ثقافة

كتّاب طرطوس ومثقفوها يقولون كلمتهم في الانتخابات

كما يعشقُ الجندي وطنه ويزود عنه ببندقيةٍ علَّقَ عليها روحهُ، كذلك الكاتبُ والشاعرُ والمثقفُ يزودُ بسلاحِ الكلمة لأن الكلمة لا تقلُّ شأناً عن الرصاصة التي يطلقها جنديٌ لتستقر في صدر الإرهاب، كذلك الكلمة عندما تكون في موضعها فهي رصاصة في صدر الفكر التكفيري الذي يستهدف العقول فيخدرها ويحولها من أداةٍ للبناء إلى أداةٍ للقتل والإجرام، ولأن الكلمة هي موقفٌ وصوتٌ يماثل إلى حدٍ بعيد تلك البندقية وأزيزَ رصَاصِها عبَّرَ كُتابُ طرطوس ومثقفوها عن موقفهم من خلال أصواتهم التي سيدلون بها في صناديق الانتخاب ليقولوا للعالم نحن جنباً إلى جنب مع شعبنا وجيشنا وقيادتنا التي عبرت بنا إلى شط الأمان في هذا اليم المتلاطم الأمواج فماذا قالوا:
الشاعر محمد حمدان رئيس اتحاد كتاب طرطوس، أكد أن الاستحقاق الانتخابي هو حق وواجب وطني فمن قصر في أداء واجبه أساء إلى حقه و من أساء إلى حقه فقد أساء إلى الوطن ومن أساء إلى الوطن فقد بدأ بالسير في طريق الخيانة، وأمل حمدان أن يدرك جميع أبناء الوطن خاصة ممن وقعوا ضحية للتضليل أن ما حدث هو مؤامرة وليست مغامرة كما أراد البعض تصويرها، مؤامرة تستهدف البنيان الثقافي والإنساني والتاريخي، ومن هنا يجب على الثقافة أن تبدأ رسالتها الحقيقية في إيضاح الأمور و تبيان الحقائق لمن غابت عن بصرهم وباصرتهم لأن الوطن هو أكبر من الجميع ولا أهمية لأي مواطن دون وطن ينتمي إليه لذا يجب على المثقفين خاصة في هذه المرحلة إعادة من ضل إلى الصراط المستقيم لأن الثقافة كما قال الراحل حافظ الأسد هي الحاجة العليا للبشرية، وتوقع حمدان من القيادة الجديدة التي ستفرزها الانتخابات الدستورية أن تحمل لواء الدفاع عن سورية وصون وحدتها وكرامتها حتى يعود الوطن إلى مساره ومسيرته التي أشرقت شمسها على العالم.
وقال القاص د.عدنان رمضان: إن الانتخابات في هذا الوقت بالذات هي ضرورة لابد منها للوقوف في وجه أعداء الداخل والخارج القادمين من مخلفات التاريخ في محاولة لتجهيل العقل العربي وإعادة العرب قروناً إلى الوراء، وهذا الاستحقاق الكبير هو الذي سيعيد سورية إلى ما كانت عليه ولكن بشكل أكثر تعددية وديمقراطية من شأنها أن تغني الواقع السوري لأن التنوع هو مصدر كل تنور وإبداع، ورأى رمضان أنه من المهم أن يشارك كل مواطن سوري قادر على الانتخاب في الإدلاء بصوته للخروج بقيادة شابة جديدة ومتطورة تواكب تطورات العصر، وهي ذاتها القيادة التي دافعت عن سورية ووقفت بوجه أكبر هجمة امبريالية تتعرض لها دولة في العالم لتحقق الانتصار تلو الانتصار وتعيد رسم خريطة جديدة للعالم.
أما الروائية والقاصة ميسون جعمور فأشارت إلى أهمية هذا الاستحقاق في رسم مستقبل سورية وضرورة أن يشارك جميع السوريين في الداخل والخارج في هذه الانتخابات لأن أصواتنا كما هي حق لنا فهي أيضاً واجبٌ علينا وهذه الأصوات هي كلها ملك للوطن لذا علينا رفع سوية وطننا بين شعوب العالم المتحضر خاصة تلك التي أرادت أن تجعل منا دولةً فاشلة، على أن يكون العنوان العريض للمرحلة القادمة محاربة الفساد بكل أشكاله، وأن تلتفت وزارتا الثقافة والإعلام إلى المثقفين وضرورة إعطائهم الدور الذي يستحقون كي يقتربوا أكثر وأكثر من جيل الشباب الذي وقع بعضهم في فخ التضليل، واعتبرت جعمور أن ماقدّمه السوريون من تضحيات وشهداء كانت القوة التي استطاعت إعادة عجلة التاريخ إلى مسارها الصحيح كي تعود أجراس الكنائس لتعانق أصوات المآذن كما كانت وكما ستبقى.
وأكد الشاعر محمود حبيب أن سورية تخوض الآن عدة حروب دفعة واحدة على الإرهاب والفكر التكفيري وضد ناكري الجميل الخائنين لوحدة الدم والاخوة، وحرب لتكريس الثوابت الوطنية وترسيخ فكر المقاومة، وهي بالمحصلة ستنتصر في كل حروبها بفضل قيادة حكيمة وجيش عقائدي وشعب فطر على التضحية، لكنه نبّه إلى أهمية النهوض بالواقع الثقافي والإعلامي وفتح المجال أمام طاقات الشباب ليساهموا كغيرهم من أبناء الوطن بالنهوض بوطنهم للوصول إلى سورية المستقبل التي يطمح إليها جميع السوريين ولن يكون ذلك إلا من خلال المشاركة في الانتخابات وقول الكلمة الفصل في صناديق الاقتراع.
وأما الشاعر محي الدين محمد فأوضح أن السوريين يعيشون الآن تجربة ديمقراطية جديدة يستطيع كل ناخب أن يدلي بصوته لمن يعتقد أنه يمثله ويمثل مستقبله السياسي ورأى أن المثقفين في هذه المرحلة يضطلعون بدور مهم لذا عليهم أن يوحدوا رؤيتهم تجاه الأزمة المركبة التي تعيشها سورية منذ ثلاث سنوات والتي خطط لها منذ خمسينيات القرن الماضي لأن سورية بموقعها الجغرافي والسياسي المستقل وثوابتها الوطنية والقومية دفعت بأعداء الوطن لاستهدافها، لكن الشعب السوري وجيشه قد أسسا مدرسة جديدة تدرّس فيها قوانين القتال والصمود ومحبة الوطن، وخير تعبير عن ذلك هو التوجه إلى صناديق الاقتراع صبيحة الثالث من حزيران ليقولوا كلمتهم للقائد الذي امتلك اليقظة خلاف غيره من رؤساء العالم، وتعلم من تجربة أبيه بأن الأوطان تحتاج دائماً إلى من يبنيها ويحميها.
طرطوس- روبيل صبح