القرضاوي يواصل بث الفتنة في ليبيا حفتر يستعجل تشكيل "مجلس رئاسي" خال من الإرهابيين
بات وجود الإخوان المتأسلمين في أي سلطة بالنسبة لشيخ الفتنة القرضاوي، هو مصدر شريعة لهذا النظام، حتى لو كان هؤلاء المجرمون قد استولوا على السلطة، وأنهوا حكم من اختاره الشعب.
وفي جديد مفتي الناتو دعوته الليبيين إلى مواجهة من يريد إسقاط الشرعية في بلادهم بحزم، في إشارة إلى القائد العسكري المنشق خليفة حفتر الذي أعلن حربه على المتشددين وسيطرة الإخوان على الحكم في ليبيا.
لقد جعل القرضاوي من الدين الإسلامي مطية لتحقيق طموحات مشغليه من أمراء البترودولار في مشيخة قطر ومعها تركيا الأردوغانية، ولم يعد لديه أي وازع أخلاقي في استصدار هذه الفتاوى، فدماء الليبيين والسوريين والعراقيين لا قيمة لها أمام حفنة من الدولارات.
التحريض، الذي دأب القرضاوي عليه، لم يكن الأول، وخصوصاً في ليبيا، التي كان لها نصيب كبير من فتاويه الدموية، إذ أفتى بقتل الشعب الليبي، وأجاز لحلف الناتو دك أرض ليبيا وحرقها وردم البيوت فوق أهلها، وبعد أن أفتى واستباح قتل السوريين مدنيين وعسكريين وعلماء، وتغيير مواقفه وفتواه من بلد إلى آخر وفق ما تقتضيه مصالح قطر عبر قناة الجزيرة.
إلى ذلك أعلن مصدر أمني ليبي أن وحدات من الجيش والشرطة داهمت مواقع مشبوهة، وألقت القبض على مجموعات من الإرهابيين والمشبوهين من الليبيين والأجانب من مختلف الجنسيات وبحوزتهم الآلاف من قطع السلاح الخفيف وصناديق الذخائر والأسلحة المتوسطة.
من ناحية ثانية أنقذت وحدات من الجيش عائلة العميد جمعة حسين العباني رئيس أركان الدفاع الجوي في ليبيا من استهداف منزله بعدة قذائف آر بي جي من قبل ميليشيات مسلحة.
يأتي ذلك ضمن مجريات معركة الكرامة التي يقودها اللواء الليبي السابق خليفة حفتر منذ يوم الجمعة الماضي ضد المجموعات المتطرفة المنتشرة في البلاد والتي أيدها عدد من الجهات والشخصيات الليبية بينها العميد العباني.
وفي محاولة لعرقلة معركة الكرامة أصدر رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا نوري أبوسهمين مساء أمس أمراً إلى رئيس الأركان العامة للجيش ووزير الدفاع بالقبض على من وصفهم بالعسكريين المتمردين.
ويعزز حفتر الضغوط على السلطات في ليبيا، مطالباً بتشكيل “مجلس رئاسي” لمرحلة انتقالية في بلد أصبح بحسب قوله “وكراً للإرهابيين”، وتقضي خارطة الطريق التي وضعها بتعليق المجلس الوطني العام (البرلمان) الذي يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد ويواجه انتقادات متزايدة.
لكن اللواء المتقاعد، الذي تحدّث في وقت متأخر الاربعاء “باسم الجيش” من شرق البلاد، لم يوضح كيف سينفذ خطته في بلد غارق في الفوضى والعنف.
وقد حصل حفتر على دعم جديد من وزير الثقافة حبيب الأمين، الذي يعتبر أول عضو في الحكومة، يعلن صراحة دعمه للعملية التي يقودها اللواء المتقاعد الذي بات يحظى بدعم قوي من عدد من العسكريين والميليشيات.
وشن حفتر الذي تتهمه السلطات بمحاولة انقلاب الجمعة هجوماً على المجموعات المتطرفة في بنغازي (شرق) التي يتهمها بـ”الارهاب”، وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى.
وقال حفتر، الذي كان يقرأ بياناً، إن “المجلس الأعلى للقوات المسلحة”، الذي أعلنه من جانب واحد، يطالب المجلس الأعلى للقضاء أعلى سلطة قضائية في ليبيا “بتكليف مجلس أعلى لرئاسة الدولة يكون مدنياً ويكون من مهامه تكليف حكومة طوارئ والإشراف على الانتخابات البرلمانية القادمة”، وأضاف: إن المجلس الرئاسي سيسلم بعد ذلك السلطة الى البرلمان المنتخب، وهذا المجلس مدعو بحسب حفتر ليحل مكان المجلس الوطني العام المنبثق عن انتخابات تموز 2012، أول اقتراع حر في البلاد.
ويعتبر المؤتمر الوطني العام برأي عدد من المراقبين أحد أسباب الأزمة، وهو ينتقد خصوصاً لأنه عجز عن إرساء الأمن في البلاد.
أما على الأرض فسادت أجواء هادئة في طرابلس بالرغم من التوتر بين الميليشيات الإسلامية ومجموعات أخرى مسلحة مناهضة للمؤتمر الوطني العام وتدعم عملية حفتر التي أطلق عليها اسم “الكرامة”، وسمع دوي انفجارات في حي صلاح الدين بجنوب العاصمة الليبية، الذي يضم مواقع عسكرية تحتلها فصائل نافذة من منطقة الزنتان تعتبر بمثابة الذراع المسلحة للتيار الليبرالي الذي يطالب بحل المؤتمر الوطني.
وقد أعلن مسؤولون سياسيون أيضاً دعمهم لعملية “مكافحة الإرهاب”، التي استقبلت مع ذلك بكثر من الحذر بما في ذلك في أوساط المناهضين للإسلاميين الذين يشككون في دوافعها الحقيقية.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية وأمنية منذ سنة 2011 نتيجة انتشار السلاح والميليشيات المسلحة التي خلفها عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” وأصبحت تفرض منطقها على الأرض بقوة السلاح.