22 مليار ليرة تكلفة استخراج 7 مليارات م3 من مياه 230 ألف بئر دراســة حـــول الجــدوى الفنيــة والاقتصــاديـة لاســـتخدام الطــاقـات البديلـة للضخ من الآبـار
من المعروف أن المضخات التقليدية التي تستخدم لاستخراج المياه من الآبار تعتمد بشكل رئيسي على الديزل كوقود أو على الكهرباء كمصدر للطاقة، ونظراً لما تسبّبه تلك المضخات من تلويث للبيئة ومن ارتفاع لتكاليف الإنتاج الزراعي ولصعوبة الحصول عليها، قامت وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الاقتصاد الزراعي- مديرية الطاقة بالتعاون مع وزارة الكهرباء ممثلة بالمركز الوطني لبحوث الطاقة، بإعداد دراسة حول الجدوى الفنية والاقتصادية لاستخدام الطاقات البديلة (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) للضخ من الآبار.
البداية
ويؤكد المهندس طارق سطاس مدير الطاقة في وزارة الزراعة أن عدد الآبار التي تم تحويل نظام الاستجرار فيها من ديزل إلى الطاقة الشمسية والتابعة إلى الوزارة بلغ (7) آبار، خمسة منها في محافظة حمص وهي (أبو الفوارس– الضليعات– وادي الأحمر– التليلة– الفرى) إضافة إلى بئر مراغة في محافظة حلب، وبئر حسية القديم في محافظة حماة.
تنوع
وأضاف سطاس في تصريح لـ”البعث”: إن الوزارة أعدّت دراسة تهدف لاستبدال مضخات الديزل والكهرباء التقليدية المستخدمة في القطر لضخ المياه من الآبار بمضخات تعمل بالخلايا الشمسية أو بالعنفات الريحية، إذ تُعدّ الخلايا الشمسية والعنفات الريحية من البدائل الواعدة لحالات نفاد الوقود التقليدي، وينبغي استخدامها في العديد من التطبيقات العملية وخصوصاً في المناطق النائية لتأمين الخدمات الأساسية مثل الإنارة والاتصالات وضخ مياه الآبار بهدف تأمين مياه الشرب وسقاية المواشي، كما يساهم استخدام تلك التقانات في تخفيض نسب الانبعاثات الغازية وتلوث البيئة بالغازات الناتجة عن حرق الوقود التقليدي، ولاسيما مع ارتفاع أسعار حوامل الطاقة التقليدية وانخفاض معدلات إنتاجه عالمياً، علماً أن بلدنا سورية تتميّز بتنوع مصادرها الطبيعية، فهي تتمتع بمستويات عالية من السطوع الشمسي (عدد ساعات السطوع الشمسي يقدر بنحو 3200 ساعة سنوياً، وشدة الإشعاع اليومي تصل إلى نحو 5 كيلو واط ساعي لكل متر مربع)، كما تتوفر الرياح الدائمة وبالسرعات المناسبة (أكثر من 3م/ثانية) في العديد من المواقع الواعدة ريحياً والتي يمكن أن تقام فيها المزارع الريحية المطلوبة لتوليد الطاقة الكهربائية.
نفقات أخرى
وأوضح سطاس أنه وفقاً لهذه الدراسة تبيّن وجود أكثر من 230 ألف بئر ماء بأعماق مختلفة في سورية، مما يعني وجود نفس العدد من المضخات على الأقل لرفع المياه من تلك الآبار، حيث تقدّر إنتاجية هذه الآبار من الماء بنحو 7 مليارات متر مكعب سنوياً، كما تقدر كلفة الوقود اللازم لاستخراج هذه الكمية من المياه بأكثر من 22 مليار ل.س في العام، لأن إنتاج المتر المكعب الواحد من الماء بواسطة المضخات يتطلب استهلاك نحو 0,16 ليتر من الديزل، وبالتالي يلزم سنوياً استخدام نحو 1.16 مليار ليتر من الديزل لتشغيل هذه المضخات لرفع المياه، إضافة إلى وجود نفقات أخرى كثيرة مثل كلفة استهلاك الزيوت والصيانة الدورية وغيرها، كما أن احتراق هذه الكمية الضخمة من الديزل يؤدي إلى انبعاث نحو1500 مليار ليتر من الغازات الملوثة للبيئة مثل غاز أول وثاني أوكسيد الكربون كنتيجة لاستثمارها.
دمشق– حسن النابلسي