أوروبا تستفيق تدريجياً.. والإبراهيمي يستقيل اعتقال شبكة إرهابية في فرنسا.. وكيري: مشروع تقويض الحكومة السورية فشل جيشنا الباسل يوجّه ضربات قاصمة للإرهابيين في عمق الغوطة الشرقية
بعد ثلاث سنوات ونيف من دعم رسمي للإرهابيين بدأت بعض الحكومات الأوروبية تستفيق تدريجياً من سكرة دعم الإرهاب بعد تلمس المخاطر المحدقة بها التي يحملها هؤلاء الإرهابيون بعد عودتهم إلى أوطانهم، فبعد سلسلة إجراءات اتخذتها هذه الدول، منها سحب الجنسية ممن تورطوا في القتال بسورية شرعت بملاحقتهم في بلدانها، حيث أوقفت السلطات الفرنسية شبكة إرهابية يشتبه بأنها قاتلت إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ما يعني أن الإرهاب ارتد على مصنعيه وداعميه ولن يطول الوقت حتى يكتووا بناره، تزامن ذلك مع إقرار واشنطن بالفشل على لسان وزير خارجيتها جون كيري الذي قال: “إن فشل المجتمع الدولي في الاتفاق والتنسيق فيما يتعلق بتقديم الأسلحة إلى المجموعات المسلحة تسبب بانتكاسة كبيرة لمساعي هذه الأطراف في خططها لتقويض الحكومة السورية”، في وقت أعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أن الأخضر الإبراهيمي يستقيل من منصبه كمبعوث للأمم المتحدة إلى سورية ويغادره نهاية الشهر الجاري.
جملة ما تقدم يؤكد أن الدولة انتصرت على أعدائها وأن معسكر المتآمرين بات قاب قوسين أو أدنى من الاعتراف بهزيمته ، في حين يواصل الجيش العربي السوري مهمته الوطنية في ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة حتى تطهير أرض الوطن من رجس الإرهاب والمرتزقة التكفيريين.
وفي التفاصيل، واصلت وحدات من جيشنا الباسل عملياتها في محيط المليحة وقضت على عدد من الإرهابيين المرتزقة منهم الباكستاني عايد الأحمد والمصري شاكر السيد الخضر ومتزعم مجموعة إرهابية تطلق على نفسها اسم كتيبة سيف الله المسلول المدعو زياد الرحال وعدد من أفراد مجموعته ودمرت أوكاراً فيها كميات من الأسلحة والذخيرة المتنوعة، في حين أوقعت وحدة أخرى من الجيش 20 إرهابياً مما يسمى جيش الإسلام قتلى منهم زاهر الحبوش في مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية.
إلى ذلك تم تدمير وكر للإرهابيين بما فيه من أسلحة وذخيرة في مزارع عالية بمنطقة دوما وإيقاع جميع من فيه قتلى من بينهم عمار راتب النجار، في حين أسفرت اشتباكات في جوبر تركزت ما بين برج المعلمين وبرج فتينة عن مقتل مجموعة إرهابية بكامل أفرادها.
في موازاة ذلك أردت وحدة أخرى من الجيش تسعة إرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت أسلحتهم وعتادهم الحربي في مدينة حرستا ومن بين القتلى محمد شلة وطه غبيث، ودمرت وحدة أخرى كمية من الأسلحة بينها رشاشات ثقيلة وصواريخ محلية الصنع وأردت 12 إرهابياً في شارع شرف بالمدينة قتلى.
وفي حلب وريفها قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على عدد من الإرهابيين في الليرمون وجمعية الزهراء وشمال قرية عزيزة وأصابت آخرين ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات وأوكاراً للإرهابيين في دير حافر وكويرس وغبشة ومحيط مشفى الكندي وحندرات ومحيط السجن المركزي وكفر حمرا وبابيص ودارة عزة والشيخ سعيد ومزارع الملاح والمدينة الصناعية بالشيخ نجار موقعة خسائر في صفوفهم بالعديد والعتاد.
وفي حمص وريفها استهدفت وحدات من بواسل جيشنا مجموعات إرهابية في برج قاعي والسمعليل في الحولة وفي منطقة عين حسين بريف الرستن وفي تل الشيخ محمد وخليج كيسين في الرستن وفي الدار الكبيرة ومغيزل وغميمات بريف حمص الشرقي والمحسة بريف القريتين وقضت على العديد منهم وأصابت آخرين.
وفي ريف إدلب دمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة وكراً للمجموعات الإرهابية المسلحة بمن فيه ومستودعاً يحتوي كمية ضخمة من المنشورات والوثائق وصلت من السعودية للمجموعات الإرهابية المسلحة في محيط بلدتي سرجة ومنطف بجبل الزاوية، وأوقعت إرهابيين بين قتلى ومصابين خلال استهداف أوكارهم في معرة النعمان ومعرة شمشة وخان شيخون بريف المحافظة.
وفي درعا استهدفت وحدات من الجيش مجموعة إرهابية مؤلفة من 25 إرهابياً غربي تل المحص وأردت عدداً منهم قتلى وأصابت آخرين، وأوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في الحارة الغربية وشمال مجمع الثريا في بلدة عتمان وفي محيط بلدة نوى وعلى طريق اليادودة طفس وعلى طريق أم العوسج جاسم جنوب خربة ماما وعلى طريق ناحية مليحة العطش والطريق الشمالي لبلدة عتمان بريف درعا، كما دمرت سيارتين محملتين بالأسلحة والذخيرة وثلاث سيارات أخرى بمن فيها، وقضت وحدات أخرى على أعداد من الإرهابيين في محيط جامع بلال الحبشي ومحيط مدرسة اليرموك ومحيط جامع الخليل ومحيط جامع الحمزة وخزان الكرك ووادي الزيدي، وقضت على عدد من الإرهابيين في بلدة كحيل وبلدة عقربا وعلى طريق نوى الشيخ سعيد ودمرت سيارة بمن فيها شرقي دوار المصري مقابل النادي الرياضي في درعا.
وفي الريف الشرقي لمدينة حماة أردت وحدة من الجيش والقوات المسلحة سبعة إرهابيين قتلى وأصابت آخرين خلال مداهمة وكر لهم.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية
من جهة أخرى استشهد 4 مواطنين ولحقت أضرار مادية جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة بجانب تجمع المدارس في حي العرين في ريف دمشق، وذكر مصدر خاص أن السيارة من نوع سكودا كان يقودها إرهابي انتحاري وأدى تفجيرها إلى استشهاد أربعة مواطنين وإلحاق أضرار مادية، موضحاً أن كمية المواد المتفجرة تقدر بـ 100 كغ.
وفي دمشق أصيب ستة مواطنين بجروح جراء اعتداء إرهابي بقذيفتي هاون على باب توما، وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن قذيفتي هاون سقطتا قرب جامع الشيخ رسلان في باب توما ما أدى إلى إصابة ستة مواطنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالمكان.
وفي مخيم اليرموك استشهد مواطن وأصيب آخر بجروح خطرة نتيجة اعتداء مجموعة إرهابية مسلحة على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في المخيم.
وذكر مدير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب علي مصطفى أن مواطناً استشهد اليوم وأصيب آخر بجروح خطرة جراء اعتداء إرهابيين على مركز توزيع المساعدات الإغاثية للأهالي في مخيم اليرموك ما أدى إلى توقف إدخال المساعدات إلى المخيم.
إلى ذلك أفاد مصدر في محافظة حلب أن 25 مواطناً أصيبوا بجروح جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقتها مجموعات إرهابية مسلحة على ساحة سعد الله الجابري بمركز المدينة والمصابون أسعفوا إلى مشفى الرازي في حلب.
واشنطن تقر بفشلها
وفي سياق آخر كشف موقع ذا ديلي بيست الأميركي أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أقر خلال اجتماع سري خاص مع أعضاء في ائتلاف الدوحة يوم الخميس الماضي في واشنطن بأن فشل ما وصفه بالمجتمع الدولي في الاتفاق والتنسيق فيما يتعلق بتقديم الأسلحة والمساعدات الأخرى إلى المجموعات المسلحة في سورية تسبب بانتكاسة كبيرة لمساعي هذه الأطراف في خططها لتقويض الحكومة السورية.
وكشف ثلاثة أشخاص كانوا يحضرون اللقاء الذي جمع كيري والمدعو أحمد الجربا وأشخاصاً آخرين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.. أن كيري اعتبر أن الدول المختلفة التي سعت لتحقيق تفوق على الحكومة السورية من خلال تقديم الدعم المتنوع لما يسمى بـ “الجيش الحر” فشلت في الحقيقة في تحقيق أهدافها وقد أحبط عدم التنسيق بينها بشكل ملحوظ كل المساعي بهذا الصدد.
ولفت الموقع الأميركي إلى أن هذا الاجتماع السري عقد في مقر الخارجية الأميركية بواشنطن خلال متابعة النقاش حول الخطط الأميركية الجديدة لتنسيق المساعدات والأسلحة التي ترسل إلى الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية، وكشف المدعو عبد الإله البشير مما يسمى “الجيش الحر” في تصريح للموقع الأميركي أن الغرض الرئيسي من زيارة ائتلاف الدوحة إلى واشنطن كان طلب أسلحة ثقيلة مضادة للطائرات، كما طلب من الولايات المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في المساعي الدولية لتقديم المساعدات والأسلحة إلى القيادات المدنية والعسكرية لما يدعى “المعارضة”.
وتابع ذا ديلي بيست أن كيري قال داخل الاجتماع للحاضرين: “إنه يتفهم رغبتهم في الأسلحة الأكثر تقدماً”، لكنه لم يقدم أي التزامات محددة بذلك.
واعترف البشير بأن الولايات المتحدة تورطت بشكل كبير في الزيادة الأخيرة للأسلحة المتقدمة التي زودت بها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، معتبراً أن أسلوب تعامل الجيش الحر مع مضاد الدبابات تي أو دبليو يجب أن يمنح الحكومة الأميركية ما يكفي من الثقة لبدء تقديم أسلحة مضادة للطائرات إليه.
اتساع رقعة التوتر بين الإرهابيين
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن الانعطافة الأوروبية والعربية النسبية باتجاه الاستغناء عن الرهان على “المسلحين” المتطرفين في سورية والتي كان آخر محطاتها اجتماع بروكسل بين تسع دول أوروبية وعربية انعكست بشكل مباشر على الواقع الميداني وجعلت الدول المصدرة للإرهاب والإرهابيين تستدير إلى الوراء.
وفي هذا الإطار أوضح الكاتب عبد الله سليمان علي في مقال نشره أمس في الصحيفة بعنوان “الانعطافة الأوروبية تجاه “الجهاديين” هل تفجر العلاقة بين “النصرة” و”الحر” إن بعض دول جوار سورية بدأت بالتشدد في مراقبة حدودها ومحاولة ضبط مسألة العبور منها واليها، مؤكداً أن هذه الانعطافة المتأخرة تشير إلى جدية بعض الدول في درء خطر “المسلحين الأجانب” عن أراضيها ومصالحها بعدما أصبحت السيطرة عليهم متعذرة نظراً إلى تزايد أعدادهم ودقة الخبرات العسكرية التي حصلوا عليها، لذلك فإن انعكاسات هذه الانعطافة على الداخل السوري وترجمتها فوراً على شكل توتر واحتقان بين المجموعات المسلحة تمثل بالمفهوم المعاكس دليلاً على أشكال الترابط التي كانت سائدة قبل الشروع في الانعطاف بين أجهزة استخبارات هذه الدول وبين ما يسمى “الجهاديين” سواء كان هذا الترابط مجرد تقاطع مصالح مرحلي أو أقل أو أكثر من ذلك بما يتراوح بين الاختراق وبين التبعية المطلقة.
وفي هذا الإطار أشارت الصحيفة إلى اتساع رقعة التوتر بين ما يسمى الجيش الحر وجبهة النصرة في درعا بعد إقدام الأخيرة على اعتقال متزعم ما يسمى المجلس العسكري في درعا أحمد النعمة وما تبعه من مقتل ما يسمى أمير جبهة النصرة في بصرى الشام علي النعيمي، مبينة أن تداعيات اعتقال النعمة قد تؤدي إلى تفجر العلاقة واندلاع صراع مسلح بين الطرفين.
فرنسا تعتقل 10 إرهابيين
من جهة ثانية أعلنت مصادر أمنية تونسية في ولاية مدنين أن وحدات حرس الحدود بمنطقة بنقردان تمكنت من اعتقال إرهابيين متوجهين إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة وآخرين عائدين منها عبر الأراضي الليبية، وأشار إلى أن أغلب التونسيين الملتحقين بالقتال في سورية يمرون عبر الأراضي الليبية وبعضهم يتلقى تدريبات في معسكرات تابعة للمجموعات الإرهابية في عدد من المدن الليبية.
وأعلنت إدارة لجنة أمن الدولة في منطقة جلال أباد جنوب قرغيزيا أن موظفي أجهزة الأمن في البلاد تمكنوا من إعادة ثلاثة مواطنين إلى منطقة جلال أباد ومنعوا خمسة آخرين من التوجه إلى سورية للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة فيها.
إلى ذلك أوقفت الشرطة الفرنسية أمس عدداً من الأشخاص في مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا يشتبه بأنهم قاتلوا إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الشرطة الفرنسية قوله: إنه تم اعتقال خمسة إلى عشرة أشخاص في حي لا مينو غرب مدينة ستراسبورغ وتشير عناصر التحقيق الأولية إلى أنه يجري التثبت ما إذا كان الموقوفون توجهوا إلى سورية في نهاية عام 2013.
يازجي: حل النزاعات بمنطق الحوار
من جهة ثانية أكد البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ضرورة حل كل النزاعات في المنطقة وخصوصاً الأزمة في سورية بمنطق الحوار رأفة بالإنسان الذي يدفع ضريبة الصدام قتلاً وتهجيراً وخطفاً، مشدداً على أهمية التسامح الديني في ترسيخ أسس العيش المشترك بين سائر أطياف أبناء الوطن الواحد.
سياسياً، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن سورية باتت اليوم المنتصر الوحيد في الحرب الدولية التي فرضت عليها بمشاركة بعض الدول العربية ودول مجاورة لها، وقال: إن الشعب السوري بقيادته استطاع الانتصار على المجموعات الإرهابية التكفيرية التي تلقت كافة أنواع الدعم من الرجعية العربية في المنطقة والولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن شعبية الرئيس بشار الأسد أصبحت اليوم أكثر مما كانت عليه قبل وقوع الأزمة في سورية.