ثقافة

لقاء شعري ارتفع فيه صوت الوطن مع نبض الصمود

لنفتتح مقالنا بقول الشاعر (رسول حمزاتوف):
(فشعار جمهوريتي يقول: يا عشَّاق العالم اتحدوا)
هذا الاتحاد لا بدَّ منه، خاصة وأن قائد الوطن صار المرفأ الذي تلتجئ إليه النفوس نحو بر الأمان، فآثرت نقطة المركز الثقافي (محارب الأحمد) على إقامة  لقاء جماهيري لحضور فعاليَّة شعرية بمناسبة الاستحقاق الرئاسي بمشاركة عدَّة شعراء ومسؤولين آخرين، حضرها العديد من المهتمين بالحركة الثقافية في مدينة حمص.. وبداية ألقى الشاعر (يونس محمود يوسف) قصيدة شعريَّة بعنوان: “شام المجد” معتمداً قافية الضاد التي تعتبر نادرة الوجود في القصائد الشعرية؛ لصعوبة توافق كلماتها مع المعاني المرادة في نهايات الأبيات الشعرية، وهنا تكمن مقدرة ـ الشاعر يونس ـ العالية على صوغ القصيدة، التي جاءت متهافتة المعاني، متراسلة الصور، بأسلوب رصين، سلس.. نقتبس:
بِنَفْلٍ كانَ أَمْ فَرْض ِ        سَنَبْقى شُعْلَةَ الأَرْضِ
نَرودُ الشَّمْسَ نُدْفِئُها       ونُعْطيها سَنا الوَمْضِ
نَصونُ عُهودَ مَنْ رَحَلوا   بِرَغْمِ الجُورِ والمِضِّ
ويستمرُّ نبض الشعر بوتيرة مرتفعة، تتصاعد فيها الصور بنبرة التحدي والفخر.. حيث قدم الشاعر (إبراهيم أحمد الهاشم) قصيدة طويلة بأسلوب شاعري مثير، أضفى على الأبيات حسّه الوطني العظيم، وظهر من خلال انفعالاته مدى شغفه بصوغ القصيدة النابضة برقة المعاني، البعيدة عن التكلُّف، والإنهاك في البحث عن القوافي المناسبة، فجاء الشعر لديه عفوي الهوى، عذب المعاني.
والغرب صنَّاع الحضارة عندهم          يُعفى الجناة.. ويُحكم المقتول
مَنْ لم يُطابق قوله أفعاله                    ماذا يفيد كلامه المعسول
هو منطق التاريخ يحكم بيننا               الظالمون وليلهم سيزول
وبنبرة الشباب الذين شاهدوا بعيونهم ما حلَّ بالوطن من أزمات، وعرفوا حقائق التآمر عليه وكيد المعتدين، وأدركوا من هو العدو الحقيقي الذي أبلى بنا كل هذا البلاء..أمتعنا الشاعر (يزن سعود) بقصيدة ضمَّنها رؤيته الخاصة حول هذا الهول مما حلَّ بالوطن، فظهر كفارس لا يلين، ومحارب لا ينهكه شرُّ القتال.
كما قدَّم (مغيث إبراهيم)  رئيس شعبة المدينة الثالثة، كلمة حزب البعث العربي الاشتراكي، مستذكراً قول الله للنبي محمد عليه السلام: (إنك ميت، وإنهم لميتون).. أما الشهداء فهم أحياء عند ربهم يرزقون، ومن هنا نجد مدى كرامة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى.. كما أن السيد (مغيث) قد بيَّن بأن أعداء الوطن غير مؤمنين، ولو كانوا كذلك لما فعلوا بنا ما فعلوا، والحمد لله أنه منَّ علينا بقائد الوطن الرئيس (بشَّار الأسد) لما يمتلك من صمود وتحدٍ، وبعد الرؤية الثاقبة في تسيير مركب هذا الوطن نحو برِّ الأمان، وأن الفرحة الكبرى ستكون في الثالث من الشهر القادم يوم انتخاب الرئيس رمز الأمة والمقاومة، والذي أثبت للعالم قاطبة صموده أمام هذا الإعصار من الإرهاب.
كما كانت لأم الشهيد والإعلامية (حياة عواد) فرصة للحضور، أكَّدت فيها، بنبض الحزن الطافح في وجهها، والذي لم تتمكَّن من إخفائه أبداً، وبنبرة الفخر والاعتزاز، أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن ما قدَّمه الجيش العربي السوري ما هو إلا دليل قاطع على حبِّ الوطن والصمود أمام الإرهاب الذي عانت منه البلاد، وأن من الواجب علينا المضي نحو الاستحقاق الرئاسي لنؤكد مسيرة المقاومة بقيادة الرئيس (بشَّار الأسد) ولنثبت للعالم أجمع أن الشعب يقرر مصيره بنفسه، ولا يحقُّ لأي أحد فرض رأيه علينا.
وألقت د. (سامية السليمان) كلمة النقابات المهنية للأطباء والصيادلة مبيِّنة مدى مهارة  الرئيس (بشار الأسد) باستئصال الداء الذي حلَّ بالبلاد من خلال عمليَّة تنظير مجهرية هدفها القضاء على الخلايا الميتة، هذا ما يشبه جراحة العيون التي تهدلت أجفانها وضاقت مقلها، فلا بد لها من عملية جراحيَّة لتعيد لها الأبصار.
ختاماً.. كلنا أمل بعودة الحب والأمن والسلام لحبيبتنا سورية.
سريعة سليم حديد