احتضار الرقع الزراعية يفتح شهية الأسئلة عن وجع البرامج؟!
تراجعت الرقعة الزراعية خلال السنوات الخمس الماضية وتقلصت المساحات الخضراء كثيراً جراء التطاول على الغابات، ومحاولة اجتثاث الأشجار وتجريد الأراضي من الغطاء النباتي، وبالتالي لم نعد نسمع عن ملف استصلاح الأراضي الذي يضيف المزيد من المساحات الزراعية التي تتناسب مع النمو السكاني المتسارع والمتزايد، ولاسيما أن من أولويات المرحلة القادمة استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية نظراً للحاجة الماسة للأمن الغذائي.
من هنا تتجلّى أهمية البحث عن زراعات ذات إنتاجية عالية من خلال زرع أصناف جيدة ومتنوعة من المحاصيل، واستخدام المزيد من الأسمدة وأساليب الري الحديث، وهذا لا يتحقق إلا باستخدام نظم زراعية فائقة التكنولوجيا وذات دقة عالية، فضلاً عن أساليب الزراعة العضوية لتأمين مردود إنتاجي للمحاصيل يكون في تصاعد مستمر.
وزارة الزراعة تتحدث عن تطوير البادية وإعادة الغطاء النباتي الذي هو اليوم في أسوأ حالاته لسوء الاهتمام والرعي الجائر وزيادة الحمولة الرعوية في مساحات ضيقة وصغيرة جداً، فضلاً عن الجفاف الذي ألم بالبلد هذا العام.
لقد حاولت الحكومات المتعاقبة منذ منتصف الثمانينات زراعة نباتات رعوية تتمثّل بنثر البذور المتعددة والتي تلائم البيئة هناك وسقايتها والإشراف عليها، إلا أن شيئاً منها غير موجود الآن رغم ما يتمّ تقديمه للثروة الحيوانية من أعشاب، ما يعني أن تطوير البادية متوقف على العامل المطري بالدرجة الأولى فأي زراعات بذرية هناك ما لم تتوفر لها المياه للإنبات ومتابعتها جيداً يعني المزيد من هدر الأموال والجهد.
خلاصة القول إن الاهتمام بالبادية ضرورة ملحة ولاسيما أن الجانب الخدمي متوفر بدءاً من مياه الشرب والطرقات العامة والمدارس ما يشكل عامل استقرار للقاطنين هناك، وكل ما هو مطلوب منع الاعتداء على النباتات والشجيرات الصغيرة والغابات حفاظاً على غطائها النباتي.
حماة- محمد فرحة