أبناؤنا في بلاد الاغتراب يتحدّون: منعونا من ممارسة حقنا فأتينا إلى الوطن للإدلاء بأصواتنا اللحام: وجهتم ضربة قوية لكل من راهن على إسقاط الدولة السورية
آلاف الكيلومترات لم تثن أبناء جالياتنا في أوروبا وبعض الدول العربية، التي منعت السوريين من حقهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية، من القدوم إلى وطنهم الأم للمشاركة في هذا العرس الوطني الكبير، الذي يعوّل عليه السوريون جميعاً لحل أزمتهم والانتقال نحو مرحلة إعادة الأمن والاستقرار وتخليصهم مما تبقى من فلول الإرهاب..
مشهد قدوم السوريين من بلاد الاغتراب كشف جملة أمور لابد من الإشارة إليها، فهو كشف مدى حب السوريين لوطنهم، وأنهم مهما ابتعدوا عن أرض الوطن، فإن حب الوطن وهمومه تسري في دمائهم، ومستعدون لبذل الغالي والرخيص في سبيل بناء وطنهم، ومن جهة ثانية كشف ازدواجية المعايير والنفاق الذي تمارسه الحكومات الغربية من خلال دعواتها الكاذبة لتحقيق الحرية والديمقراطية، فيما تمنع السوريين وتضيّق عليهم وتحرمهم من ممارسة حقهم في انتخاب رئيس للبلاد، وهذا يأتي في سياق محاولاتهم اليائسة لإخفات صوتهم، لكن هذا لم يقف عائقاً أمامهم للعودة إلى أرض الوطن ومشاركة أبناء جلدتهم فرحة الانتصار وفشل وهزيمة الأعداء.
بالأمس، أكد رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أهمية دور المغتربين السوريين في الدفاع عن وطنهم وتوضيح حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سورية وما يتعرض له الشعب السوري من جرائم يومية على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة المموّلة من أنظمة الرجعية العربية.
وأوضح أن الانتخابات الرئاسية ستشكل صفعة للمتآمرين على سورية، ونوّه خلال لقائه أمس وفداً من الجالية السورية في الكويت بالوطنية العالية والإرادة التي لا تلين التي يتمتع بها السوريون في دول الاغتراب وفي الداخل، والتي تجسّدت من خلال الإقبال الكثيف على الاقتراع في السفارات السورية في الخارج، وحرص من منعوا من حقهم في الإدلاء بأصواتهم في سفارات سورية على القدوم إلى سورية من أجل ممارسة هذا الحق الدستوري والواجب الوطني في تحد وتصميم على المشاركة في رسم مستقبل سورية وإعادة البناء والإعمار، مشيراً إلى أن إصرار السوريين في الداخل والخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية دليل على أصالة الشعب السوري وحبه لوطنه وتمسكه به وتحديه للإرهاب ومموليه وداعميه، وأن المغتربين السوريين أذهلوا العالم ووجهوا ضربة قوية لجميع الدول التي راهنت على إسقاط الدولة السورية أو النيل من سيادتها الوطنية، وفضحوا الدول التي منعت إجراء الانتخابات بينما تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وأشار رئيس الوفد الدكتور وائل ناصر إلى أن زيارة الوفد تهدف إلى المشاركة في الاستحقاق الرئاسي باعتباره حقاً وواجباً على كل السوريين أينما كانوا، وضمانة لمستقبل أبنائهم، وأن السوريين اليوم مصرون على المشاركة في بناء وطنهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لافتاً إلى أن أبناء الجالية السورية في الكويت ينتظرون بفارغ الصبر لحظة انطلاق ورشات إعادة الإعمار والبناء ليساهموا بشكل كبير في بناء سورية المتجددة.
كما وصل وفد الجالية السورية في فرنسا وبلجيكا إلى معبر جديدة يابوس في ريف دمشق للمشاركة في الانتخابات، ملتحفين بعلم الوطن، مرددين النشيد العربي السوري، وأكد أعضاء الوفد أنهم قدموا إلى سورية بعد أن حرمتهم الحكومتان الفرنسية والبلجيكية من ممارسة حقهم الديمقراطي بالانتخابات، ومن أجل إنجاح الاستحقاق الدستوري، والوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري، وبيّنوا حجم الصعوبات التي اعترضت طريقهم في المطارات من خلال إلغاء الحجوزات والرحلات دون ذكر الأسباب، ومضايقتهم بعد معرفة سبب سفرهم وهو المشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال رئيس تجمع المغتربين من أجل سورية عمران الخطيب: إن الحكومة الفرنسية منعتنا من ممارسة حقنا الانتخابي، فتحدينا قراراتهم وجئنا إلى سورية للإدلاء بأصواتنا في أرضنا ومع أهلنا وشعبنا، وأضاف: جئنا للممارسة الديمقراطية التي لا يعرفها الغرب، ولكي نضع صوتنا في صندوق الانتخاب.
ولفت الدكتور رياض ناصر إلى أن قدوم أبناء الجالية في بلجيكا إلى سورية هو تعبير عن العرفان والتقدير للشعب السوري وصموده وإصراره على ممارسة حقه في هذه الانتخابات، فيما قال ظافر شحادة القادم من بلجيكا: إننا قادمون إلى سورية لكي ننتخب رغم كل الصعوبات والمضايقات التي تعرضنا لها، فوطننا يحتاج منا أن نقدم له الكثير، لافتاً إلى أن الديمقراطية الغربية ديمقراطية زائفة ونشاهدها أمام الإعلام فقط وتتجسّد من خلال سرقة النفط الليبي والثروات العربية.
وبينت فاطمة غريواتي الجدعان القادمة من فرنسا أن سورية بلد الحريات والديمقراطيات، ومجيئها اليوم للمشاركة في الانتخابات والتأكيد على الوقوف إلى جانب هذا البلد العظيم والجيش العربي السوري الذي يجسد أروع الملاحم البطولية في قضائه على الإرهاب.
وفي باريس وقبيل مغادرتهم متوجهين إلى وطنهم الأم سورية، أكد وفد أبناء الجالية السورية في فرنسا وبلجيكا أن ما قامت به الحكومتان البلجيكية والفرنسية وباقي الحكومات الغربية من حرمانهم من ممارسة أبسط حقوقهم الإنسانية في الإدلاء بأصواتهم باستحقاق انتخابات الرئاسة في سورية يشكل تأكيداً على تورط هذه الحكومات في الحرب على سورية.
كما وصل وفد منظمة لجنة العرب الأمريكية للدفاع عن سورية إلى معبر جديدة يابوس الحدودي للمشاركة بانتخابات رئاسة الجمهورية، وكسر الحصار الذي فرضته أمريكا على السوريين الموجودين على أرضها.
وأكد أبناء الجالية والطلبة السوريون الدارسون في النمسا أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في بلاد الاغتراب عبرت عن وطنية ووفاء وإخلاص السوريين في المهجر ومدى عمق محبتهم وارتباطهم بوطنهم الأم، وشددوا في بيان لهم على أن نجاح الاستحقاق الدستوري، وعملية الانتخابات الرئاسية، أظهرت مدى حب السوريين ووقوفهم إلى جانب إخوتهم في الوطن بممارسة حقهم في اختيار مرشحهم بكل شفافية وديمقراطية وحرية، وأشار البيان إلى أن المغتربين السوريين في النمسا صوتوا لصالح الوطن ولرئيس حمل هموم الوطن وشعبه وقاوم كل أشكال الإرهاب والمؤامرات والعملاء وفي وجه ظلامية الفكر الإرهابي الذي تمارسه العصابات المسلحة ومن يقف وراءها، معتبرين أن انتخابات الرئاسة التي ستجري اليوم داخل الوطن تعبير عن صمود الشعب العربي السوري تحديه للإرهاب الدولي الذي تقوده واشنطن والصهيونية العالمية عبر أدواتها الرخيصة في مشيخات الخليج وبعض الدول الإقليمية، وأشار إلى أن انتخابات الثالث من حزيران هي رسم لصورة مستقبل سورية الحديثة والمنيعة التي تقف في وجه كل عدو متربص وستبقى شوكة في عيون المتآمرين والإرهابيين ومموليهم وأسيادهم.