اقتصاد

خطط واستراتيجيات للقطاع السياحي بهدف تخطي الأزمة مديرة سياحة دمشق: التركيز على رفد سوق العمل السياحي بالمؤهلين وإدارة التراث

على اعتبار أن السياحة أول القطاعات الاقتصادية المتضررة بفعل الأحداث الراهنة، وسيحتاج تعافيها إلى زمن ليس باليسير لاستعادة ألقها، تتجه وزارة السياحة حالياً إلى الداخل لتنشيط هذا القطاع محلياً والتركيز على موضوع التدريب والتعليم السياحي، بدءاً من الكادر البشري إلى تنشيط السياحة الشعبية، إضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية وتنمية المجتمعات المحلية المحيطة بها.
وفي هذا الإطار بيّنت مديرة سياحة دمشق مي الصلح في تصريح لـ”البعث” أنه يتم العمل على وضع خطط واستراتيجيات للقطاع السياحي بهدف تخطي الأزمة، وهناك توجه نحو تطوير الكوادر العاملة في القطاع السياحي وتدريبها، لافتة إلى دور المدارس الفندقية في رفد سوق العمل السياحي بالكوادر المؤهلة، ونسبة الطلب المرتفعة من قبل أصحاب المنشآت على خريجي هذه المدارس، علماً أنه يتم تشجيع وافتتاح مدارس جديدة للارتقاء بهذا القطاع وإعداد كوادره للعمل في المراحل المختلفة خاصة ما بعد الأزمة.
وأكدت السعي إلى مواكبة الاهتمام المتزايد بالإدارة العلمية للقطاع السياحي وتلبية الطلب في السوق المحلية، والاهتمام بالصناعة السياحية وإشراك القطاعين العام والخاص بإدارة التراث السياحي، والمحافظة على سلامة المواقع السياحية وصيانتها.
والجدير ذكره أن وزارة السياحة وقعت الأسبوع الماضي مع جامعة دمشق مذكرة تفاهم مشتركة لربط الأنشطة البحثية التعليمية بمتطلبات تنمية القطاع السياحي والمجتمع المحلي، وإشراك طلاب الكليات الجامعية في صنع القرار بطرق علمية للمساهمة في الترويج والتأهيل والاستثمار السياحي، خاصة في مرحلة إعادة الإعمار للوصول إلى منتج سياحي متكامل والترويج له بشكل مخطط ومدروس.
وأكد وزير السياحة المهندس بشر اليازجي أنه انطلاقاً من الأهمية الكبرى لقطاع السياحة في تنشيط التنمية وما تشمله من خدمات في القطاعات كافة جاء العمل الحثيث لربط القطاع السياحي بقطاع التعليم أكثر من أي وقت مضى، للوصول بالكفاءات السورية المحملة بالقطاعات إلى مراحل من العطاء تزاوج بين الإبداع والدراسة الأكاديمية لتقديم طاقاتنا القصوى المطلوبة. وقال: إن من يدرك حقاً ما في بلدنا اليوم من كنوز يأكلها الغبار بانتظار من ينفض عنها آثار الزمن ويقدمها للإنسانية جمعاء، يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا كسوريين أحفاد للأجداد الأوائل الذين حملوا راية الحضارة، ونعمل على بذل الجهود المطلوبة منا كسوريين وكشباب نربط العلم بالعمل بالجد والاجتهاد. وأشار وزير السياحة إلى أنه في سورية توجد اليد العاملة والخبرات المكتسبة والجذور المغروسة في التاريخ عميقاً، وهو ما يجب ربطه بالتدريب والتأهيل العملي لبلورة كل ما سبق بما يليق وسورية المتجددة التي تنتظر سواعد أبنائها لتعويض ما فات والحدّ من ضرره. كما تؤكد وزارة السياحة على وضع استراتيجية لقطاع السياحة تختلف عن الوضع السابق، وإعادة تقييم كافة القوانين والتشريعات، والاهتمام بالكوادر والشباب الوطني، وإعادة تأهيل القطاع السياحي والبيئة الجاذبة، والحفاظ على الاستثمارات السياحية وتشغيلها، وتفعيل دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة وطرح مشاريع سياحية بصيغ استثمارية جديدة، تنسجم مع الأوضاع الحالية وإحصاء جميع الأضرار التي طالت المنشآت السياحية مثل المطاعم والفنادق والمباني التابعة للوزارة، وتوثيقها بهدف إعادة إعمارها.
دمشق- سامية يوسف