الرفيق الهلال يلتقي الفعاليات الاجتماعية والدينية ووجهاء العشائر في الحسكة: السوريون سيقدّمون للعالم دروساً في الديمقراطية
الحسكة-إسماعيل مطر:
عبّر الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي أمس خلال لقائه الفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية والدينية ووجهاء العشائر في محافظة الحسكة عن سعادته الكبيرة وهو يلتقي أهالي محافظة الخير والعطاء والنماء “سلة الغذاء السوري”، التي كانت ومازالت وستبقى على الدوام معقل الوحدة الوطنية ومعقل الشرفاء والبعثيين الأبطال، وقال: إن الشعب السوري الأبي البطل المقاوم لم يرتض الذل والهوان، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه سورية بكل مقوّماتها ومكوناتها وتاريخها المشرف، وحسم أمره واتخذ قراره بأنه لا يركع إلا لله عز وجل.
وشدد على أن سورية صمدت أمام إجرام المجموعات التكفيرية الظلامية، التي امتهنت القتل والخطف وترويع الناس، وأمام حرب لم يشهد لها مثيل في التاريخ المعاصر، ومورست فيها كافة أشكال الحصار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وصرفت الأموال الكثيرة لثني سورية عن مشروعها المقاوم، بفضل وحدتها الوطنية وعقائدية جيشها، الذي نهل من مدرسة الصمود والمقاومة مدرسة القائد التاريخي حافظ الأسد، وحكمة الرفيق بشار الأسد.
ولفت الرفيق الهلال أن محافظة الحسكة، وبكل مكوّناتها المجتمعية، كانت السباقة إلى تعزيز وحدتها الوطنية وانتمائها وعيشها المشترك وروح المحبة والأخوة، حيث سعى الإرهابيون ومن يدعمهم لبث سموم الفتنة بين أبناء المحافظة الذين بفضل وعيهم ومحبتهم أفشلوا هذه المحاولات، وأضاف: إن المجموعات الظلامية قامت بضرب كافة البنى التحتية، ومنها محطات الكهرباء والاتصالات والمياه، ومنع وصول المواد الغذائية والدوائية إلى بعض المحافظات، وقال: للحكومة العديد من الأولويات في تقديم الخدمات للمواطنين، وهي تأتي حسب الأهمية تباعاً، وبالنسبة إلى محافظة الحسكة سوف يتم تأمين شبكة اتصالات خليوية بديلة عن الشبكة الحالية.
وقال الأمين القطري المساعد: إننا نعيش اللحظات الأخيرة لفصول المؤامرة على سورية، وذلك بفضل الانتصارات الكبيرة التي يحققها كل يوم أبطال الجيش العربي السوري على ثرى الوطن الغالي، فهذا الجيش قدّم الكثير من الشهداء دفاعاً عن المكتسبات والمقدّسات وعن تراب سورية الأبية المقاومة، وأشار إلى تخاذل أنصاف الرجال الذي لعبوا أدواراً قذرة في تنفيذ سياسات أسيادهم في تفتيت وتجزئة هذا البلد، الذي أعطى العالم دروساً في المقاومة والصمود والتحدي، ولفت إلى فشل رهان داعمي الإرهاب على إقامة الانتخابات، لأن الشعب السوري سيشارك فيها مطلع الشهر القادم، ويظهر للعالم أجمع بأنه شعب حر ديمقراطي يمارس حقه الانتخابي بكل شفافية عبر دستور عصري وقانون انتخابي يعد الأفضل على مستوى العالم.
وأضاف الرفيق الهلال: إن السوريين أثبتوا خلال الأزمة، التي تتعرض لها سورية، قدرتهم على صد العدوان والدفاع عن الوطن وتصميمهم على صون سيادة سورية وكرامتها وإفشال كل التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، وسيتابعون اليوم مسيرة النضال والبناء، وسيتوجهون في الثالث من حزيران القادم إلى مراكز الانتخاب للوقوف إلى جانب بلدهم ومستقبلهم، فإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده رسالة لـ”سكان الفنادق”، والذين يسمون أنفسهم “معارضة”، بأن صناديق الاقتراع هي الفيصل، ولقوى التآمر بأن أبناء سورية الشرفاء، الذين حملوا البندقية بيد ليقاتلوا الإرهابيين المجرمين وداعميهم، سيحملون باليد الأخرى بطاقة الانتخاب للمشاركة بالاستحقاق الدستوري ويقدّمون للعالم أجمع دروساً في الصمود والديمقراطية، وأضاف: يوم الثالث من حزيران ليس يوماً عادياً، بل هو تاريخ سورية وحاضرها ومستقبلها ووجودها، وأشار إلى أن الانتخاب واجب وحق على كل مواطن لتعود سورية أقوى مما كانت عليه خالية من الإرهاب والإرهابيين وإعادة بناء ما دمرته يد المخربين والبسمة لوجوه الأطفال.
وطالب الحضور بضرورة معالجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والاتصالات الخليوية والأرضية وتأمين مياه الشرب لبعض أحياء المدينة وقراها، وبعودة عمال مجلس مدينة الحسكة الذين تمّ فصلهم من عملهم وعددهم 320 عاملاً، مع الإشارة إلى أنهم عمال نظافة وعلى رأس عملهم منذ ثلاث سنوات، كما طالب المجتمعون بضرورة إعفاء الفلاحين من ديونهم نتيجة لحالة الجفاف التي تمر بها المحافظة منذ عشر سنوات، وعدم مقدرتهم على السداد لصالح المصرف الزراعي وضرورة الإسراع في تأمين أكياس الخيش من أجل موسم الحصاد الحالي.
وجدد المشاركون في اللقاء دعمهم وتأييدهم للاستحقاق الرئاسي ومشاركتهم الواسعة فيه ووفاءهم ودعمهم للرفيق بشار الأسد، مؤكدين أن دعم الجيش العربي السوري وصموده في إعادة الأمن والأمان يأتي في مقدمة أولويات أبناء المحافظة.
وأكد رئيس الاتحاد العام للفلاحين حماد السعود أن جميع المعنيين في الدولة وعبر العمل التشاركي يعملون على تذليل الصعوبات التي تواجه الفلاحين والقطاع الزراعي، مشيراً إلى وصول أكثر من 3 ملايين كيس خيش إلى الحسكة مخصصة لعملية حصاد الموسم الصيفي، وأن الكميات التي تحتاجها المحافظة من الأكياس متوفرة وستصل تباعاً، وبيّن أن التسعيرة التي وضعت لمحصولي القمح والشعير الذي سيتمّ تسويقه لمراكز الشراء راعت تكاليف الإنتاج الحالية وتحقيق هامش ربح جيد للفلاحين، مشيراً الى جدولة ديون الفلاحين عام 2011 لمدة عشر سنوات وإلغاء فوائد تأخير سداد الدين التي بلغت 7 مليارات ليرة، وكشف أنه تمّ الانتهاء من دراسة مشروع مرسوم مماثل لجدولة القروض لعشر سنوات أخرى وإعفاء فوائد الديون المترتبة على الفلاحين منذ عام 2011 وحتى تاريخه، مبيناً أن تمويل الفلاحين للموسم القادم سيتم في حال دفع الفلاح خمسة بالمئة من مجمل كتلة الديون المترتبة عليه.
حضر اللقاء الرفاق عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية عبد المعطي مشلب، وأمين فرع حزب البعث خلف المهشم، ومحافظ الحسكة المهندس محمد زعال العلي، وممثلو أحزاب الجبهة الوطنية والأحزاب السياسية، وحشد من المواطنين.
كما زار الأمين القطري المساعد بمشاركة المحافظ وأمين فرع الحزب عدداً من أسواق المدينة والتقى عدداً من المواطنين واستمع الى مطالبهم، مؤكداً أن الحكومة ستسعى لتلبية حاجاتهم الخدمية.