طوفان انتخابي وطني أسقط بالصورة والكلمة كل رهانات الغرب والمتآمرين وفدان روسي وإيراني لمواكبتها.. ولايتي: الانتخابات رد حازم على الأعداء حزب الله يسخر من جنون وعنصرية 14 آذار: انتصار لسورية المقاومة
في محاولة يائسة للضغط على السوريين، الذين أفشلوا بصمودهم وإيمانهم بوطنهم وسيادة قرارهم المستقل رهانات الخارج، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عزمه تمديد الحصار الجائر على السوريين ومعيشتهم واحتياجاتهم الأساسية، ومدد حزمة العقوبات بحق قطاع النفط والمصرف المركزي السوري، حتى الأول من حزيران عام 2015، ويأتي القرار قبل أيام قليلة من الاستحقاق الدستوري للانتخابات الرئاسية، وبعد مشهد الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع في الخارج، والذي شكّل رداً حاسماً وحازماً على الدول التي شككت في شرعية الانتخابات وإمكانية إنجازها، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام، خاصة أنه يتناقض مع القوانين الدولية وحق الشعوب في التصرف بمقدراتها، من جهة، ويستهدف قطاعاً حيوياً “المركزي” يموّل جميع عمليات استيراد احتياجات معيشة السوريين.
مشاركة السوريين في المغتربات وبكثافة في استحقاق انتخابات الرئاسة، وإصرارهم على تحويل يوم الانتخابات الرئاسية إلى تظاهرة سياسية حضارية، تجسد انتصار سورية الوطن والدولة والمستقبل، وتعبر فعلاً عن الديمقراطية الحقيقية، وتأتي بمثابة رد صاعق على المروجين لما يسمى “الربيع العربي”، والذين فقدوا أعصابهم، وتكشف سبب إصرارهم على منع إجراء الانتخابات على أراضيها، لكن الرد السوري جاء حازماً وسريعاً، وتقاطر السوريون في الخارج، حتى في بلدان تحظى فيها “المعارضة” بنفوذ وحضور مثل الأردن ولبنان، إلى صناديق الاقتراع للتأكيد على أن قرار إجراء الانتخابات قرار سوري بامتياز، وأننا شعب لم يحن رأسه عبر العصور وسنبقى شامخين وسنحقق تطلعاتنا المستقبلية بإرادتنا نحن وليس من خلال تنفيذ ما يرغب به الغرب.
“الطوفان البشري” للسوريين في الخارج على صناديق الاقتراع، والذي تصدّر واجهة الأحداث، سدّد صفعة مزلزلة لجميع أعداء الوطن، وأرسل رسالة سياسية من دمشق إلى عواصم القرار الإقليمية والدولية، بأن كل رهانات الغرب والمتآمرين على سورية سقطت، وأن الشعب السوري قال الكلمة الفصل باسم الحرية والديمقراطية: نعم لسورية، سيف العرب وترسهم، وطناً لجميع السوريين، يحميها رجال أشاوس حماة ديارنا، ويقودها رجل مؤمن بحقها في الوجود متسلحاً بإرادة شعب لا يقهر، آمن في كل لحظة من حياته بحتمية الانتصار على أعتى مؤامرة ضد أمة في التاريخ.
بالأمس، أعلن سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان أن اللجنة تقوم حالياً بفرز الأصوات بعد أن أغلقت صناديق الاقتراع، وقال: “إن محاضر الفرز سترفع أصولاً إلى لجنة الانتخابات الرئاسية في وزارة الخارجية والمغتربين”، لافتاً إلى أعداد المقترعين الكبيرة.
إلى ذلك، أكد النائب عاصم قانصوه رئيس كتلة حزب البعث العربي الاشتراكي في مجلس النواب اللبناني أن الانتخابات الرئاسية السورية في لبنان كانت استفتاء حقيقياً لارتباط الشعب العربي السوري بوطنه وبدور سورية وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذا المشهد قلب الصورة التي ظلت القوى المعادية تحاول رسمها فجاء السوريون من كل المحافظات السورية ليوضحوا أن إحساسهم بوطنهم سورية قوي جداً وعال جداً جداً، وأن الرهان على أن يكون السوري ضد وطنه هو رهان خاسر، وهكذا سقط ذلك الكلام الفارغ الذي ظلت القوى المعادية تلهج به ضد سورية والسوريين لثلاث سنوات مضت.
وفي تصريح مماثل عبر ابراهيم عوض نائب رئيس المجلس الوطني للإعلام في لبنان عن إعجابه للحماس والاندفاعة الكبيرة التي أبداها أبناء الشعب السوري المقيمون في لبنان استجابة لنداء الواجب الوطني تعبيراً عن حبهم وإيمانهم بوطنهم وعزمهم على مواجهة المخطط الإجرامي الإرهابي الذي تتعرض له سورية، وأشار إلى أن هذا المشهد الكبير يظهر مدى العلاقة والتعلق والتمسك بقيادة الرئيس الأسد الذي أثبت بفضل حكمته وثباته وشجاعته والتفاف جيشه وشعبه حول قيادته الحكيمة أنه الأقدر على حماية سورية وصون كرامتها ومواجهة ما يخطط له أعداؤها الذين يذرفون الدموع الكاذبة على ما حل بها فيما هم المشاركون في ذبح الشعب السوري وتدمير سورية ويطيلون عمر الأزمة فيها عبر دعمهم الإرهابيين ومدهم بالسلاح والأموال بهدف إضعاف سورية والمقاومة لكن مخططاتهم فشلت وستفشل مستقبلاً أيضاً.
وسخر عوض من مواقف فريق 14 آذار الذي أبدى استياءه وغضبه من رؤية هذه الحشود السورية تتدفق على مقر سفارة بلدهم للمشاركة في الانتخابات، مؤكداً أن هذا الفريق فشل في كل خياراته وممارساته ومحاولات كسب ود بعض المهجرين السوريين لأغراض ليست خافية على أحد.
واعتبر العميد اللبناني الياس فرحات الباحث العسكري والاستراتيجي أن وقائع اليومين الماضيين من الانتخابات الرئاسية السورية في السفارة السورية في لبنان أظهرت تأييداً واسعاً وكبيراً من السوريين المقيمين في لبنان وتعلقهم بوطنهم وقائدهم الرئيس الأسد، واستنكر الأصوات العنصرية التي صدرت عن البعض ضد السوريين في لبنان، وقال: إن الرهان على الشعب السوري بأن ينحاز إلى قوى معادية لدولته سقط وفشل والشعب السوري بهذه الانتفاضة الكبيرة أسقط كل مخططات الأعداء والقوى العنصرية الاستعمارية والصهيونية وأظهر خلال اليومين الماضيين صموده وثباته وتمسكه بكل وضوح بالرؤيا الحقيقية لدولته.
وأكد جاك تامر رئيس الحركة اللبنانية الديمقراطية أن الانتخابات الرئاسية مؤشر على تمسك المواطنين السوريين بدولتهم والرئيس الأسد، الذي يمثل العنفوان والكرامة الوطنية والوفاء والصدق والإخلاص لسورية الحبيبة، وأضاف: إن الاستحقاق الرئاسي الدستوري سيعجل في إنهاء الأزمة فيها وتخليصها من الإرهاب والإرهابيين، معرباً عن ثقته الأكيدة بتمسك الشعب السوري بقيادته وعزمه على إعادة بناء سورية كما كانت وأحسن بعد إنهاء هذه الحرب الظالمة.
وشدد نقيب المحررين اللبنانيين الياس عون على أن الحشود الكثيفة التي ميّزت تدفق السوريين خلال يومين في التعبير عن أصواتهم في صندوق الانتخابات الرئاسية هي الدليل على إحساسهم العالي بالواجب والمسؤولية الوطنية ووطنيتهم وتعلقهم بوطنهم وولائهم لقيادتهم، وأعرب عن الأمل في أن تكون هذه الانتخابات المدخل ليستطيع السوريون العودة إلى سورية خالية من الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائمهم بدعم من دول غربية وعربية وإعادة إعمارها، داعياً المنظمات الدولية ومجلس الأمن إلى إعادة النظر بمواقفهم الداعمة للإرهاب في سورية، وأن يدعموا الشعب السوري، لاسيما بعد أن شاهد العالم مسيرات السوريين الداعمة للدولة السورية والمعبرة عن تمسكهم بقيادتهم في بيروت وعمان وعواصم عديدة.
وأكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن ما حصل في مشهد الانتخابات السورية بلبنان كبير جداً وله دلالات بالغة ومهمة ويشكل دليلاً واضحاً على أن ما يحصل في سورية ليس حراكاً شعبياً كما قيل زيفاً وتحريفاً وتزويراً على مدى ثلاث سنوات، وقال في احتفال أقامه حزب الله في ديرقانون النهر: إن الشعب السوري الموجود في لبنان أتى إلى صناديق الاقتراع دون ممارسة أي ضغط عليه وكان باستطاعة أي شخص أن يأتي أو لا يأتي إلى تلك الانتخابات حيث صدم هذا المشهد البعض ممن انتظروا شيئاً آخر، لافتاً إلى أن ما حصل وما شهدناه هو ليس انتخابات فحسب بل هو استفتاء حقيقي وتعبير واقعي عن إرادة الشعب السوري، وهذا دليل على أن كل الأموال التي أنفقت والإعلام الذي كان صاخباً خلال كل السنوات الثلاث كان كذباً وتزويراً ولم يكن تعبيراً أبداً عن إرادة هذا الشعب.
من جهته أكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله النائب اللبناني السابق عمار الموسوي أن الزحف الهائل للمواطنين السوريين في لبنان خلال يومين متتالين إلى السفارة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية يعد انتصاراً لسورية المقاومة وخيبة أمل وصدمة كبيرة لكل أعداء سورية، وسخر في كلمة خلال احتفال في بعلبك من الأصوات التي انطلقت من فريق 14 آذار بحق هؤلاء المواطنين السوريين، واصفاً إياها بالجنون، الذي ينم عن العنصرية والحقد، وقال: إن هذه الأصوات هي مدعاة للسخرية وقد وصل البعض الى طرح ترحيل السوريين ومن المعيب التعامل مع الشعب السوري بهذه الطريقة، وشدد على أن سورية ستخرج منتصرة من المحنة والأزمة التي تتعرض لها.
وفي طهران، أعلن مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثالث من حزيران المقبل ستكون رداً حازماً على أعداء سورية، وقال: إن قبول الدول الغربية بنتائج الانتخابات الرئاسية في سورية أو رفضها لها ليس مهماً بل المهم هو أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل بلاده ويقوم بحل الأزمة بالأساليب الديمقراطية”، معرباً عن تفاؤله بإجراء هذه الانتخابات بشكل جيد. وحول الوفد البرلماني الإيراني الذي سيتوجه الى سورية أوضح ولايتي أن الوفد سيشارك كبقية الوفود والهيئات الدولية في مواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية.
وفي موسكو، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية عزمها إرسال ممثلين عنها إلى سورية لمواكبة انتخابات رئاسة الجمهورية، وقالت: “بناء على دعوة من الجانب السوري سيقوم عضو اللجنة انتون لوباتين ونائب رئيس قسم العلاقات الخارجية فيها إيغور ييفلانوف بمهمتهما خلال الانتخابات الرئاسية.
وفي براغ، انتقد المحلل السياسي السلوفاكي ارتور بيكماتوف بشدة قرار بعض الدول الأوروبية منع المواطنين السوريين المتواجدين على أراضيها من ممارسة حقهم بالتصويت في استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن هذه الدول تسعى بهذه الخطوات لعرقلة تحقيق السلام في سورية، ولفت الى أن الوضع في سورية يستقر بعد النجاحات الكثيرة والمتتالية التي حققها الجيش العربي السوري، مشيراً الى أن فوز الرئيس بشار الأسد باستحقاق انتخابات الرئاسة سيكون رسالة واضحة يوجهها الشعب السوري للعالم بأنه يريد السلام والاستقرار والسيادة، وأن هذه القيم يراها لدى القوى التقدمية وليس في تنظيمات الدمى المسلحة والمدعومة من قبل الغرب، في إشارة تهكمية الى المجموعات المسلحة المنضوية تحت مسمى “المعارضة”.
يذكر أن دولاً عدة أوروبية وعربية اتخذت قراراً جائراً بمنع المواطنين السوريين المقيمين على أراضيها من المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية، في إجراء واضح يكشف زيف ادعاءاتها التي روّجتها للسير بالمؤامرة.