الهدية أقل مما هو معلن عليها، ومن ثم اعتماد ما يسمّى بأسلوب التشويق بأن يكتب وبخط عريض على إطار العبوة الخارجي داخل كل عبوة هدية تحجز مساحة لا بأس بها من كمية المسحوق، أو ما يمكن وصفه بأسلوب السلب على عقول المواطنين كأن تزيد نظرياً فقط الكمية الموجودة والمتوفرة داخل العبوة، وبالتأكيد سعرها لا يتجاوز ثمن ربع الكمية التي قامت بحجزها.
ما ذكرناه لا يتعدى جزءاً بسيطاً من سلسلة الإغراءات والأساليب الملتوية التي تنجزها هذه الشركات وهذا لم يعد يخفى على المواطنين لأن تجاربهم الكثيرة أثبتت صحة ما تمّ الحديث عنه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونوجهه بدورنا لأصحاب هذه الشركات: إلى متى سيبقى المواطن سلعة رخيصة للتجريب وكرة تتقاذفونها تحت عناوين التنافس الشريف؟، ألم يكن الأجدى التوجه إلى تحسين نوعية وجودة البضاعة لتتلاءم على الأقل مع الأسعار المحلقة عالياً والأرباح الخيالية التي تُجنى؟!.
ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش