نقطة ساخنة غداً.. كنّا “سوا” وسنكون..
أحرف ثلاثة أجزم أنها تختزل كمّاً فكرياً وحضارياً واقتصادياً، وقبل كل هذا وذاك بساطة اجتماعية تجسّد حرفين اثنين في أعمق وأعلى وأنبل معانيها وأهدافها..
“سوا” هي نفسها حب..، فـ”ليس هناك أعظم ممّن يبذل نفسه في سبيل من يحبّ”..
غداً موعد ليس كأي موعد سبق في تاريخ سورية والمنطقة، ولا نبالغ إن قلنا: في العالم أيضاً، موعد مع سوا، مع اختبارنا لحقيقتنا وذاتنا، مع سوريتنا الحاضرة والماضية والمستقبلية..
الثلاثاء.. ربما ليس مصادفة أن نكون “سوا”، ثلاثية من أحرف تؤلّف أقانيم ثلاثة شاءها الخالق أن تكون فكانت، وغداً سيؤكد السوريون استمرار مشيئته، فـ”ما جمعه الله لا يفرقه إنسان”.
وحبّ.. ثنائية حرفين يؤكدان قوّتي الحق الذي لا يقهر “قوة الله وقوة الشعب”.
صوتك ثمنك غداً، تحدّده أنت، أنت لا غيرك، فإما أن تسترخصه فيحطّك وإما أن تُعليه فيُغنيك ويعزّك.
وقصاصة الورق التي لا تتجاوز كفّ اليد التي هي حقك قبل واجبك ستضعها في الصندوق الصغير، وهي بذرتك الأبدية في رحاب وطنك ومستقبلك.
في علم الاقتصاد بثلاثية أقانيمه الزراعة والصناعة والتجارة، أمر نعتقد أنه محسوم لا جدال فيه، وهو أن الوطن لا يُزرع ولا يصنع، ومن أعظم الكبائر المتاجرة به.
مصفوفة من المسلّمات الأخلاقية المصيرية، تؤكد من المقلب المواجه أن الوطن يُبنى ويعمّر، والكف التي ستعمل هذا، هي التي سترسم لوحته القادمة.
أي وطن..، بعد ثلاث سنوات من الحرب الإرهابية عليه، يقف الآن أمام استحقاق هو الأغلى في تاريخه، دفع السوريون خلالها نفيس العقول والسواعد، وعزيز البشر والآثار والحجر، وخير الضرع والحقول والشجر، وتراكماً من الإبداع والصناعة لا يقدّر بثمن.
وطن يعرف -رغم الأخطاء التي لا يمكن أن تقارن بما يحدث في غيره- كلُّ سوري فيه كيف كان وكيف أصبح، ولكن غداً سيعرف كيف سيكون..عندما بصوته “سوا” يصون…، كنّا “سوا” وسنكون.
قسيم دحدل
Qassim1965 @gmail.com