مسيرات الغضب تعمّ المدن الفلسطينية إحياء لذكرى النكبة: العودة إلى الديار حق مقدس لا يسقط بالتقادم
شكل عام ثمانية وأربعين نقطة فارقة في التاريخ العربي والفلسطيني. ستة وستون عاماً مضت على تهجير ثمانمئة ألف فلسطيني من نحو ثمانمئة قرية وبلدة، ارتكبت العصابات الصهيونية حينها أكثر من سبعين مذبحة، أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف. آلة الاحتلال الإسرائيلي لم تتوقف، قضمت الكثير من الأراضي عبر الجدار الفاصل والمستوطنات، لكن الفلسطينيين، وفي كل عام، يحيون ذكرى هذا اليوم الأسود. ذكرى تحيي في طياتها آمال العودة، وتنفي المقولة الإسرائيلية بأن الكبار يموتون والصغار ينسون.
وفيما قتل فلسطينيان في مواجهات مع جنود الاحتلال قرب سجن عوفر، عمّت المسيرات المناهضة للاحتلال جميع مدن الضفة الغربية وغزة إحياء للذكرى الـ 66 للنكبة، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، ورددوا هتافات تعبر عن تمسكهم بالحقوق المشروعة، وفي مقدمتها حق العودة والمقاومة المشروعة، وأكدوا أن العودة إلى الديار حق مقدس لا يسقط بالتقادم، داعين لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات كافة، وعلى رأسها قضية اللاجئين التي تهم كل الشعب الفلسطيني.
ورداً على إحياء الشعب الفلسطيني لذكرى النكبة قامت قوات الاحتلال في قرية الولجة جنوب بيت لحم برمي المشاركين بالقنابل الغازية ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، كما اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً من مختلف محافظات الضفة.
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “إنه آن الأوان لإنهاء أطول احتلال في التاريخ، وآن الأوان للمسؤولين الاسرائيليين أن يفهموا أنه لا وطن للفلسطينيين إلا فلسطين”، وقال في كلمة وجهها للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات: “بعد مرور 66 عاماً على النكبة أثبتنا وسنثبت إعادة فلسطين إلى خارطة الجغرافيا دولة مستقلة سيدة على أرضها بعاصمتها القدس الشرقية”، وأكد أنه “من دون القدس ومن دون كونها عاصمة فلسطين فلا حل ولا سلام في هذه المنطقة”.
وشددت هيئة أركان جيش التحرير على أن النكبة التي ألمت بالشعب العربي عام 1948 استهدفت أمتنا العربية بتاريخها وحضارتها ومستقبلها، ودعت إلى الوقوف صفاً واحداً ضد أعداء الوطن والأمة الذين يتآمرون اليوم على القضية الفلسطينية ويشنون الحرب الكونية اللاأخلاقية على سورية، وبينت في بيان أن المتخاذلين عن دعم أبناء الشعب الفلسطيني طوال عقود هم أنفسهم من “فتحوا أبواب خزائنهم ليمنحوا أموال النفط العربي المنهوب للإرهابيين والمتطرفين لتدمير القطر العربي الوحيد الذي يقف في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية”، مؤكدة أن الأمل يبقى بسورية التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وفي دمشق، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن ما يسمى “الربيع العربي” هو امتداد لنكبة عام 1948 حيث يجري استهداف المخيمات الفلسطينية في سورية خاصة مخيم اليرموك عبر أيدي وأدوات العدو الصهيوني لتهجير الفلسطينيين خارج الجغرافيا السورية السياسية الحاضنة للمقاومة ومحاولة سلب حق الشعب الفلسطيني المقدس بالعودة، وقالت في بيان: زوال الكيان الصهيوني ضرورة استراتيجية وتاريخية لحرية الأمة تحققها قوة وإرادة المقاومة ونضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته، مؤكدة أن التفريط بشبر من أرض فلسطين هو خيانة لحقه التاريخي فيها ونكران لتضحياته.
وأكد أنور رجا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في حديث للتلفزيون العربي السوري أن زوال الكيان الصهيوني حتمية ضرورية لحرية الأمة العربية، وأن هذا الأمر لا يتحقق بغير قوة وإرادة المقاومة.