تشاركية تحتذى
عند حضور حسن النيات بين أي طرفين تسلك الأمور والتفاصيل الإجرائية وتشعّباتها سلسلة مسارات، وتخرج بنتائج إن لم تكن مثلى فهي بالحدّ الأدنى فعّالة. وعلى اعتبار أن بداية الطريق خطوة، يبدو نشاط اتحاد المصدّرين وبعض الجهات العامة الخاصة المعنية بالتصدير بداية لتشكيل نواة عمل، ضمن مشروع إطاري ينشد رفع معدلات التنمية وزيادة حجم الاستثمارات والصناعات والتصدير لأعضائه من جهة، ومن جهة أخرى تحسين الأداء الاقتصادي واستنهاض الخبرات المركونة وتفعيلها.
فالتآلف الذي نلمحه بين مكونات القطاع التصديري الذي أصيب في مقتل بسبب الأزمة الراهنة، يعدّ حالة إيجابية مبشّرة بإدراك معنى التشاركية الحقيقي الذي طرح كمفاهيم وأفردت له المجلدات سابقاً، بينما اتسم تنفيذه على الأرض بالأنانية والمجاملة وشدّ الحبال الخفي مع التراخي لفوز القطاع الخاص بمزاياه، كما أن نشاط أعضاء الاتحاد كقطاع خاص ومبادراتهم ظاهرة كانت مفقودة إلى وقت قريب، وخاصة بعد أن تعهّد أمام الحكومة ببذل جهود مضاعفة من أجل تفعيل دور الاتحاد داخلياً وخارجياً لدعم قدرات الاقتصاد الوطني، وأعلن عن استعداده للتعاون والتنسيق مع المعنيين لتفعيل قطاع التصدير.
ولا ندري إن كانت الحكومة بالغت في تعليق الآمال على الاتحاد رغم النيات الحسنة الملحوظة، لجهة مطالبته المصدّرين بالإسهام في الحفاظ على مكانة السلع والبضائع السورية من حيث توفّر عناصر الجودة ووفرة الكميات والأسعار المنافسة والمواصفات الفنية المتميزة، والتركيز على تصدير المواد المصنّعة بهدف توفير فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية والعائدية الاقتصادية التي تنعكس إيجاباً على الصناعي والمصدّر والمنتج والعامل وعلى خزينة الدولة.
فالحكومة وعدت بتذليل العقبات التي لحقت بقطاع التصدير بسبب الحرب الاقتصادية الجائرة والتدمير الممنهج للصناعات الوطنية، ورأت أن تنمية الصادرات وتطوير البيئة التشريعية والإدارية والتنظيمية الذي يعزز القدرات التنافسية للصادرات السورية وافتتاح معارض داخلية وخارجية تعرّف بالمنتج السوري يجب العمل عليها.
وبالمقابل هناك مطالبات للاتحاد أوّلها تفعيل الاتفاقيات المبرمة مع الدول الصديقة بما يتناسب مع الظروف الراهنة والاستفادة من خط الائتمان الإيراني لتأمين الأسواق المحلية بالسلع الأساسية، فضلاً عن الرغبة بالمشاركة بأي قرار اقتصادي بهدف توحيد الرؤى بين القطاعين العام والخاص، أي إن التشاركية ستسير إلى مبتغاها إن بُدّدت هذه العثرات.
سامية يوسف
samiay@gmail.com