حكاية من بلدي..

رغم ما حقّقته الدراما السورية على المستويين الإقليمي والدولي من نجاح وحضور مهمّين ومميزين فاعلين، إلاّ أنها لم توظّف في خدمة التسويق والترويج لسياحتنا، كما فعلت الدراما التركية بغزوها أسواقنا وجذبها العديد من سياحنا وسياح المنطقة.
ليس هذا فحسب بل شكّلت اللهجة السورية (الدبلجة) للمسلسلات التركية قيمة مضافة لها و”فيزة” دخول مجانية، عشق صوتها وصورتها كل مشاهد عربي، هو نظرياً مشروع سائح مفترض.
ولا أدلّ على ادعائنا من أن عدداً من الدول الأوروبية والعربية والأمريكية، قامت بحجب قناة (سورية دراما)، الأمر الذي لا يمكن فهمه إلاَّ على أنه إمعان في قطع أي أمر قد يُظهر جمال وروعة الحقيقة السورية وحقها، حضارة وتاريخاً ورسالة إنسانية عالمية، ويعرّي ويكشف ما حاولوا ويحاولون طمسه وتشويهه وشيطنته، عبر منع أي نوع من أدوات التواصل معها.
وإن كنا قد نفهم حجب “أصدقاء سورية” قنوات أخبارنا استناداً إلى مفهومهم  في “حرية ” الاطلاع على الرأي الآخر، لكن لا يختلف اثنان على أن تعمّدهم شطب، الصورة واللهجة الشاميتين وبالتالي المشهد السوري، بما فيهما وفيه من عمق وبُعد حضاري وانفتاحي وثقافي فني، هو محاولة مسعورة لئيمة لتدمير سورية الدور والحضور والرسالة.
من المعروف أنك إذا أردت التحكم بمصير شعب ما، عليك أولاً السيطرة على عقله ومسح ما فيه لتضع ما لديك، ومن هذه المسلّمة ذات الأساليب المعقدة الذكية، يتجلى الدور الخطير لما تلعبه الميديا في توجيه السلوك وتغيير الاتجاهات.
السابق من قولنا يقودنا إلى أهمية الدراما في التسويق والترويج، لما يريد المُستهدِف من المُستهدَف توجيهاً للرأي وإحداث تغيير فيه، وبالتالي هذا يقودنا إلى أنه من خلال الأفلام الموجّهة والدراما الذكية، نستطيع أن نسوّق ونروّج، ليس فقط لقصة وحالة فنية بل للاقتصاد والتجارة والسياحة ولما تشمله من منتجات وطنية مختلفة، وهذا ما يجب العمل عليه منذ الآن وتأمين الكوادر الخبيرة المختصة له، وخاصة أننا نمتلك كل أسباب وإمكانات النجاح والتفوق فيه.
ولعل هذا ما بدأته أمس وزارة السياحة كخطوة أولية في اتجاه التسويق والترويج لسياحتنا، من خلال إطلاقها أمس مسابقة للأفلام القصيرة والصور الفوتوغرافية ضمن ملتقى بعنوان (صورة وحكاية من بلدي) تجسّد من خلاله الحكاية السياحية الجميلة لسورية، الهادفة إلى إبراز القيم الجمالية للمعطيات السياحية.
هذه الفعالية التي تأتي في إطار دعم الوزارة للفعاليات والأنشطة التي تشجّع على تجسيد الصورة الجاذبة والحقيقية لسورية، نأمل أن تكون مدخلاً لتوظيف الدراما في خدمة السياحة والاقتصاد “صنع في سورية”، لأن الدراما جامعة لكل العناصر الجمالية والروحية والإنسانية، ما يخوّلها أن تكون الرقم الأول في تسويقنا وترويجنا، ولنا فيما سبق مثل ناجح ويجب أن ننجح.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com