تسعة أيام وحلب تتعرض لعقاب جماعي من قبل الإرهابيين.. والعالم صامت؟! الخارجية: قطع مياه الشرب يتم بدعم مباشر مـن الدول المتورطة في سفك دماء الـسوريين
القضاء على إرهابيين من جنسيات شيشانية ويمنية وسعودية في الغوطة الشرقية
تسعة أيام، وثلاثة ملايين مواطن في حلب يتعرضون لحصار لا أخلاقي تمثل بقطع عصابات الغدر والتكفير الوهابي مياه الشرب عنهم لأنهم رفضوا وجود تلك العصابات في المدينة ورفضوا الجرائم التي يرتكبونها بحق الأهالي من قتل ونهب وتمثيل بالجثث.. لم تكتف مرتزقة آل سعود وأردوغان بما ارتكبوه من جرائم بحق أهل حلب من تفنن في القتل بالسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية وقذائف الهاون الجبانة وأدت إلى حصد المئات معظمهم نساء وأطفال وطلاب علم وكل ذلك لم يزد الأهالي إلا صموداً وتشبثاً بالأرض وتصميماً على دحر الإرهاب وتمسكاً بالثوابت والوحدة الوطنية، فحاربوهم بمياه الشرب ..
حلب اليوم على أبواب كارثة إنسانية صحية والعالم والهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية تأخذ دور المتفرج على ما يحدث فيما ما فتئوا يتباكون على الشعب السوري وطلبوا عقد جلسات في مجلس الأمن من أجل إيصال المساعدات لبضع مئات من الإرهابيين الذين يسفكون دم السوريين، في حين أن حياة ملايين الناس باتت في خطر داهم بمناطق أخرى ذنبها أنها اختارت أن تكون إلى جانب قيادتها وجيشها، فحياتهم لا تعني معسكر المتآمرين والذين يؤمنون الغطاء للإرهابيين للاستمرار في جرائمهم اللاإنسانية.. إنها ازدواجية المعايير التي تمارسها أمريكا ،المهيمنة على القرار في المحافل الدولية، ضد كل من لا يسير في ركب سياساتها..
إلى ذلك وجهت وزارة الخارجية والمغتربين أمس رسالتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة قالت فيهما: إن “مدينة حلب تتعرض منذ تسعة أيام إلى عقاب جماعي وحصار غير أخلاقي تفرضه المجموعات الإرهابية المسلحة نتيجة قطعها الكامل للمياه بما فيها النظيفة والصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين نسمة من سكان المدينة عقاباً لهم على رفضهم لوجود المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينتهم ورفضهم للجرائم التي ترتكبها هذه المجموعات الإرهابية ضد المدنيين فيها”.
وأضافت الخارجية في رسالتيها “لقد منع الإرهابيون ضخ المياه عبر محطة سليمان الحلبي التي تشكل المصدر الرئيسي لمياه الشرب في مدينة حلب ما أدى إلى قطع المياه عن كامل أحياء المدينة لليوم التاسع على التوالي وتحويل المياه إلى نهر قويق وهدرها لحرمان المواطنين من الحصول على المياه النظيفة” مشيرة إلى أن الواقع المذكور خلق “أزمة كبيرة في حصول السكان على المياه الأمر الذي اضطرهم للسعي إلى الحصول عليها من كافة المصادر المتوفرة بما في ذلك من الأنهار وغيرها من المصادر غير الصالحة للشرب بشكل يعرض صحة وحياة المدنيين للخطر وينذر في حال استمراره بانتشار الأمراض والأوبئة بين السكان ويعرض الأطفال منهم لمخاطر شتى”.
وأوضحت وزارة الخارجية والمغتربين أن الحكومة السورية وسلطات المدينة تبذل حالياً جهوداً كبيرة لتعويض جزء من احتياجات السكان من المياه بكافة الوسائل المتاحة وعبر حلول إسعافية غير قابلة للاستدامة نظراً للاحتياجات الكبيرة للمياه في مدينة بحجم مدينة حلب، مشيرة إلى أن “منع المياه عن سكان حلب كعقاب جماعي يضاف إلى الجرائم التي ترتكبها المجموعات المسلحة ضد سكان المدينة وهي جرائم استهدفتهم بشكل مستمر طيلة الأشهر القليلة الماضية سواء عبر قذائف الهاون والقذائف الصاروخية العشوائية التي تطال الأحياء السكنية الآمنة بشكل يومي والتي أوقعت العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والمصابين أو عبر قطع طرق الإمداد إلى المدينة لمنع إيصال الاحتياجات الغذائية والطبية إليها لفترات طويلة إضافة إلى قطع المياه والكهرباء عن كامل المدينة بشكل متكرر ولفترات طويلة”.
وأكدت الخارجية في رسالتيها أن “هذه الجرائم الواقعة على المواطنين السوريين بما في ذلك العقاب الجماعي وأعمال الإرهاب الممنهج من قتل وخطف وتعذيب وتجويع وتدمير تتم تحت سمع وبصر الأمم المتحدة وبدعم مباشر من الدول المتورطة في سفك دماء السوريين دون صدور أي إدانة واضحة أو سعي جدي لوضع حد لهذه الجرائم أو الانتهاكات.. ومن المثير للاستهجان أن تلتزم الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإنسانية المزعومة الصمت إزاء هذه الجرائم وإزاء هذه الكارثة الإنسانية في حلب في الوقت الذي نرى فيه بعض مسؤولي الأمم المتحدة يتباكون ويسرعون للدعوة لعقد جلسات لمجلس الأمن وغيره في المحافل الدولية في أي حدث يحمل اتهاماً للدولة السورية بذريعة حرصهم على الأوضاع الإنسانية للسوريين وعلى حقوق الإنسان في سورية”، مبينة أن “إصرار بعض الجهات الأممية على تجاهل مسؤولية الإرهاب عن نشوء الاحتياجات الإنسانية وتفاقمها وتعاملها بشكل انتقائي ومسيس مع الأوضاع الإنسانية في سورية يجانب مبادئ الحياد والنزاهة التي ينبغي أن تحكم عمل هذه الجهات ويشجع المجموعات الإرهابية المسلحة على الاستمرار بجرائمها بفضل الدعم المباشر والتغطية السياسية التي تتلقاها من الدول المتورطة بسفك دم السوريين”.
وختمت الخارجية رسالتيها بالقول إن حكومة الجمهورية العربية السورية إذ تضع هذه الوقائع بتصرف مجلس الأمن تتطلع إلى صدور إدانة جدية من المجلس لهذه الجريمة وإلى اتخاذ إجراءات فورية للضغط على الدول الداعمة للإرهابيين في سورية لوقف جرائمهم ضد سكان مدينة حلب وضد المواطنين السوريين عموماً الذين يطالهم إرهاب المجموعات المسلحة ومن يدعمها بشكل يومي.
ميدانياً، قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الباسلة على العديد من الإرهابيين من جنسيات غير سورية من بينهم الشيشاني ساجد الأزرق واليمني بندر عبد الرحمن فلاح وآخرون مما يسمى لواء أمهات المؤمنين ومتزعم إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة المدعو محمد الحميد في سلسلة من العمليات المركزة لوحدات من قواتنا المسلحة الباسلة في محيط بلدة المليحة من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية، في حين لاحقت وحدات أخرى أفراد مجموعات إرهابية في عمق الغوطة الشرقية وحققت إصابات مباشرة بين أفرادها.
كما نفذت وحدة ثانية من الجيش عملية أخرى دمرت خلالها أوكاراً لمجموعات إرهابية مسلحة مما يسمى الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في وادي عين ترما وأردت أعداداً منهم قتلى وأصابت آخرين في المدخل الشمالي والشرقي وعلى امتداد دوار المناشر في جوبر وأوقعت آخرين قتلى ومصابين معظمهم من جنسيات غير سورية من بينهم السعودي عبد الرحمن العوضي.
إلى ذلك دمرت وحدات من جيشنا الباسل أسلحة وذخيرة ورشاشاً ثقيلاً مركباً على سيارة في بلدة عربين وأردت إرهابيين قتلى مما يسمى لواء الخطاب منهم عامر الأبرص في مزارع عالية بمنطقة دوما.
بموازاة ذلك تم إيقاع أفراد مجموعة إرهابية مسلحة قتلى تنتمي إلى ما يسمى لواء سيف الحق في المنطقة الحدودية بين بلدة عرسال اللبنانية وجرود قارة ومن القتلى وائل الأجرب في حين سجلت اشتباكات على محاور عدة في مدينة داريا أسفرت عن تحقيق إصابات مؤكدة بين الإرهابيين.
وفي حلب وريفها تصدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة لمحاولة اعتداء مجموعات إرهابية على المناطق الآمنة في الراشدين والعامرية والليرمون وجمعية الزهراء وحققت إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين، وقضت وحدات أخرى خلال سلسلة عمليات على تجمعات للإرهابيين ودمرت عدداً من آلياتهم في دير حافر وعربيد والمدينة الصناعية في الشيخ نجار وحندرات والجبيلة والليرمون وكفر حمرا ومعارة الارتيق وبعيدين وبيانون والراشدين وبني زيد.
وفي درعا وريفها تصدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة لمجموعات إرهابية حاول أفرادها الاعتداء على الجهة الجنوبية الغربية لبلدة خربة غزالة بريف المحافظة من جهة بلدة الغارية الغربية وأوقعت في صفوفهم خسائر كبيرة، وأحبطت وحدات من الجيش محاولة مجموعة إرهابية التسلل باتجاه بلدة جدل ودمرت عدداً من العربات بما فيها من إرهابيين وأسلحة كما أوقعت أفراد مجموعة إرهابية قتلى ومصابين في حوش الشريد بمنطقة اللجاة. إلى ذلك استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين في الطيبة وصيدا وعتمان ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، وقضت على أفراد مجموعة إرهابية مسلحة في تل الزعتر بالطرف الجنوبي الغربي لوادي الزيدي درعا ودمرت عدداً من الآليات بما فيها.
وفي ريف اللاذقية الشمالي استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين في قرى سلمى ودورين والدويركه وخان الجوز والكبير والفرلق والخضراء وفي محيط قرية السمرا وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين ودمرت أدوات إجرامهم ومن بينها سيارات مزودة برشاشات ثقيلة وراجمتا صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ.
إلى ذلك، أوقعت وحدة من الجيش والقوات المسلحة أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت آليات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها في بنش بريف إدلب. كما استهدفت وحدات من الجيش تجمعات وأوكار الإرهابيين في الكفير ومداجن كورين ومحيط جبل الأربعين ومعر دبسة والرامي وكنصفرة والمغارة ومعرة النعمان وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم.
13 مسلحاً يسلّمون أنفسهم إلى الجهات المختصة
من جهة أخرى سلّم 13 مسلحاً من منطقة التل في ريف دمشق ممن تورطوا في الأحداث الجارية أنفسهم وأسلحتهم أمس إلى الجهات المختصة، وذكر مصدر في قيادة شرطة المحافظة أنه تمت تسوية أوضاعهم بمساع من لجان المصالحة الوطنية بعد أن تعهدوا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإخلال بسلامة وأمن الوطن.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية
وفي سياق آخر استشهد مواطن ولحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء انفجار عبوة ناسفة وضعها إرهابيون أمام مبنى سكني بمدينة التل في ريف دمشق، وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن إرهابيين فجروا عبوة ناسفة مكونة من مادة السيفور شديدة الانفجار بعد وضعها أمام مبنى سكني في حي البيادر بمدينة التل ما أدى إلى استشهاد مواطن وإلحاق أضرار مادية كبيرة بالمبنى وعدد من السيارات.
وفي حلب ذكر مصدر في محافظة حلب أن مواطنين اثنين استشهدا وأصيب آخرون جراء سقوط قذيفة صاروخية أطلقها إرهابيون على شارع المستوصف في حي الخالدية وأضرار مادية بالمكان.
آلا: طرد الإرهابيين من مخيم اليرموك هو الكفيل بإنهاء معاناة سكانه
من جهة ثانية استعرض حسام الدين آلا معاون وزير الخارجية والمغتربين وبيير كراهينبول المفوض العام الجديد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا” صباح أمس التعاون القائم بين الحكومة السورية والأونروا وسبل تفعيل عمل الأونروا والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في سورية ومتابعة تقديم المساعدات الإنسانية في مخيمات اللجوء الفلسطيني.
وأكد معاون الوزير خلال اللقاء استمرار سورية في التعاون مع وكالة الأونروا لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لقاطني مخيم اليرموك وغيره من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، مشدداً على أن تسوية مشكلة الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين تتطلب إنهاء وجود المجموعات الإرهابية المسلحة في مخيم اليرموك وغيره وأن طردها من المخيم هو الكفيل بإنهاء معاناة سكانه.
من جهته عرض المفوض السامي للأونروا الجهود التي تبذلها الوكالة في سورية لتقديم الدعم والإغاثة للاجئين الفلسطينيين المتضررين من الأزمة في سورية ولاسيما في مخيم اليرموك وعبّر عن تقديره لتعاون الحكومة السورية في هذا المجال والذي أتاح للوكالة الاستمرار في برامجها الرامية لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم.
إيران: نشر الإرهاب سيطال الدول الداعمة له
سياسياً أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لاريجاني” أن المجموعات الإرهابية التكفيرية هي سهام من الشيطان ترتكب أفظع الجرائم وتسعى لإثارة التفرقة بحق الشعوب في سورية والعراق وباكستان وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية الأخرى وتشكل أعمالها أكبر خدمة لساسة الدول الغربية المخادعين.
بدوره شدد نائب الرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أن انتصار الشعب والحكومة السورية على المجموعات الإرهابية جعل الإرهابيين ينقلون الأزمة من سورية إلى الدول الأخرى، مشدداً على أن “داعمي الإرهاب في سورية والعراق يجب أن يعلموا أن نشر الإرهاب والفوضى سيطولهم أيضاً”، وأشار جهانغيري خلال لقائه في طهران نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس إلى الأوضاع الحساسة في المنطقة وتصعيد أعمال المجموعات الإرهابية المتطرفة، مؤكداً ضرورة سعي المجتمع الدولي لمنع دعم التطرف والإرهاب.