"الناتو" يستخدم الأزمة الأوكرانية ذريعة "لخطة حرب" ضد روسيا بوتين يتابع تدريبات عسكرية لصد هجوم نووي مفترض
حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس برفقة عدد من زعماء دول رابطة الدول المستقلة تدريبات تخص إدارة القوات المسلحة الروسية خطط لها مسبقا تتضمن صد هجوم نووي مفترض وتوجيه رد عليه. وتابع الرؤساء التدريب على استخدام بعض الوحدات من القوات الصاروخية والمدفعية والطيران والدفاع الجوي لتدمير مجموعات قوات برية للعدو ولصد هجوم بالصواريخ والطائرات.
وأكد سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي في تقرير عرضه حول التدريبات الخاصة بقيادة القوات المسلحة أن التحديات المعاصرة والتهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي تتطلب دعم الجيش والأسطول البحري ليكونا على استعداد للرد السريع والفعال في شتى الظروف المستجدة.
وقال شويغو إن هذه الفعاليات هي إحدى المراحل المهمة في إعداد القوات المسلحة الروسية في العام الحالي وهي تتم وفق تعليمات الرئيس بوتين مرة كل ستة أشهر مضيفا إن القوات النووية الاستراتيجية تعتبر دون أي شك ضمانة للأمن القومي وإن ثالوثنا النووي هو في جاهزيته القتالية القصوى بشكل دائم ويجري تزويده بشكل منتظم بمنظومات صاروخية عصرية ذات قدرات تدميرية عالية.
من جهة ثانية أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو لن تبقى صامتة إزاء العقوبات الأمريكية والكندية المفروضة ضد الشركات والمسؤولين الروس، مؤكدا أن روسيا لم تركض وراء الكمية وعلى خلاف الأمريكيين والكنديين لم تجر استعراضات والعقوبات أصلا ليست أسلوبنا غير أن الأفعال غير الصديقة تجبرنا على الصد .
إلى ذلك أكد المحلل السياسي الأمريكي وأستاذ القانون الدولي بجامعة إلينوي الأمريكية فرانسيس بويل أمس أن حلف شمال الأطلسي /الناتو/ يستخدم الأزمة في اوكرانيا كذريعة وغطاء “لخطة حرب” ضد روسيا وان الولايات المتحدة قررت مسبقاً نشر قوات دائمة لها في أوروبا الشرقية.
وقال بويل الخبير في الشؤون السياسية الروسية في حديث لوكالة ريا نوفوستي الروسية “إن مايجري هو عبارة عن بالون اختبار لكنه في واقع الأمر خطة حرب تتكشف الآن فقد جرى التخطيط للازمة الأوكرانية كما جرى التخطيط لشن حرب وكان هناك خطة سابقة بهذا الشأن وتمت مراجعة هذه الخطة وتنقيحها ومن ثم تنفيذها”. وأكد بويل “أن كل ما يجري في أوكرانيا يستخدم كذريعة لإحضار قوات الناتو العسكرية عن طريق الجو والبحر والبر وصولاً إلى حدود روسيا الاتحادية كما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في وقت سابق.. ومن الواضح أنهم يمضون قدما في تنفيذ هذه الخطة”.
ولفت بويل إلى أن روسيا حاولت استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة لحل الازمة الاوكرانية لكن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يحاولان تصعيد الأحداث بشكل متعمد. ووفقا لبويل فإن “الولايات المتحدة استأنفت بالفعل الحرب الباردة مع دعمها لانقلاب النازيين الجدد في اوكرانيا ورعايته وتوجيهه”.
وتأتي تصريحات بويل في الوقت الذي تشهد فيه عدة مناطق في أوكرانيا وخاصة المناطق الجنوبية الشرقية احتجاجات شعبية واسعة تطالب بالحقوق الديمقراطية والفيدرالية وذلك بعد استيلاء حركة القطاع الأيمن المتطرفة على السلطة في كييف بقوة السلاح في شباط الماضي وبدعم واضح من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمام محاولات واشنطن وحلفائها الأوروبيين تصعيد الأزمة في أوكرانيا ودعم الحملة العسكرية التي تشنها السلطات في كييف ضد المتظاهرين والمحتجين المطالبين بحقوقهم دعت روسيا مرارا إلى إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس أن الوضع في أوكرانيا يتطور وفق أسوأ سيناريو له محملا المسؤولية إلى “منظمي انقلاب شباط الماضي” الذين لم يهتموا حتى الآن بمسالة نزع سلاح “المجموعات اليمينية المتطرفة”.