عشيّة الصمت الانتخابي.. السوريون يجددون الانحياز لدولتهم الوطنية اللحام لوفدي البرازيل وكوريا الديمقراطية: مجلس الشعب يقف على مسافة واحدة من المرشحين
يتوجّه السوريون غداً الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية تعددية، وفق ما نص عليه الدستور السوري الجديد، ليقولوا كلمتهم على مرأى ومسمع العالم، ويؤكدون أنهم سادة رأيهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وإذا كان الغرب ومن تبعه من الدول الإقليمية والرجعية العربية لا يروق لهم المسار الديمقراطي الذي تسلكه سورية اليوم بنفسها، فإن أصدقاء سورية الحقيقيين يباركون لها ما يرون فيه نصراً لإرادة شعبها وتتويجاً لبطولات جيشها الماضي في دحر الإرهاب، وهو أمر يؤكده وصول وفود رسمية وشعبية من عدة دول صديقة، جاءت تشهد لحظة مفصلية من تاريخ سورية وتدعم الشعب السوري في خياره المستقل، والاطلاع على حقيقة ما يجري عن كثب ومواكبة أول انتخابات تعددية رئاسية في سورية يستطيع الشعب السوري من خلالها التعبير عن إرادته بحرية وشفافية ونزاهة واختيار رئيسه القادر على تلبية طموحاته وتطلعاته بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وليست وفود الدول والشعوب الصديقة وحدها من قدمت لتشارك سورية هذه اللحظة، فقد بدأت تتوافد جموع من السوريين المغتربين ممن لم يمارسوا حقهم الانتخابي في الخارج إلى سورية لينغمسوا في نسيجهم الاجتماعي ويشاركوهم كلمتهم ونصرهم الديمقراطي.
بالأمس، أكد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب أن الاستحقاق الدستوري الرئاسي شأن سوري داخلي سيادي يقرره الشعب السوري وحده، وأن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر دليل على صمود الشعب السوري وعزمه على التصدي لجميع محاولات الدول المتآمرة الرامية إلى تعطيل الحياة السياسية في البلاد.
وأشار خلال لقائه أمس رئيسة المجلس العالمي للسلام البرازيلية سوكورو غوميس، تلبية للدعوة التي وجهها مجلس الشعب لأعضاء البرلمان البرازيلي لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية، إلى ضرورة إطلاع الوفد على حقيقة ما يجري في سورية عن كثب ومواكبة أول انتخابات تعددية رئاسية في سورية يستطيع الشعب السوري من خلالها التعبير عن إرادته بحرية وشفافية ونزاهة واختيار رئيسه القادر على تلبية طموحاته وتطلعاته بعيداً عن التدخلات الخارجية، لافتاً إلى أن مجلس الشعب يقف على مسافة واحدة من المرشحين الثلاثة لمنصب رئاسة الجمهورية باعتباره ممثلاً للشعب السوري ويضم أحزاباً وقوى تنتمي لشرائح المجتمع المختلفة بما فيها أحزاب المعارضة الوطنية.
وأشارت غوميس إلى أن زيارة الوفد تهدف إلى مواكبة الانتخابات الرئاسية التي تجري وفق الدستور وقانون الانتخابات العامة ونقل معاناة الشعب السوري والجرائم التي يتعرض لها على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة إلى الرأي العام البرازيلي والعالمي، لافتة إلى أن التدخل الخارجي في الأزمة في سورية ليس له مبرر وجميع الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري غير مقبولة، مؤكدة أن سورية دولة ذات سيادة وهي تحترم القوانين الدولية وتعمل على تطبيقها ولا يجوز للإمبريالية العالمية التي تريد السيطرة على العالم أن تتدخل في شؤونها الداخلية أو تفرض إرادتها على الشعب السوري، معربة عن ثقتها بقدرة الشعب السوري على تجاوز الأزمة والخروج منها والالتفات إلى قضاياه الوطنية الداخلية.
وفي الإطار ذاته التقى اللحام رئيس اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية للتحرير الوطني وعضو مجلس الشعب الأعلى في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم واند سو والوفد المرافق له، حيث أكد أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية يأتي تتويجاً للانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب وداعميه ومموليه.
ولفت إلى أن سورية وكوريا الديمقراطية تواجهان اليوم نفس المؤامرات وذات الأعداء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى بالتعاون مع حلفائها إلى فرض إرادتها بالقوة على جميع الدول التي تخالفها بالرأي وتعمل بما ينسجم مع مبادئها الوطنية ويحقق تطلعات شعوبها، مشيراً إلى ضرورة تطوير علاقات الصداقة والتعاون البرلمانية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية بما يخدم قضايا البلدين الصديقين العادلة.
وأكد واند سو أن الانتخابات الرئاسية في سورية حق مشروع للشعب السوري وخطوة مشجعة لجميع شعوب العالم التقدمية، وأن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الأزمة التي تمر بها سورية سيشكل ضربة موجعة لجميع الدول المعادية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، مشيراً إلى أن سورية وكوريا الديمقراطية أشقاء سلاح وهما في خندق واحد في مواجهة الامبريالية العالمية.
في الأثناء، أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات وقف الدعاية الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية ابتداء من الساعة السابعة من صباح يوم اليوم الاثنين 2-6-2014 عملاً بأحكام المادة 58 من قانون الانتخابات العامة رقم 5 لعام 2014 وتعليماته التنفيذية، فيما تواصلت الفعاليات الرسمية والأهلية تأييداً للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري.
ففي السويداء زار وفد من طلبة المحافظة أمس جرحى الجيش في المشفى الوطني بالمدينة وعبر المشاركون عن تقديرهم للدور الوطني الذي يقوم به الجيش العربي السوري في حماية الوطن والدفاع عن عزته وكرامته ومواجهة الإرهابيين المرتزقة، مشيرين إلى أن الاستحقاق الدستوري هو تتويج لإرادة الصمود لدى السوريين وانتصاراتهم ضد قوى الإرهاب العالمي وتضحيات بواسل جيشنا من أجل إعادة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.
وفي طرطوس نفذت الشركة العامة لكهرباء طرطوس بالتعاون مع نقابة عمال الكهرباء وشعبة المدينة الثانية للحزب وقفة تضامنية أمام مبنى الشركة، ورفع المشاركون الأعلام الوطنية، ورددوا الهتافات المعبرة عن دعم الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى ربوع سورية، مؤكدين دعمهم للرفيق بشار الأسد لما يمثله من صمود وعزة وكرامة ويعبر عن طموحات وآمال الشعب السوري كله.
وفي اللاذقية أكد أهالي قرية غنيري في مدينة جبلة دعمهم للرفيق بشار الأسد، منوهين في وقفة تضامنية بتضحيات الجيش في سبيل صون كرامة وعزة الوطن، وقدّم أطفال طلائع البعث فقرات فنية وقصائد وطنية تعبر عن قيمة الشهادة وتضحيات الشهداء من أجل أن تبقى سورية حرة وعزيزة وإعادة الأمن والأمان والاستقرار إليها.