اقتصاد

سياحتنا تدلي بصوتها..

بالأمس أدلت السياحة السورية بصوتها، فالعودة لملتقياتها الاستثمارية السياحية، هي في حدّ ذاتها انتصار للاستحقاق الانتخابي القادم، وقبله انتصار لإنجازات الجيش العربي السوري، الذي عبَّد الطريق للعودة، ولعل أسطورة الصمود التي عمّدها بالدم، ستغدو إحدى الملاحم التاريخية في سِفر السياحة السورية.
ولعلها، رغم آلامها وأثمانها الغالية النفيسة، ستكون عامل جذب للتعرّف على الإنسان السوري الذي تحدّى أكثر من مئة دولة، وفوقها إرهاباً لم يشهده التاريخ البشري..
البارحة ومن فندق داما روز في العاصمة دمشق، التي احتلت قبل ثلاث سنوات فقط من الآن، المرتبة الخامسة كمقصد سياحي على مستوى مدن العالم قاطبة، عكس حجم الحضور الكمّي والنوعي لكل الفاعلين بالصناعة السياحية الذين كانوا في المنتدى، إصرار الإنسان السوري على التحدّي والتجدّد والنهوض من قلب الدمار والموت، ليقول للعالم: إننا نستحق الحياة وإننا قادمون.
تصويت قطاعنا السياحي والاقتصادي بالأمس، لم يكن مجرّد فعالية عابرة، بل تجسيد للرؤية السياحية التي حدّد منهجها وأساليبها وطرق الوصول إليها قبل أربعة عشر عاماً السيد الرئيس بشار الأسد.
رؤية استطاعت أن تضع السياحة السورية على خريطة السياحة العالمية بشهادة منظمتها، بعد أن تمكّنت مقوماتنا السياحية عبر الرؤية التي رسمها السيد الرئيس، من المساهمة فيما نسبته 14% من الناتج المحلي الإجمالي لتحلّ بذلك في المرتبة الثانية بعد قطاع النفط، بعد أن استقطبت نحو 8 ملايين سائح عام 2010، وأمّنت أكثر من 1.5 مليار دولار من العملة الصعبة، وأكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة، وبعد أن بلغت تكلفة المشاريع الداخلة في الخدمة 40 مليار ليرة، و200 مليار لمشاريع استثمارية كانت قيد التنفيذ.
اليوم وبعد كل ما تم إنجازه وما تمّ تدميره بشكل ممنهج وبعد الخسائر التي لحقت بصناعتنا السياحية، تعود سياحتنا كخطوة أولى لتجدّد الإعمار، من خلال طرحها حزمة من المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة الجاهزة مباشرة للاستثمار دون أية معيقات، ولترسم خريطة سياحية جديدة متسلّحة بأبعاد تنموية مستدامة وبُنى تشريعية لقوانين استثمارية انطلقت من الواقع الجديد بكل متطلباته وأبعاده.
وهنا لعلنا لا نبالغ إن قلنا: إن المرحلة القادمة فيها من الفرص ما لا يتوقعه أحد وخاصة في القطاع السياحي، فسورية اليوم بعد أن أصبحت حديث العالم ومواطني الدول المعتدية عليها ممن لم يكونوا يعلمون أين هي، منذ الآن يتسألون ما تلك الدولة التي استطاعت أن تواجه كل هذا العدوان والدمار والتآمر..؟!.
سؤال سيكون مفتاحنا لتسويق سورية بكل عزّتها وحضارتها وتراثها، وهذا ما يجب أن يكون مدخلاً لرسم سياستنا الترويجية لجذب مَن يريد أن يعلم ما كان يجهل..، وهذه مهمّتنا كلّنا وفي المقدّمة وزارة السياحة.
قسيم دحدل
Qassim1965@ gmail.com