محليات

بين قوسين “فوق الموت…”؟!

أن نتصدّى نحن “الحشريين” وذوي “المعلاق الكبير” لأخطاء وارتكابات الوزارات والمؤسسات إن وجدت أكثر مما نتحدّث عن الإنجازات التي تعدّ واجباً ومسؤولية وظيفية لا تستأهل العرض، هذا أسّ وأساس وجود السلطة الرابعة شرط عدم الإساءة والتجريح والتهديم والتصيّد ونكران النجاحات التي قد تغفر بعض الهفوات وجزئيات التقصير غير المقصودة، طبعاً هذا إذا كانت الظروف الذاتية والأهم الموضوعية متوفرة لتقييم الأداء ومن ثم المحاسبة التي تنشد التطوير والتغيير البنّاء الذي يحتل المرتبة الأولى في أجندة البلد دولة ومجتمعاً أمام كوارث الإرهاب المدمّر على مدار عمر الحرب.
بصراحة ليس من الإنصاف والعدل تحميل أجهزة الدولة أكثر من طاقتها في ظل واقع عصيب تقف فيه المؤسسات في حالة مقاومة لجملة المعارك المباشرة وغير المباشرة التي تواجهها في مواقع العمل وأدوات الإنتاج والأسواق المستهدفة والأخطر ضرب الكفاءات والعناصر البشرية المنتجة والناشطة في ميادين العمل السلعي والخدمي وغيرها، وهذا الجرح هو الذي تجتهد السلطات لتضميده بأدوات البدائل المتاحة واختزال الاستهلاك إلى حدود الأولويات التي تتجلى بالغذاء والدواء، وهنا بيت القصيد في سفر الصمود وإرادة البقاء للتغلب على الوجع والانتصار الحتمي!.
بعيداً عن التنظير ونقيضه في المزاودة، ثمّة وزارات ومؤسسات ليس القائمون عليها محطّ إجماع من حيث الرضا ومستوى الأداء في نشاطها وعملها، وقد يختلف ويتفق الكثيرون في “المع” والضدّ وهذا “عرف” مطلوبة، لكن الاجتهاد والقياس غير المصيب أن نعيد جلد الذات والآخرين خارج التوقيت المناسب، وعلى طريقة “فوق الموت عصّة قبر” تجد بعضهم يلهث لتوجيه ضربات قاضية لمؤسسات الدولة وجهاتها، متناسياً أن أي جهد حتى لو لم يكلل بالنجاح يعدّ إنجازاً أمام فداحة ما يأتي من الخارج.
قد نسجّل بعض التحفظات على هذه الوزارة أو تلك خارج المحنة، لكن في الملمّات التي أصابت الجميع لا يمكن الرجم بحجارة النقد لمجرد النقد، ويتجلى المثال الحي في موقف وزارة الصحة التي سجّلت بصمات في التصدي لاستحقاقاتها الطبية والإسعافية بالدواء والمعالجة والإسعاف والوقاية بالتلقيح الذي طال 11 مرضاً ونال مليونان و900 ألف طفل حصتهم من الجرعات، في حين وصلت خدمات المشافي والمراكز الطبية إلى 45 مليون خدمة، هذا رغم الحصار والمقاطعة والمنع وفوق كل ذلك المزيد من التهم وتزوير الحقائق من منظمات دولية غير أخلاقية، ساهمت في إيقاف تمويل تجهيز 33 مشفى كان مقرراً وضعها في الخدمة العام الماضي، وحرمت القطاع من مستلزماته قاطبة لتخرج متبجّحة بالقول: إن 200 ألف طفل ماتوا في سورية مرضاً، وتدّعي أن برامج التلقيح متوقفة!؟. والسؤال: لنفترض أن الرقم صحيح مَن كان سبباً في ذلك، ومن ورّد الجوائح والأوبئة؟! وهل كنّا كذلك قبل أن تصدّروا موتكم القادم من الغرب؟.
زبدة الكلام: “للصحة” جنودها ولمشافينا الحكومية والخاصة ومستوصفاتنا ومراكزنا الطبية ومعامل الأدوية أبطالها وملائكة رحمتها، وللسوريين طول العافية من بعد غيظكم وقيظكم أيها اللاعبون بالنار…!!.
علي بلال قاسم