أرباح سبعة مصارف لبنانية عاملة في سورية تنمو 364% إلى 2.9 مليار ليرة في الربع الأول زيادة حجم إيداعات المصارف الخاصة رفع نسبة السيولة وشجّع على منح التسهيلات الائتمانية
أدّى الارتفاع الجيد في حجم إيداعات المصارف الخاصة في سورية إلى انتعاش واضح في إيراداتها، وذلك نتيجة زيادة معدلات السيولة التي دفعت القائمين على أكبر منظومة مالية عربية وأجنبية مصرفية عاملة في سورية (تشكلها سبعة مصارف لبنانية مرخّص لها العمل في سورية) إلى منح تسهيلات ائتمانية متوسطة القيمة وقروض شخصية، وبالتالي ارتفعت أرباح هذه المصارف السبعة إلى 48.6 مليون دولار (2.9 مليار ليرة سورية) خلال الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع نسبته 364%، بالمقارنة مع 0.63 مليار ليرة في الربع الأول من عام 2011، الذي شهد بداية الأحداث والاضطرابات في سورية.
واستعادت أغلبية البنوك توازنها على ضوء التطورات الاقتصادية الحاصلة في الصناعة والتجارة في سورية، رغم ذلك ما زالت حركة تسليفاتها دون المستوى المطلوب بسبب تأثرها بتراجع دورة الاقتصاد بصورة عامة، بينما يفسّر نمو ودائع الزبائن بتوجّه المستثمر نحو الادخار على حساب الاستثمار.
الأصول المجمّعة
وأظهرت البيانات المالية الصادرة عن المصارف اللبنانية السبعة العاملة في سورية، أن أصولها المجمّعة بلغت 5.7 مليارات دولار (342.6 مليار ليرة سورية) في نهاية آذار 2012، بزيادة فصلية نسبتها 5.6% عن آخر سنة 2011.
وحسب النشرة الأسبوعية الصادرة عن “بنك بيبلوس” هذا النمو في حجم الأصول يعود أساساً إلى زيادة نسبتها 10.2% لأصول “بنك بيمو السعودي الفرنسي” (+7.7 مليار ليرة سورية)، إضافة إلى زيادة نسبتها 10% لأصول “بيبلوس بنك سورية” (+4.6 مليارات ليرة سورية)، مقابل 14.3% لـ”فرنسبنك سورية” (+4.5 مليارات ليرة سورية)، و13.1% لـ”بنك سورية والخليج”، وهو التابع لـ”فيرست ناشونال بنك” (+2.9 مليار ليرة سورية)، و2.6% لـ”بنك المشرق” التابع لـ”البنك اللبناني الفرنسي” (+0.4 مليار ليرة سورية).
على خط معاكس، انخفضت أصول “بنك سورية وعبر البحار” و”بنك عوده سورية” 1.4% (-0.97 مليار ليرة سورية) و1.3% (-0.85 مليار ليرة سورية)، على التوالي.
أما تسليفات هذه المصارف مجتمعةً فقد بلغت 2.2 مليار دولار (130.6 مليار ليرة سورية) في نهاية آذار الماضي، أي بهبوط فصلي بلغت نسبته 5.1% عن نهاية 2011.
تسليفات متراجعة
وعزت نشرة “بيبلوس” الأسبوعية هذا الهبوط أساساً إلى انحدار تسليفات “بنك عوده سورية” (-2.7 مليار ليرة سورية)، متبوعاً بتراجع نسبته 11% لتسليفات “بنك سورية وعبر البحار” (-2.3 مليار ليرة سورية)، و5.5% لتسليفات “بنك بيبلوس سورية” (-1.3 مليار ليرة سورية)، و3.7% لـ”بنك بيمو السعودي الفرنسي” (-1.2 مليار ليرة سورية)، و18% لـ”بنك المشرق” (-1.1 مليار ليرة سورية).
على مستوى الودائع، بلغت للمصارف السبعة مجتمعةً 4.3 مليارات دولار (258.5 مليار ليرة سورية) نهاية آذار الماضي، بزيادة نسبتها 6.5% عن آخر سنة 2011. وأسهم في الزيادة الكلية نمو نسبته 11.4% للودائع في “بنك بيمو السعودي الفرنسي” (+7 مليارات ليرة سورية)، مقابل 13.1% لـ”بنك بيبلوس سورية” (+4.7 مليارات ليرة سورية)، و22.1% لـ”فرنسبنك سورية” (+2.9 مليار ليرة سورية).
بموازاة ذلك، نمت الودائع لدى “بنك المشرق” و”بنك سورية والخليج” 17.2% و7% على التوالي، في حين تراجعت ودائع “بنك عوده سورية” 2.8% (-1.4 مليار ليرة سورية) خلال الفصل الأول من العام الجاري، وهو المصرف الوحيد الذي تقلّصت ودائعه بين مجموعة المصارف اللبنانية العاملة في سورية.
انتعاش مبكر
وبدأ تحسّن أداء المصارف السورية ذات المساهمات من مصارف لبنانية منذ مطلع العام الفائت، وقد سجّلت ارتفاعاً في أرباحها الصافية المجمّعة بـ3.34 مليارات ليرة (23.80 مليون دولار)، مقابل 36.77 مليون ليرة عام 2012.
وعند تحويل البيانات المالية إلى الدولار الأميركي على أساس سعر الصرف المعتمد في نهاية الفترة المالية المعنية، تظهر الميزانية المجمّعة للمصارف المذكورة آنفاً ارتفاعاً بنسبة 29.14% عام 2013.
أما لجهة الأموال الخاصة، فقد ارتفعت رسملة المصارف المذكورة بنسبة 9.54% خلال عام 2013 إلى 38.77 مليار ليرة سورية (273.45 مليون دولار)، مقابل 35.40 مليار ليرة عام 2012.
دمشق – سامر حلاس